القوات الروسية تقصف وتدعس مدنيين أوكرانيين.. وأطفال يوجهون رسالة إلى بوتين (فيديو)

القوات الروسية تقصف بلا رحمة وترهب المدنيين
القوات الروسية تقصف بلا رحمة وترهب المدنيين في أوكرانيا (getty)

عاش المدنيون في أوكرانيا ساعات من الخوف والرعب في ظل العمليات العسكرية الروسية التي استهدفت مناطق سكنهم واستهدفتهم حتى عندما حاولوا النجاة بأنفسهم.

وتداول مواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر لحظة دعس مدرعة روسية سيارة سوداء مدنية بمن فيها في مشهد مرعب أثار حالة من التعاطف مع المدنيين والاستياء من أفعال الجنود الروس.

وأظهرت لقطات مصورة أيضا محاولة بعض المدنيين إنقاذ ركاب السيارة التي دعستها المدرعة بمنطقة أوبولون في العاصمة كييف ونجاحهم في إخراج أحد الضحايا على قيد الحياة.

بدوره، أعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، اليوم الجمعة، عن قلقه إزاء الغزو الروسي لأوكرانيا وقال إنه يتابع الوضع هناك “لحظة بلحظة”.

وأضاف في بيان صحفي “أتابع باهتمام التطورات الأخيرة في أوكرانيا وما حولها بقلق متزايد”.

وتابع “يجب على جميع الأطراف المشاركة في القتال على الأراضي الأوكرانية العلم أن المحكمة الجنائية الدولية يمكنها أن تمارس سلطتها ضد أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية أو الجرائم ضد الإنسانية أو جرائم الحرب التي تُرتكب داخل أوكرانيا”.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قد دعا، اليوم الجمعة، إلى إجراء تحقيق في أعقاب تقارير أكدت أن روسيا شنت هجومًا على روضة أطفال ودار أيتام في أوختيركا (شمال شرق).

وغرّد عبر تويتر “الهجمات الروسية اليوم على روضة أطفال ودار للأيتام هي جرائم حرب”.

وأضاف “بالتعاون مع مكتب المدعي العام نجمع هذه الحقائق وغيرها وسنرسلها على الفور إلى لاهاي (مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا)”.

ووفقا لتقارير إعلامية، تعرضت منطقة سكنية وروضة أطفال في مدينة أوختيركا لإطلاق النيران بالمدفعية الثقيلة والقنابل.

وأسفر القصف عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 17 آخرين بينهما طفلان تعرضا لإصابات خطيرة جراء إطلاق صواريخ غراد متعددة.

ويعاني الأطفال أكثر من غيرهم جراء القصف الروسي للمدن الأوكرانية، وظهرت طفلة في مقطع مصور مؤثر وهي تناشد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحب قواته من أوكرانيا.

وفي السياق، انتشرت في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لقطات مصوّرة للأطفال وهم جالسون في إحدى محطات مترو كييف وبدت عليهم علامات الخوف والرعب بسبب أصوات القصف.

وتمكّن الجيش الروسي من السيطرة على مدينة ميليتوبول والتي تعد نقطة ارتكاز لتقدم القوات الروسية والسيطرة على الساحل الأوكراني بالكامل.

وفي الوقت نفسه، حرصت العائلات الأوكرانية على الهروب إلى الملاجئ ومحطات القطار لإيجاد مأوى لهم عقب الغزو الروسي.

وفي لقطة أخرى، ظهر بعض الأطفال داخل أحد الملاجئ في مدينة إيربن بالقرب من العاصمة وهم يؤدون الواجبات المنزلية.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أيضا مقطعًا مصوّرًا يرصد لحظة هروب أحد المدنيين بسيارته تحت القصف في مدينة كلوتشكيفسكا الأوكرانية وتأكيدهم وقوع قصف بالقرب من مستشفى أطفال في المنطقة نفسها.

وانتشر مقطع يوثق لحظة استهداف الجنود الروس لأحد أقسام الأورام داخل مستشفى في مدينة ميليتوبول.

وعبر عشرات الآلاف من الأوكرانيين معظمهم نساء وأطفال الحدود إلى بولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، اليوم الجمعة، مع استمرار قصف الصواريخ الروسية للعاصمة كييف، في حين طلبت السلطات من الرجال في سن القتال البقاء.

وانتظر الكثيرون لساعات وسط البرد القارس لمغادرة البلاد بعدما أمر بوتين ببدء الغزو.

وقالت السلطات البولندية إن وقت انتظار عبور الحدود يتراوح بين 6 ساعات و12 ساعة في بعض الأماكن.

وتضم بولندا أكبر جالية أوكرانية في المنطقة وتبلغ نحو مليون شخص.

وتكدست الطرق في منطق جنوبي بولندا بالسيارات ووقف رجال الشرطة لتنظيم المرور واحتضن الناس أحباءهم عند وصولهم إلى الحدود مع بولندا.

وكشفت خريطة على الإنترنت تكدّس ثلث الطريق بالزحام المروري.

وتمنع القوانين الأوكرانية الرجال بين الثامنة عشرة والستين من عبور الحدود نظرًا لأنهم في سن القتال.

وفي السياق، حثت السلطات في سلوفاكيا السكان على التبرع بالدم وأنشأت مستشفيات بها 5380 سريرا كي يستخدمها الجيش أو حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأقام ناشطون في مناطق وسط أوربا وشرقها أماكن لتوزيع الأغذية والمشروبات الساخنة، في حين عرض أطباء بيطريون استضافة الحيوانات الأليفة.

وصرحت وزارة الداخلية الأوكرانية، اليوم، أن روسيا قصفت 33 موقعًا مدنيًا خلال اليوم الأول من الهجوم، مشيرة إلى وقوع المزيد من الضحايا مع التقدم نحو العاصمة كييف.

وعلى النقيض، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في روسيا تأكيدها أن الضربات الجوية على أوكرانيا “لا تستهدف المدن ولا تمثل خطرا على المدنيين”.

ووفق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، قُتل أكثر من 130 شخصا بينهم مدنيون في اليوم الأول للتدخل العسكري الروسي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي