أسفرت عن مقتل 85 مدنيا.. هولندا مدينة بتعويض ضحايا ضربة جوية استهدفت بلدة الحويجة العراقية

‪عراقي وابنه أصيبا في الانفجار‬ (التلفزيون الهولندي)

بات على هولندا الاعتذار عن ضربة جوية نفّذتها طائرة حربية في 2015 على بلدة الحويجة العراقية أسفرت عن مقتل 85 مدنيًّا، وفق دراسة حديثة نُشرت، اليوم الجمعة.

وبعد اعترافها، في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بمسؤوليتها عن أخطاء عسكرية قادت إلى قتل عشرات العراقيين في مدينة الحويجة -نتيجة هجوم استهدف مصنع ذخيرة ليل 2 إلى 3 يونيو/حزيران 2015- تواجه الحكومة الهولندية استحقاقات التعويضات المالية للضحايا، التي قد تصل إلى ملايين الدولارات.

وأفادت الحكومة الهولندية في رسالة إلى البرلمان أن المصنع المستهدف والواقع في منطقة صناعية، كان يحتوي على متفجرات أكثر مما كان متوقعًا، ما تسبب في الكثير من الأضرار الجانبية.

لكن المحامية الهولندية ليزبيث زيخفيلد -التي تتولى ملف تعويضات ضحايا الحويجة- كانت قد حمّلت القوات العسكرية الهولندية المسؤولية، لأنها لم تحسب بدقة الآثار التي يمكن أن يتركها تفجير معمل للقنابل يقع على مقربة من حي يسكنه مدنيون.

ورجّحت منظمة إيروور، وهي منظمة ترصد الضحايا المدنيين، أن 26 طفلًا و22 امرأة كانوا بين ضحايا الغارة الهولندية على الحويجة.

وأجرى باحثون من منظمة “الغد” العراقية غير الحكومية ومنظمة “باكس” للسلام وجامعة أوتريخت مقابلات مع 119 ضحية و40 شخصية رئيسة في المجتمع على غرار رئيس بلدية الحويجة من أجل وضع خريطة لتأثير الهجوم.

ويقدّر الباحثون أن الهجوم أسفر عن مقتل 85 مدنيًّا وإصابة المئات بجروح خطرة، وقد تم الإبلاغ عن أضرار لحقت بـ 1200 شركة ومتجر و6000 مسكن.

ونهاية العام 2020، تعهّدت الحكومة الهولندية تقديم 4 ملايين يورو لإعادة الإعمار، لكن بحسب الدراسة لم يترجم هذا الالتزام حتى الآن بعد سبع سنوات من الهجوم، بعمليات إعادة بناء فعلية.

وحذّر واضعو الدراسة من أن “عدم الاعتذار وغياب عملية إعادة إعمار فعلية، لهما تأثير كبير في نظرة سكان الحويجة”، وأضافوا “ذلك يسهم في إثارة مشاعر معادية للغرب.. قد تكون أرضًا خصبة لتنظيم إرهابي في المستقبل”.

ويشعر الضحايا، وفق الباحثين، بأن هولندا تخلّت عنهم، وهم يطالبون الحكومة الهولندية باعتذار رسمي عن الهجوم، وبتعويضات كافية لتغطي تكاليف الضربة الجوية الهولندية.

وكان ذلك الهجوم واحدًا من نحو 34 ألف ضربة جوية نفّذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على العراق وسوريا بحسب الدراسة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات