وسط انشغال العالم بحرب أوكرانيا.. مخلفات أسلحة روسيا العنقودية تفتك بأطفال سوريا

الطفل السوري خالد الأسعد مات عندما كان يلعب وهو لا يعلم وجود مخلفات أسلحة متفجرة قرب منزله (تواصل اجتماعي)

بينما ينشغل العالم بحرب أوكرانيا، فارق الطفل خالد شادي الأسعد (9 سنوات) الحياة منذ أيام، متأثرًا بجروحه جراء انفجار ذخيرة من مخلفات قصف سابق لروسيا في قرية عدوان غرب إدلب في الشمال السوري.

كان الطفل السوري يلعب بالقرب من منزل أسرته ظنًّا منه أنه في أمان، قبل انفجار مخلفات سلاح روسي قصف المنطقة من قبل.

وأفاد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن الأمر يتعلق بالسلاح العنقودي الذي يبقى خطره مدفونًا تحت الأرض سنوات.

خطر مدفون تحت الأرض

ويكون أغلب ضحايا هذه المخلفات من الأطفال بسبب عدم انتباههم أثناء اللعب، لذلك اختار فريق من الخوذ البيضاء مدرسة عري غربي إدلب، حيث يدرس أصدقاء خالد للتوعية بالخطر المدفون تحت الأرض.

وقال الدفاع المدني إن القوات الروسية تهدف باستخدامها السلاح العنقودي للقتل على المدى الطويل، ويعتبر من أخطر الأسلحة المستخدمة ومخلفات الحروب، وتعتبر المنطقة التي تعرضت للقصف بالعنقودي حقل ألغام.

وأكدت الفرق أنها تتابع البحث عن مخلفات السلاح وإتلافها لحماية المدنيين.

وتواصل القوات الروسية قصف مناطق سورية إذ استهدف يوم الأحد، سوقًا شعبيًّا في بلدة آفس شرقي إدلب وقتلت مدنيين وأصابت اثنين آخرين.

ووصف الدفاع المدني الهجوم بـ”الاستهداف الممنهج والواضح للمدنيين بهدف القتل ومنع المدنيين من العودة إلى ديارهم”.

ويموت أطفال سوريا جوعًا وبردًا إذا نجوا من الصواريخ الروسية، إذ تحتل سوريا المرتبة الأولى بين الدول العشر الأكثر انعدامًا للأمن الغذائي على مستوى العالم، بحسب إحاطة لمجلس الأمن قدمتها مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا، الجمعة، وأكدت فيها أن 12 مليون سوري يعانون من وصول محدود أو غير مؤكد إلى الغذاء.

وأضافت مسويا أن “العالم خذل الشعب السوري، مشيرة إلى الحاجة إلى المساعدة الإنسانية الآن أكثر من أي وقت مضى، مع وجود 14.6 مليون سوري سيعتمدون على المساعدة هذا العام، بزيادة 9% عن عام 2021 وزيادة بنسبة 32% عن عام 2020.

ويستمر نظام بشار الأسد وروسيا في سياسة الحصار والتجويع رغم التحذيرات الأممية، بمحاولة منع إدخال المساعدات الإنسانية، وتسييس توزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرتهما، مع استمرار قصف المنشآت والبنى التحتية ومنع عودة المهجرين إلى منازلهم وأراضيهم الزراعية للعمل بها وتأمين قوت يومهم.

وتعهدت لونا الشبل المستشارة برئاسة نظام بشار الأسد في سوريا، أمس، بأن بلادها ستدعم روسيا للتغلب على العقوبات التي فُرضت عليها بسبب عمليتها العسكرية في جارتها أوكرانيا.

وفي 24 فبراير/ شباط الجاري، بدأت روسيا هجومًا عسكريًّا على أوكرانيا، مما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها القطاع الدبلوماسية والمالي والرياضي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل