“مليونية 28 فبراير”.. آلاف السودانيين يتظاهرون مجددًا للمطالبة بالحكم المدني والشرطة تفرّقهم (فيديو)

تظاهر آلاف السودانيين المناهضين لما سمّوه "الانقلاب" الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان (غيتي)

فرّقت الشرطة السودانية، اليوم الإثنين، باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، مظاهرات تطالب بالحكم المدني بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى في البلاد.

وتظاهر آلاف السودانيين المناهضين لما سمّوه “الانقلاب” -الذي نفّذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العام الماضي- في شوارع العاصمة والمدن المجاورة، وفق ما افاد شهود عيان.

ورفع المشاركون في المظاهرات الأعلام الوطنية، مرددين هتافات أبرزها “السلطة سلطة شعب.. والثورة ثورة شعب”، و”العسكر للثكنات”، و”الثورة مستمرة.. والردة مستحيلة”.

وبينما حاول بعض المتظاهرين الاقتراب من القصر الرئاسي وسط العاصمة، أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لإجبار المحتجين على التراجع.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة، خرجت منها غازات حمراء وصفراء وخضراء تؤثر بشدة على العيون والتنفس.

وكانت “لجان المقاومة” بالأحياء السكنية قد دعت إلى تظاهرات الإثنين، من أجل استعادة الحكم المدني ومحاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين.

وشُكّلت “لجان المقاومة” في المدن والقرى عقب اندلاع احتجاجات ديسمبر/كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير في 11 أبريل/نيسان 2019.

وفي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي تبعد 186 كيلومترا جنوب الخرطوم، قال الشاهد عادل أحمد لوكالة الصحافة الفرنسية “يتظاهر الآن نحو 4 آلاف متجهين نحو مقر الحكومة، حاملين الأعلام السودانية وصور الشهداء ويهتفون (السلطة سلطة شعب.. والعسكر للثكنات)”.

ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ أن أطاح البرهان شركاءه المدنيين من الحكم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في خطوة أثارت إدانات دولية واسعة.

ومنذ ذلك الحين، تشن السلطات الأمنية في البلاد حملة قمع واسعة ضد الاحتجاجات، مما أسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل وإصابة المئات، وفق لجنة أطباء السودان المركزية (غير حكومية).

وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت قوات الأمن بإطلاق الذخيرة الحية بانتظام أو استخدام الغاز المسيل للدموع كمقذوفات فتاكة ضد المتظاهرين.

واستنكر مبعوث الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السنغالي أداما دينغ هذه الممارسات بعد زيارة إلى الخرطوم، داعيا السلطات برئاسة البرهان إلى “مراجعة ردها على المتظاهرين”.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أقر البرهان -خلال مقابلة على التلفزيون الرسمي- بأن ضباطا استخدموا “بنادق كلاشنيكوف” ضد المتظاهرين، مؤكدا أنها مبادرات شخصية تتعارض مع الأوامر.

وما زال الشارع السوداني يطالب بالعدالة لضحايا القمع، وأيضا لأكثر من 250 متظاهرا قُتلوا خلال الاحتجاجات التي أطاحت الرئيس السابق عمر البشير في 2019.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات