صورة مسربة لمعتقلة مسلمة من أقلية الإيغور تلقى تعاطفا عالميا واسعا (شاهد)

لقيت الصور الشخصية لمعتقلي أقلية الإيغور المسلمين في مراكز الاعتقال الصينية تعاطفًا عالميًا واسعًا، إلا أن إحدى الصور المسربة لسيدة بين المعتقلين حصلت على نصيب وافر من التفاعل والتعاطف عبر المنصات.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تداولًا واسعًا لصورة مسرّبة لإحدى سيدات الإيغور المسلمات المعتقلات في مراكز الاعتقال الصينية.

وتبدو السيدة من خلال ملامحها القاسية والحزينة في حالة مأساوية، حيث بالإمكان رؤية عينيها الملأى بالدموع ووجهها العابس، الذي يكشف عما تقاسيه رفقة الآلاف في مراكز الاعتقال الصينية.

وتعود الصورة لامرأة تبلغ من العمر 50 عامًا، وتُدعى هواغول تيواكل، وهي محتجزة من قبل السلطات الصينية في مراكز الاعتقال منذ أكتوبر/تشرين الأول لعام 2017.

ولم تتوافر سوى معلومات شحيحة عن السيدة هواغول على موقع “ملفات شرطة شينغيانع”، لكن مع ذلك نالت الكثير من التعاطف ودعم رواد مواقع التواصل.

وشاركت ابنة إحدى العائلات المسلمة المعتقلة في مراكز الاعتقال الصينية، صورةَ السيدة هواغول إلى جانب صورة والدتها، وكتبت “كواحدة من الإيغور، لا يمكنني أبدًا أن أنسى وجه وعيني المعتقلة هواغول”.

وأضافت “يمكنني أن أشعر بألمها وعجزها في أعماقي، لا أستطيع أبدًا تخيُّل الظروف التي تعيشها والدتي تاجيغول قادر البالغة هي الأخرى 52 عامًا، والمحتجزة منذ عام 2017”.

وكتبت روشان عباس، وهي مؤسِّسة مركز “حملة من أجل الإيغور” وأخت إحدى المعتقلات “سيطارد وجه وعينا هواغول تيواكل كل المسؤولين الصامتين تجاه مجزرة السلطات الصينية بحق الإيغور”.

وأضافت “أنها تبلغ من العمر 50 عامًا، وأختي د. غوشلان عباس ستصبح 60 عامًا في غضون 20 يومًا، وهي معتقلة منذ سبتمبر/أيلول 2018”.

وقالت محامية حقوق الإنسان الكندية سارة تيش، في تعليقها على الصورة “ظلت هذه الصورة محفورة في ذهني خلال الـ24 ساعة الماضية، هذه هواغول تيواكل، واحدة من ملايين الإيغور المحتجزين في معسكرات الاعتقال، انظروا إلى هذا الوجه جيدًا، لهذا لا نستطيع الشعور بالرضا”.

يذكر أن موقع “ملفات شرطة شينغيانع” نشر في 24 من الشهر الجاري ما يقارب 3 آلاف صورة شخصية لمسلمي الإيغور المحتجزين هناك، بالإضافة إلى آلاف الوثائق التي تثبت تورّط السلطات الصينية في انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان من مسلمي الإيغور.

وكشف الموقع بتفصيل دقيق وغير مسبوق مجموعة من الوثائق والمعلومات والبيانات الخاصة باستخدام بيجين لما تسميها معسكرات “إعادة التأهيل” والسجون الرسمية كنظامين منفصلين ولكنهما متوازيان للاحتجاز الجماعي للإيغور.

وجرى الحصول على عدد كبير من الوثائق والبيانات والمعلومات بعد اختراق خوادم الحواسيب العائدة للشرطة الصينية، وهي تضم أيضًا تفاصيل سياسة قتل أولئك المحتجزين الذين يحاولون الهرب من تلك المعسكرات.

وتنفي السلطات الصينية أي ظروف قاسية يعيشها المعتقلون، وتقول إنهم يرتادون طواعيةً ما تسميه “مراكز إعادة تأهيل” لمكافحة الإرهاب والتطرف.

ويتوافق موعد نشر هذه المعلومات الجديدة مع وصول مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، إلى الصين في مهمة مثيرة للجدل لتقصي الحقائق في إقليم شينجيانغ، إذ يخشى منتقدون للسياسات الصينية بأن السلطات ستحدد جدول زيارتها وتسيطر عليها إلى حد كبير.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي