وفد من طالبان في جنيف لبحث إيصال المساعدات لأفغانستان وحقوق الإنسان

أعضاء حكومة طالبان المؤقتة في أفغانستان (AFP)

بدأ وفد من طالبان، الثلاثاء، زيارة إلى جنيف تستمر أسبوعًا بدعوة من منظمة “جنيف كول” غير الحكومية لإجراء محادثات لإيصال المساعدات الإنسانية ومناقشة حقوق الإنسان، في وقت يسعى فيه قادة أفغانستان الجدد لتوسيع انخراطهم دوليًّا.

وسيُجري وفد طالبان محادثات مع مسؤولين سويسريين وأوربيين إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، رغم إصرار الخارجية السويسرية على أن “الزيارة لا تمثّل اعترافًا بحكم الحركة”.

وتعيش أفغانستان أزمة مالية تتفاقم في ظل ارتفاع معدل التضخم وتفشي البطالة منذ حصلت طالبان على السلطة في منتصف آب/أغسطس تزامنًا مع سحب الولايات المتحدة قواتها بعد حرب دامت 20 عامًا.

وأحدث توقف المساعدات بعد حكم طالبان أزمة إنسانية في أفغانستان التي كانت في الأساس تعاني من تداعيات حروب عاشتها على مدى عقود.

وأكدت مؤسسة “جنيف كول” التي تعمل على حماية المدنيين أثناء النزاعات أنها تستضيف المؤتمر المغلق بشأن أفغانستان من الإثنين حتى الجمعة، بهدف دعم عملية إيصال المساعدات الإنسانية للبلاد.

وذكرت المنظمة في بيان أن أفغانستان “تواجه حالة طوارئ معقدة جرّاء نزاعات مسلحة متداخلة مضت وجائحة كوفيد-19 وتداعياتها الاجتماعية والاقتصادية وأحوال الطقس الشديدة”.

وأضافت “اليوم، يواجه 23 مليون أفغاني خطر سوء التغذية ويعيش 97% من السكان تحت خط الفقر”.

وأفادت بأنها دعت طالبان إلى مؤتمر “لمناقشة وضع المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين واحترام الرعاية الصحية ومسألة الألغام ومخلفات الحرب القابلة للانفجار”.

الاعتراف الدولي

وكان وزير خارجية طالبان أمير خان متقي قد أكد في مقابلة أجرتها معه (فرانس برس) الأسبوع الماضي، أن الحركة تقترب من الحصول على اعتراف دولي بحكومتها، لكنه شدد على أن أيّ تنازلات تقدمها ستتم بناء على شروطها.

وفي أول مقابلة له منذ عودته من أوسلو، حيث أجرى محادثات مع ممثلين عن قوى غربية، حثّ متقي واشنطن على الإفراج عن أصول أفغانستان في الخارج للمساعدة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية.

ولم تعترف أيّ دولة رسميًّا بعد بالحكومة التي شكلتها طالبان، بينما أفاد متقي بأن حكام أفغانستان الجدد يحظون بالقبول الدولي شيئًا فشيئًا، وإن ببطء، وقال “في ما يتعلق بنيل الاعتراف.. نقترب من هذا الهدف”.

وذكرت وكالة “إيه تي إس” السويسرية أن المسؤول الرفيع في وزارة الدفاع بحكومة طالبان لطيف الله حكيمي يترأس الوفد الذي يزور جنيف ويضم نحو 10 أعضاء.

ويترأس حكيمي لجنة شكلتها حكومة طالبان لتحديد هوية الأعضاء الذين يخرقون قواعد الحركة.

ومن المقرر أن يجتمع ممثلون عن “الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون” وقسمَي “السلام وحقوق الإنسان” و”آسيا ومنطقة الهادئ” في وزارة الخارجية بأعضاء الوفد هذا الأسبوع.

وشددت المتحدثة باسم الخارجية على أن اللقاءات “لا تعني منح طالبان الشرعية أو الاعتراف بها”، وقالت لفرانس برس إن الوفد سيناقش إيصال المساعدات الإنسانية وحماية العاملين في مجال الإغاثة واحترام حقوق الإنسان وحماية الأطفال.

الصليب الأحمر

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها ستعقد محادثات مع وفد “إمارة أفغانستان الإسلامية”، الاسم الذي تطلقه طالبان على حكومتها.

وقال متحدث باسم اللجنة إنّ “علاقة تاريخية تربط اللجنة الدولية للصليب الأحمر بإمارة أفغانستان الإسلامية، هذا الحوار ضروري من أجل الإيفاء بمهمتنا الإنسانية المحايدة تمامًا”.

وتابع “سنواصل هذا الحوار مع وفد إمارة أفغانستان الإسلامية العالي المستوى في جنيف هذا الأسبوع ونتطلع إلى محادثات بناءة”.

وأوضحت “جنيف كول” أن المؤتمر يهدف إلى تحسين الامتثال للمعايير الإنسانية في أفغانستان وضمان إيصال المساعدات بشكل آمن.

ولفتت إلى أنها اختارت جنيف -مقر المنظمة- لعقد المحادثات نظرًا إلى تاريخها الطويل في استضافة المفاوضات واحترام القانون الإنساني الدولي.

وأعلنت الأمم المتحدة، الشهر الماضي، أنها تحتاج إلى مساعدات تقدّر بـ5 مليارات دولار من أجل أفغانستان خلال العام 2022، لتجنّب كارثة إنسانية ومنح البلد فرصة للتطلع إلى المستقبل بعد معاناة استمرت 40 سنة.

المصدر : الفرنسية