أوقعت قتلى بينهم أطفال.. طالبان تحذّر باكستان وتستدعي سفيرها للاحتجاج على ضربات جوية (فيديو)

قالت وزارة الخارجية الأفغانية إن سلطات طالبان استدعت، اليوم السبت، السفير الباكستاني في كابل للاحتجاج على ضربات جوية نفذتها القوات الباكستانية داخل أفغانستان.

وحذّرت سلطات طالبان، باكستان بعد مقتل 5 أطفال وامرأة على الأقل في شرقي أفغانستان بصواريخ أطلقها الجيش الباكستاني فجرًا عبر الحدود.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول محلي في طالبان قوله إن 36 شخصًا قُتلوا في ضربات جوية نفذتها طائرات باكستانية دخلت المجال الجوي الأفغاني، أمس الجمعة.

وسلّم وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متّقي السفير الباكستاني في كابول مذكرة احتجاج على ما وصفه بأنه “انتهاكات عسكرية” مارستها باكستان.

وعرضت قناة “طلوع نيوز” التلفزيونية الخاصة الرائدة في أفغانستان لقطات لمنازل دُمّرت في الهجوم.

وقال رسول جان -وهو من سكان خوست- للقناة “جميع المستهدفين مدنيون أبرياء لا علاقة لهم بحركة طالبان أو الحكومة. لا نعرف من هو عدونا، ولماذا تم استهدافنا”.

وقال المتحدث باسم الحكومة الأفغانية ذبيح الله مجاهد في رسالة صوتية وجّهها للصحفيين “إمارة أفغانستان الإسلامية تدين بأشد العبارات القصف والهجوم الذي استهدف أراضي أفغانستان انطلاقًا من الجانب الباكستاني”.

وتابع “نحن نستعمل كل خياراتنا المتاحة لمنع تكرار (هجمات كهذه) ونطالب باحترام سيادتنا”.

وأضاف مجاهد “على الجانب الباكستاني أن يدرك أن اندلاع حرب لا يصب في مصلحة أي طرف. هذا الأمر سيؤدي إلى انعدام الاستقرار في المنطقة”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير الإعلام الاقليمي نجيب الله حسن عبد الله قوله “5 أطفال وامرأة قُتلوا وأصيب رجل بجروح في هجوم صاروخي باكستاني على منطقة شيلتون في كونار”.

وقال إحسان الله -شاهد عيان يقيم في شيلتون- إن الهجوم نفذته طائرات عسكرية باكستانية، مؤكدًا حصيلة القتلى.

توتر الحدودي

ولطالما كانت المناطق الحدودية بين البلدين معقلًا لجماعات مسلحة مثل حركة طالبان باكستان التي تعمل عبر الحدود مع أفغانستان.

وحركة طالبان الأفغانية وحركة طالبان باكستان جماعتان منفصلتان في كلا البلدين، لكنهما تشتركان في الفكر.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان، أصبحت حركة طالبان باكستان أكثر جرأة وتشن هجمات منتظمة ضد القوات الباكستانية.

وقُتل 6 عسكريين باكستانيين خلال هجوم، في فبراير/شباط الماضي، نفذته حركة طالبان الباكستانية من داخل أراضي أفغانستان.

وأعلنت حركة طالبان باكستان الشهر الماضي أنها ستشن هجومًا على قوات الأمن الباكستانية بدءًا من أول أيام شهر رمضان.

وتضغط حركة طالبان باكستان على السلطات الباكستانية للسماح لمسلحيها بالعودة إلى مسقط رأسهم من دون محاسبتهم، بعد أن طلبت حركة طالبان الأفغانية من المقاتلين الأجانب مغادرة البلاد.

ومنذ وصول طالبان إلى السلطة العام الماضي في أفغانستان، تصاعد التوتر الحدودي بين الجارتين، وتقول باكستان إن جماعات مسلحة تشن عليها هجمات من الأراضي الأفغانية.

لكن سلطات طالبان تقول إنها أوقفت الهجمات منذ سيطرتها على البلاد، في أغسطس/آب من العام الماضي.

وتنفي طالبان إيواء مسلحين باكستانيين، لكنها غاضبة أيضًا من سياج تقيمه إسلام أباد على الحدود المشتركة التي يبلغ طولها 2700 كيلومتر، وتُعرف باسم خط ديورند، علمًا بأنها رُسمت في الحقبة الاستعمارية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات