“موسكو لن تتراجع وكييف لن ترضخ”.. مواجهة حادة بين سفيرين أوكراني وروسي على شاشة الجزيرة مباشر (فيديو)

اتهم جيورجي بوريسينكو سفير روسيا في القاهرة الأوكرانيين بالمماطلة في المفاوضات، مشددًا على أن بلاده لن تنهي العملية العسكرية إلى أن تصل لأهدافها.

وشدد في حوار مع الجزيرة مباشر على أن تعزيز أمن روسيا هو الهدف من هذه العملية.

وذكر أندري كوزمينكو السفير الأوكراني لدى قطر، أن تصريحات بوريسينكو غير دبلوماسية.

وقال إن روسيا بدأت الحرب، وأنها تقتل الأوكرانيين، وتجعلهم لاجئين مشردين، وتدمّر المدن، موضحًا أن 500 من النساء والأطفال لقوا حتفهم على يد القوات الروسية.

وزاد كوزمينكو بأن حصيلة الأطفال الذين قتلوا وصلت إلى 103 منذ بداية الحرب، في 24 فبراير/شباط الماضي، متسائلًا إن كان هذا ما يقصد به بوتين “اجتثاث النازية ونزع السلاح عن أوكرانيا”.

وأضاف “روسيا هي من طلب الجلوس إلى طاولة المفاوضات عندما أدركت بأن ما تسميه (عملية عسكرية خاصة) فشلت”.

وعن قرار محكمة العدل الدولية، الأربعاء، بوقف روسيا لعمليتها العسكرية، أظهر سفيرها في القاهرة أنها لن تستجيب.

وقال إن السلطة الأوكرانية “يمكنها أن تتحلى بالحكمة، وتكف عن اتباع قرارات الغرب والولايات المتحدة، حتى تحمي شعبها”.

ورأى سفير أوكرانيا في قطر أن ما جاء به نظيره من القاهرة هو مثال على البروباغندا الروسية، مشددًا على أن بلاده منذ حصولها على الاستقلال تتمتع بالسيادة والديمقراطية، ولا تتلقى أوامر إلا من المواطنين الأوكرانيين.

وردّ كوزمينكو عبر المسائية على قول السفير الروسي بأن أوكرانيا تستخدم المدنيين دروعًا بشرية، بأنه “افتراء” وأن الروس هم “من يقتلون المدنيين والأطفال”.

وزاد أنهم “دمّروا عددًا من المساجد إذ تضم أوكرانيا عددًا لا بأس به من المسلمين”، ودعاهم إلى مغادرة بلاده.

وقال السفير الروسي إن “بلاده أرادت التفاوض وحل الأزمة بشكل سلمي قبل العملية العسكرية، لكن أوكرانيا لم تتجاوب”، على حد تعبيره.

وتابع أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي عبّر عن رغبة بلاده في الحصول على السلاح النووي، والذي رجّحت روسيا أنه يمكن استخدامه ضدها.

وجدد الإشارة إلى “رغبة بلاده في حل الأزمة بشكل سلمي، شرط الموافقة على الشروط”، وأن اتهام روسيا بقصف المدنيين والمستشفيات والمدارس “حملة شعواء ومفبركة يطلقها الغرب وكييف”.

وقال جيورجي بوريسينكو إن “الجيش الأوكراني يتخذ من هذه المنشآت مخابئ له للتمويه”، وإنها “قتلت في 12 مارس/آذار الجاري 21 شخصًا وأصابت 36 في إقليم الدونباس”.

ومن خلال المناظرة بين سفيري البلدين على شاشة الجزيرة مباشر، رد المسؤول الأوكراني على نظيره قائلًا “إذا قارنا بالصور بين ما تقول عنه روسيا هجوم على الدونباس لمدة 8 سنوات، وبين ما يحدث اليوم في خاركيف وسومي ماريوبول وغيرها، فإن الفرق واضح”.

وقال كوزمينكو إن روسيا تقود حربًا في أوكرانيا مماثلة للتي قادتها في حلب وإدلب، متسائلًا عن السبب الذي جعل أوكرانيا لا تطلق أي صاروخ في “حربها في الدونباس”.

وأضاف أن روسيا ارتكبت جرائم في أوكرانيا ستقودها إلى المحاكمة أمام محكمة العدل الدولية.

ومن جانبه، عاد السفير الروسي للتشديد على أن “الجيش الأوكراني أسقط طائرة أوكرانية في كييف مدعيًا أنها روسية”، وزاد أن المدفعيات في القرى المأهولة بالسكان هي أوكرانية “فيما تتوخى القوات الروسية الحذر”، على حد تعبيره.

وعن اللاجئين الأوكرانيين باتجاه أوربا، قال بوريسينكو إن الغرب والولايات المتحدة طوال 8 سنوات لم يهتم بمعاناة سكان الدونباس الذي ظلوا طوال هذه السنوات يعيشون في الأقبية.

وأكد السفير الأوكراني أن قرار بلاده مستقل، وأن أوكرانيا لا يمكنها أن “تبيع أي جزء من أراضيها أو تسمح باحتلالها”، مضيفًا أن محكمة العدل الدولية ستصدر قرارًا مناصرًا لها بعد “أن يهدأ الغبار”.

المصدر : الجزيرة مباشر