“منسيون” بين النزوح واللجوء.. الثلوج تجدد مآسي السوريين بالمخيمات وصرخة لإنقاذ الأطفال (فيديو)

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر الأوضاع الإنسانية للنازحين في ظل تساقط الثلوج وهطول الأمطار

يعاني النازحون السوريون في مخيم قسطون بمنطقة سرمدا الجبلية بريف إدلب الشمالي وسط العاصفة الثلجية التي حلّت آخر الأسبوع.

ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر الأوضاع الإنسانية للنازحين في ظل تساقط الثلوج وهطول الأمطار، إذ لم تصل المياه إلى المخيم منذ يومين بسبب وعورة الطريق وسوء الأحوال الجوية.

ويجد سكان المخيم -المقام على قمة جبلية- أنفسهم في ظروف قاسية مع كل منخفض جوي، إذ تتطاير خيامهم ويتسرب الماء إلى داخلها كونها مهترئة.

 

يشعر النازحون في المخيم بأنهم منسيون، إذ وصلتهم مساعدات إنسانية قليلة جدًا، وأفاد المسؤول عن المخيم بوصول 3 أكياس فحم فقط للمخيم المكون من 350 عائلة.

ويستعين النازحون في الخيام بالنايلون لإشعال نار التدفئة، وهو ما يصيب الأطفال والأهالي بمشاكل في الجهاز التنفسي بسبب سوء الرائحة وقوتها.

لا تملك العائلات النازحة ثمن حطب التدفئة في البرد القاسي على الأطفال والكبار أيضًا، وتعيش منذ فترة دون وصول المساعدات الغذائية إليها.

لم يحسب النازحون السوريون امتداد موجة البرد والتساقطات الثلجية إلى مارس/آذار، فاستنفدوا كل وسائل التدفئة التي ادخروها.

“أنقذونا قبل أن نموت”

لا يختلف الوضع كثيرًا بمخيم قبة شمرا في سهل عكار شمالي لبنان، حيث يعاني اللاجئون السوريون نفس معاناة نازحي الداخل في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة.

في خيام مهترئة تتطاير فوق رؤوسهم يحتمي اللاجئون من الرياح العاصفة التي اشتدت عليهم منذ أمس السبت.

يعيش الأطفال الصغار وكبار السن وضعًا صعبًا في مخيم قبة شمرا، ونقلت كاميرا الجزيرة مباشر صعوبة الوضع الذي يعيشه اللاجئون.

 

يساعد أهالي المخيم بعضهم بعضًا، إذ أوضح أحد اللاجئين أنهم استخرجوا أمس عائلات تهدمت الخيام عليهم، قائلًا إنهم تواصلوا كثيرًا مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتمكنوا من تسجيل شكوى بالوضع المأساوي.

وأضاف المتحدث للجزيرة مباشر “نحن نطلب إنقاذنا من هذا الوضع قبل أن نموت، إنما إذا متنا فالأفضل أن لا تتذكرونا”، مشددًا على أنهم “يحاربون للبقاء على قيد الحياة” وأن المنظمات لا تقدم لهم العون بل إنهم يتكافلون لأجل ذلك.

وتحدّث اللاجئ بحرقة عن الرضع وكبار السن الذين تصل أعمارهم إلى 70 سنة ولا يقوون على مجابهة هذه الحياة العصيبة من ندرة أغذية وتدفئة واشتداد البرد والتساقطات عليهم.

وتابع اللاجئ “نحن ما بنشحت إحنا شعب له كرامة، وتركنا بلدنا وأرضنا مقابل هذه الخيام التي يمنّون بها علينا”.

يزيد ارتفاع الأسعار أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان سوءًا، إذ لم يعد ما يتقاضونه مقابل العمل في الأراضي الزراعية كافيًا لدفع إيجار الأرض التي يعيشون عليها وشراء المواد الغذائية.

مأساة مليون ونصف المليون

ونقل حساب الدفاع المدني السوري تساقط الثلوج على ريف إدلب الشمالي، صباح اليوم الأحد، مع توقعات بامتداد التساقط وغزارته على مناطق عدة.

 

وأفاد بأن الرياح العاصفة أثّرت على عشرات المخيمات في شمال غربي سوريا، إذ تضررت 137 خيمة بشكل جزئي (أسقطتها الرياح) و67 خيمة بشكل كامل (اقتلعتها الرياح) ويقطن في الخيام المتضررة أكثر من 200 عائلة.

وصرّح الدفاع المدني بأن أكثر من مليون ونصف المليون نازح يواجهون ظروفًا جوية قاسية تضاعف من معاناتهم، دون بوادر حقيقية لإنهاء مأساتهم وعودتهم إلى منازلهم التي هجّرتهم منها قوات النظام وروسيا.

المصدر : الجزيرة مباشر