قيادي في حماس: فقدنا الأمل في الأنظمة العربية المُطبّعة والفلسطينيون يأخذون حقهم بأنفسهم (فيديو)

رأى القيادي في حركة حماس صلاح البردويل أن تنفيذ عملية بني براك شرق تل أبيب من طرف شاب (27 عامًا) يختزل كمًّا كبيرًا من القهر والإحساس بالظلم، بعد أن عاش حياته مطاردًا وأسيرًا في سجون الاحتلال.

وأوضح القيادي في حديث مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر، مساء الثلاثاء، أن اختيار مدينة بني براك جاء لكونها “معقلًا للمتشددين الإسرائيليين، الذين هم مصدر التشدد وشرعنة الظلم ضد الفلسطينيين دينيًّا”، إذ يقطن في بني براك أغلبية من المتدينين اليهود (حريديم).

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن 5 أشخاص قُتلوا في إطلاق نار بمدينتي بني براك ورمات غان شرق تل أبيب، وأن الهجوم نفذه مسلح قام بإطلاق النار على 3 مراحل في أكثر من منطقة.

واستقرأ البردويل من عملية بني براك، أن الشهيد الفلسطيني قصد إيصال رسالة إلى حكومات الاحتلال المتعاقبة، التي تُزايد على بعضها بالتشدد وتحلّ دم الفلسطينيين، مفادها “سنصل إليكم في عقر داركم”.

واستطرد أن منفّذ العملية استطاع تلقين الاحتلال الإسرائيلي درسًا بأن “لا أمن لكم طالما تلاحقوننا في بيوتنا وأرضنا ومقدساتنا، ولن تستطيع كل قوى الأرض ولا المجتمع الدولي حمايتكم”.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن منفّذ العملية قُتل وتم اعتقال آخر، بينما تجري عمليات تمشيط بحثًا عن شخص ثالث، وذكرت أن أحد منفّذي العملية هو ضياء حمارشة من سكان قرية يعبد في جنين، وكان معتقلًا سابقًا في السجون الإسرائيلية.

واعتبر القيادي في حركة حماس أن العملية هي “جزء من سلسلة عمليات في الآونة الأخيرة دلالتها واضحة، إذ وقعت جميعها ما بين الضفة الغربية والقدس وغزة ومناطق الـ48، لتقول إن الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد، يؤمن بالمقاومة وأن تحرير فلسطين لا يتم إلا من خلالها”.

“فقدنا الأمل في الأنظمة المُطبّعة”

وذهب في حديثه مع المسائية إلى أن “المجتمع الدولي مجتمع ظالم منحاز، سلّم فلسطين إلى العدو الصهيوني واتهمها بالإرهاب وجعل من الضحية جلّادًا والعكس، حتى تدحرجت الكرة إلى الدول العربية مع الأسف الشديد”.

وقال “بينما كانت هذه العمليات تجري، كانت هناك قمة عربية في النقب التي سُحق أهلها ودُمّرت بيوتهم وشُرّدوا، وبدلًا من أن نسمع موقفًا عربيًّا موحدًا يدين الإجرام الصهيوني، كان موقفًا يدين المقاومة الفلسطينية”.

واختُتمت، الاثنين، أعمال قمة النقب السداسية الإقليمية التي شارك فيها وزراء خارجية الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب ومصر وإسرائيل.

وأكد البيان الختامي للقمة على عقد قمة النقب بشكل دوري، لافتًا إلى أن هذا الاجتماع الإقليمي هو”الأول من نوعه ولن يكون الأخير”.

وصرّح البردويل للجزيرة مباشر “فقدنا الأمل في الأنظمة العربية الرسمية، ولم يبق بعد ذلك إلا همّة الشعب الفلسطيني والشعوب المتعاطفة مع القضية، لذلك قرّر الشعب الفلسطيني أن يمسك بزمام الأمور ويضرب بكل قوّة”.

واعتبر أن “تصريحات الأنظمة العربية المُطبّعة مع الاحتلال لا تزيد الشعب الفلسطيني إلا غضبًا وتقززًا”، وتابع “ثم رغبته في الانتقام من المحتل وتسفيه هذه الرؤية، وأن الحقوق لا تُنتزع إلا بالقوة والإيمان والإرادة”.

ورأى القيادي في حماس أن تزامن هذه العمليات مع قمة النقب تقول “كفى خزيًا وعارًا” وأن “هذه ليست القِيم العربية”.

وذهب إلى أن الشعب الفلسطيني اليوم يدافع عن نفسه ووجوده وهويته رغم سنوات من الاحتلال، بينما وصف البردويل السلطة والتنسيق الأمني بينها وبين الاحتلال واتفاقية أوسلو بـ”الخزعبلات التي فُرضت على الشعب الفلسطيني”.

ومضى إلى أن “القيادة والشرعية اليوم هي للمقاومة”، ورفض البردويل القراءات التي تقول إن مثل هذه العمليات ستفضي إلى انهيار حكومة بينيت وعودة اليمين المتطرف والليكود الأشد عنفًا على الفلسطينيين.

واعتبر أن هذا السيناريو من تأليف “الساسة الفاشلين الذين يتشدقون بممارسة السياسة دون وعي بالمآلات والأساليب، وأوضح القيادي في حماس أنه “سواء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أو سلفه بنيامين نتنياهو “كلهم متطرفون”.

وتابع “المجتمع الصهيوني يتجه نحو التطرف والتشدد بعدما دارت عجلة التطبيع بين الأنظمة العربية، وظنوا أنهم وصلوا إلى نهاية المطاف”، مضيفًا “لكن هذه الأنظمة لم تثن الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن نفسه وكرامته وأرضه”.

وقال البردويل إن بعض القيادات الفلسطينية (في إشارة إلى حركة فتح) تعزل نفسها رويدًا رويدًا، برغبتها في جعل الكلمة الأولى والأخيرة للتنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال، وإن كلمة الفلسطينيين ستتوحد “عندما تزول هذه الفئة من الخارطة السياسية وتزحف عوضًا عنها جموع الشعب في الميدان الهاتفة للمقاومة”.

ويرى البردويل أن “المستقبل في صالح الشعب الفلسطيني صاحب الحق”، وشدد على أن الجميع يثق في ذلك ويؤمن به بموجب السياسة والتاريخ والقرآن والسنة، وأن “الاحتلال يعود إلي الحضيض”.

وأضاف أن “الاحتلال يستعجل قدَره بما يقوم به من تهديدات وإجرام في القدس وسيطرة على المقدسات”.

المصدر : الجزيرة مباشر