السفير الروسي بالقاهرة يتحدث للجزيرة مباشر عن أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا والعلاقات مع مصر (فيديو)

قال السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة لأي وساطة بين موسكو وكييف.

وأفاد السفير في حوار مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر، أن الاتصال الهاتفي الذي دار بين الرئيسين اليوم الأربعاء تضمن الوضع الاقتصادي والأوضاع في أوكرانيا.

السيسي مستعد للوساطة

وعبّر السيسي، وفق سفير روسيا، عن تعزيز العلاقات بين القاهرة وموسكو، فيما تحدث بوتين عن “الوضع الراهن بخصوص العملية العسكرية الخاصة لبلاده لمساعدة كل من جمهورية لوغانسك ودونيتسك”.

وعما إذا كان السيسي طلب من بوتين وقف العملية العسكرية ضد أوكرانيا، قال بوريسينكو للمسائية إن العملية العسكرية “تمضي على قدم وساق وفق الخطة”، وتابع أن هدفها “وقف الحرب التي بدأتها السلطات الأوكرانية منذ 8 سنوات على الجمهوريتين”.

ومضى سفير روسيا في القاهرة إلى القول إن “القوات الأوكرانية كانت تستهدف المواطنين بمن فيهم الأطفال، وتطلق عليهم النار، والعملية العسكرية جاءت لمنع ذلك”.

وأصر السفير على عدم الرد على سؤال مذيع الجزيرة مباشر أحمد طه بشأن حقيقة طلب السيسي من بوتين وقف الهجوم على أوكرانيا، رغم تكراره لأكثر من مرة، مشددًا على أن العملية لن تنتهي إلا إذا حققت أهدافها، وأكد أن روسيا لديها آليات خاصة لمواجهة العقوبات الموجهة لها.

ووصف بوريسينكو للمسائية علاقة القاهرة بموسكو بـ”الجيدة جدًا”، وأن التعاون بين البلدين “تاريخي”، مضيفًا “نعتمد على فهم المصريين للوضع الراهن”.

واستطرد “نعتمد أيضًا على تفهم أصدقائنا العرب بعد الهستيريا التي نشاهدها بسبب العملية العسكرية”.

وتابع سفير موسكو في القاهرة، أن “الغرب لم يحرك ساكنًا عندما دخلت الولايات المتحدة العراق وقتلت المئات، وأيضًا عندما تدخلت في ليبيا وسوريا، ولا عندما قتلت أوكرانيا القوميين الروس في إقليم دونباس”.

الحلفاء الممتنعون

وصوتت مصر من بين 140 دولة أخرى في 2 مارس/آذار، في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، وطالب القرار الذي اعتمدته الجمعية موسكو بسحب قواتها العسكرية على نحو فوري وكامل وغير مشروط.

وعن الدول الخمس التي امتنعت عن التصويت، ألمح السفير الروسي إلى أنها مع بلاده إلى جانب تلك التي صوتت ضد قرار الجمعية العامة، وهي روسيا وبيلاروسيا وكوريا الشمالية وإريتريا وسوريا.

وذكر أن البرازيل والصين والمكسيك والهند والأرجنتين هي دول “ثقيلة الحجم”، وأنها حليفة لروسيا بما أنها خالفت أمريكا.

وذهب السفير إلى أن “تأثير الولايات المتحدة في العالم يتقلص أكثر فأكثر، بعد أن غادرت أفغانستان، ولابد من أنها ستغادر دولا أخرى قد تكون شرق أوسطية”.

خطر الصواريخ الباليستية

ولم ينفِ المسؤول الدبلوماسي أن أوكرانيا بلد ذو سيادة، مضيفًا أن مواطنيها سيختارون من يحكمهم بعد انتهاء العملية العسكرية، زاعما أن “النازيون الجدد” هم من يسيطرون على الحكم الآن”.

وقال إن روسيا تهدف إلى أن تكون أوكرانيا محايدة، فيما ترغب الأخيرة في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مضيفًا أنه “حلف عدواني يعادي روسيا، وبالتالي ستلحق عضوية كييف فيه المخاطر بموسكو”.

وأوضح السفير للجزيرة مباشر أن “انضمام أوكرانيا للناتو سيجعل صواريخ أمريكا الباليستية تحط على أراضيها، ثم لن تحتاج إلى أكثر من 45 دقيقة للوصول إلى روسيا”، معتبرا ذلك تهديدا مباشرا لبلاده.

وذهب إلى أن الولايات المتحدة ترغب في السيطرة على العالم، وأن تملي على الجميع اختياراتها، ولذلك “تستغل أوكرانيا لتعارض روسيا، لأن الأخيرة والصين لم تخضع لواشنطن”.

سلام روسيا

وأكد بوريسينكو أن بوتين يريد السلام والأمن لروسيا وأوكرانيا والعالم، فيما يرى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي “خان شعبه، ولم يف بوعوده الانتخابية، وتبنى سياسة النازيين الجدد”.

ورأى السفير أن العملية العسكرية لم تفشل، وأنها تسير بثبات “لحماية الأرواح، ليس فقط من الجيش الروسي، بل أيضًا من المدنيين الأوكرانيين والمقاتلين طالما لم يصوبوا بنادقهم عليهم”.

وأضاف “الجيش الروسي يطلق سراح المقاتلين الأوكرانيين الذين يتركون سلاحهم ويستسلمون”، وأن الهدف الرئيس بالنسبة لهم هو تجنب سقوط الضحايا، واصفا الاتهامات الموجهة إلى روسيا بقصف المناطق المدنية بأنه “كذب وإفك” متهمًا وسائل الإعلام الأوكرانية بممارسة التضليل.

المصدر : الجزيرة مباشر