اغتيال شيرين أبو عاقلة يثير تساؤلات الإعلام الإسرائيلي حول قدرات جيش الاحتلال التقنية

لحظة اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة (الجزيرة)

سلط مقال رأي نشرته صحيفة (جوراليزم بوست) الضوء على عدم استفادة قوات الاحتلال الإسرائيلي مما تقول إنها “تتمتع به من تكنولوجيا متقدمة في الأسلحة” في منع اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة التي صُنّفت عالميًّا بأنها “جريمة قتل عمد ممنهج”.

وأشار سيث جيه فرانتزمان محلل شؤون الشرق الأوسط ومحرر صفحة الرأي في (جيروزاليم بوست) في مقال إلى أن الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل وُصف، العام الماضي، بأنه أول “حرب ذكاء اصطناعي” مما يُثير حاليًّا أسئلة حول سبب فشل التكنولوجيا المستخدمة والقدرات التقنية العالية في تحديد الوجوه، في تفادي مقتل الزميلة شيرين.

وذكّر بتصريحات للجيش الإسرائيلي العام الماضي قال خلالها إنه “لأول مرة، كان الذكاء الاصطناعي مكونًا رئيسيًّا في محاربة العدو، لقد طبقنا أساليب جديدة للعمليات واستخدمنا التطورات التكنولوجية التي ضاعفت بدورها من قوة جيش الدفاع بأكمله”.

واستنكر كاتب المقال “نقص المعلومات” لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي فيما يتعلق بملابسات مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة، وذلك في أعقاب كشف منظمة بتسليم غير الحكومية (المركز الإسرائيلي للمعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) زيف الفيديو الذي نشره الجيش الإسرائيلي، وادعى أنه لإطلاق نار من طرف فلسطيني، وأنه لا يمكن أن يكون السبب وراء مقتل الزميلة الراحلة.

وقال إن نقص المعلومات “لا يتناسب مع المبالغ التي يقول الجيش لسنوات إنه يدفعها من أجل إمداد الجنود في الخطوط الأمامية بالتكنولوجيا المتطورة”.

وأضاف أنه من المفترض أن تساعد كل هذه التكنولوجيا وجهود رقمنة الجيش الإسرائيلي الوحدات العسكرية “على تجنب وقوع إصابات بين أنفسهم والمدنيين وتقليل الخسائر إلى ما يقرب من الصفر” وليس الوصول فحسب إلى المزيد من البيانات والمعلومات الاستخبارية.

وأكدت (جوراليزم بوست) أن استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي جعل الجنود “أكثر فتكًا”، لافتة إلى أن هذه التقنيات المتقدمة “تعني أيضًا أن الوحدات بإمكانها اختيار الأسلحة الصحيحة الدقيقة للتعامل مع أهدافها”.

وأردفت أن “التكنولوجيا المتقدمة تعني أن تكون الحرب أكثر دقة وأن يكون لدى الجنود مزيد من إمكانيات الواقع المعزز والبنادق التي تجمع المعلومات، وأنظمة التعرف التلقائي على الأهداف مما يساعد على كشف التهديدات”.

ووفقًا لفرانتزمان لا تعد رقمنة الجيش “مجرد مسألة استخدام المزيد من الطائرات المسيّرة والأنظمة الجوية غير المأهولة التي قد تحتوي على فيديو للحادث”، في إشارة إلى المقطع المصور الذي يعتمد عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي في التنصّل من مسؤولية اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة.

وتابع “الواقع يؤكد أننا لا نعرف كيف يتم استخدام كل هذه التكنولوجيا الجديدة بالفعل أو مدى انتشارها في الوحدات في حين كانت الادعاءات على مر السنين أن هذه التكنولوجيا يتم دفعها للوحدات في الميدان”.

وطرح المقال أيضًا أسئلة حول طريقة استخدام إسرائيل للذكاء الصناعي والتكنولوجيا، وما إذا كانت هذه التكنولوجيا تُدفع إلى الجنود، وما إذا كانت تعمل بالفعل وهل يمكن استخدامها في التحقيق وتقديم المعلومات الصحيحة للجمهور.

وأوضح أنه “من الطبيعي أن ترغب إسرائيل في الحفاظ على سرّية بعض التفاصيل الخاصة بكيفية جمع المعلومات والمقاطع المصورة الخاصة بهذه العملية (اغتيال الزميلة شيرين) لكن يجب الاستفادة من هذه المعلومات لوضع الأمور في نصابها الصحيح بشأن هذه المأساة”.

وفي السياق نفسه، لفت المقال إلى أنه “حتى لو كانت إسرائيل مخطئة وقتلت القوات الإسرائيلية صحفيًّا فهذا يعني أن الإفصاح عن التفاصيل والاعتراف بالأخطاء أمر يستحق العناء”.

وتابع “يجب أن تعمل كل هذه التقنيات المتقدمة على تقليل الخسائر وتقديم الإجابات عندما تسوء الأمور”.

المصدر : الجزيرة مباشر + جيروزاليم بوست