مصر.. وفاة باحث اقتصادي في ظروف غامضة بعد شهرين من اختفائه قسريا والداخلية ترد

الخبير الاقتصادي المصري أيمن هدهود (مواقع التواصل)

أعلنت أسرة الباحث الاقتصادي المصري أيمن هدهود وفاته في ظروف غامضة، وذلك بعد إخفائه قسريًا منذ 3 فبراير/شباط الماضي من قبل أجهزة الأمن المصرية.

من جهتها نفت الداخلية المصرية حدوث أي اختفاء قسري لهدهود، متهمة إياه بارتكاب جريمة جنائية أدت إلى اعتقاله وإيداعه في مستشفى للأمراض العقلية ووفاته لاحقًا.

ووثّقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان في بيان، الأحد، ما تعرّض له هدهود وعائلته، وقالت إنه بعد مرور أيام على اختفائه سألت أسرته وزارة الداخلية من خلال بعض الأقارب والوسطاء، إلا أن الداخلية أنكرت معرفتها بمصيره في البداية.

وأشارت إلى أنه بعد أيام من اعتقاله “حضر أحد أمناء الشرطة إلى منزل أسرته، وأبلغهم بتحفّظ الأجهزة الأمنية عليه، لكن دون تفاصيل عن أسباب اعتقاله أو مكانه بالتحديد ليستمر الغموض والقلق على مصيره”.

ولفتت إلى أنه بالبحث والسؤال في قسم شرطة الأميرية التابع له محل سكنه، تبيّن أن هدهود كان محتجزًا في مبنى الأمن الوطني هناك.

وأضافت الشبكة “بعد اتصالات علمت أسرته من مصادر لها بوجوده في مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، لكن المستشفى أنكر وجوده في البداية، ثم أقر بعد إلحاح شديد بوجوده تحت الملاحظة لمدة 45 يومًا، ولا يسمح بزيارته إلا بإذن من النائب العام والنيابة العامة”.

وبيّنت أن أسرته توجّهت إلى مكتب النائب العام لاستخراج تصريح بالزيارة ليتم إبلاغها بعدم إمكانية استخراج تصريح زيارة، لأن أيمن هدهود ليس محبوسًا على ذمة أي قضية، وبالبحث في نيابات القاهرة جميعها ونيابة أمن الدولة وغيرها لم تتمكن الأسرة من استخراج تصريح بالزيارة.

وأكدت الشبكة أن أسرة أيمن تقدّمت ببلاغات إلى النائب العام المصري ووزارة الداخلية والمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان باختفائه والمطالبة بالكشف عن مصيره، ولكن دون جدوى، حتى أعلنت أمس عن علمها بوفاته.

الداخلية تنفي

من جهتها نفت وزارة الداخلية المصرية في بيان، الأحد، حدوث اختفاء قسري لهدهود، وقالت إنه “بتاريخ 6 فبراير 2022 أبلغ حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك في القاهرة بوجود المذكور (أيمن هدهود) داخل العقار، وأنه حاول كسر باب إحدى الشقق، وأتى بتصرفات غير مسؤولة”.

وأضاف البيان “تم اتخاذ الإجراءات القانونية في حينه، وإيداعه بأحد مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة”.

من جانبها أصدرت نيابة مدينة نصر، اليوم الأحد، قرارًا بتشريح جثمان هدهود، وأعلنت عائلته تأجيل مراسم الدفن لحين الانتهاء من التشريح واستخراج تصاريح الدفن.

من هو هدهود؟

ويعد هدهود -الذي توفي عن عمر 42 سنة- أحد أبرز المحللين الاقتصاديين البارزين في مصر تخرج في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال، وعمل مراقبًا ماليًا في الجامعة نفسها.

كما عمل هدهود أيضًا ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة لمحاربة الفساد والرشوة.

وانضم لحزب الإصلاح والتنمية برئاسة البرلماني السابق وعضو المجلس القومي لمجلس حقوق الإنسان محمد أنور السادات، ليكون واحدًا من مؤسسي الحزب.

وخاض هدهود انتخابات مجلس الشعب في 2010 بدائرة الزيتون أمام زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية المصري سابقًا وعضو الحزب الوطني الديمقراطي، التي انتهت بخسارته.

وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية أظهر أن قوات الأمن المصرية، ولا سيما جهاز الأمن الوطني، أخضعت بانتظام المعارضين والمنتقدين الحقيقيين أو المفترضين على مدار السنوات الثمانية الماضية للاختفاء القسري لأيام وشهور، وأحيانًا لسنوات.

وقالت المنظمة إنه وخلال ذلك الوقت، عرّض ضباط جهاز الأمن الوطني المعارضين للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، ثم أجبروهم بشكل روتيني على دعم مزاعم جهاز الأمن الوطني أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي تتقاعس بشكل ممنهج للتحقيق في مزاعم الاختفاء القسري أو التعذيب ضد ضباط الجهاز.

وعادة ما تواجه القاهرة انتقادات محلية ودولية بشأن أوضاع السجناء، ولا سيما في السجون الشديدة الحراسة، لكنها تنفي ذلك وتقول إنها تراعي حقوق السجناء وتلتزم بالقانون والدستور والمواثيق الدولية في هذا الشأن.

وشكّلت وفاة هدهود صدمة كبيرة للعديد من الناشطين والعاملين في المجال السياسي والاقتصادي في البلاد، وعبّروا عن سخطهم من ما جرى.

 

المصدر : الجزيرة مباشر + منظمات حقوقية