أوكرانيا قد تضطر للانسحاب من لوهانسك.. روسيا تتقدم شرقا وتسيطر على مدينة حيوية (فيديو)

قالت أوكرانيا إن قواتها قد تضطر إلى الانسحاب من آخر جيب للمقاومة في لوهانسك لتجنب الأسر مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية في الشرق، وهو ما سيكون تطورا كبيرا في الحرب الدائرة منذ ثلاثة أشهر.

ونقلت (رويترز) عن حاكم إقليم لوهانسك شرقي أوكرانيا أن القوات الروسية دخلت سيفيرودونتسك، وهي أكبر مدينة تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونباس بعد محاولة مستمرة منذ أيام لمحاصرة القوات الأوكرانية هناك.

انتكاسات في ليمان

واعترف الجيش الأوكراني بأنه واجه انتكاسات شديدة في معركة الاحتفاظ بالسيطرة على بلدة “ليمان” المهمة استراتيجيًّا في منطقة دونباس شرقي البلاد.

وقال انفصاليون موالون لروسيا أمس الجمعة، إنهم بسطوا سيطرتهم الكاملة على بلدة ليمان، وهي موقع إحدى محطات السكك الحديدية عند مفترق طرق يؤدي إلى مناطق حضرية أكبر.

وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أيضا أن قتالا يدور داخل البلدة وأن قوات روسية تحاول إجبار المدافعين الأوكرانيين على الخروج منها.

وقالت هيئة الأركان العامة اليوم السبت إن الجانب الروسي “يحاول ترسيخ وجوده في منطقة ليمان ويقوم بقصف قريتين جنوب البلدة بقنابل يدوية وقاذفات صواريخ”.

وتقع بلدة ليمان غرب (سيفيرودونيتسك) وهي مدينة أوكرانية تقع بأقصى شرق البلاد، وكانت هذه المدينة هدفا لهجمات صاروخية الليلة الماضية.

جاء ذلك في وقت أكد فيه الجيش الروسي اليوم السبت سيطرته على بلدة ليمان الاستراتيجية في شرق أوكرانيا، التي تعتبر معبرا إلى مدينتَي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيسيتين.

وقالت وزارة الدفاع في بيان “عقب العمليات المشتركة لوحدات مليشيات جمهورية دونيتسك الشعبية والقوات المسلحة الروسية، حررت بلدة ليمان تمامًا من القوميين الأوكرانيين”، مؤكدة إعلانًا في اليوم السابق للانفصاليين الموالين لموسكو.

السيطرة على الشرق

ويعد حديث أوكرانيا أمس الجمعة عن أن قواتها قد تضطر إلى الانسحاب من آخر جيب للمقاومة في لوهانسك -مع التقدم السريع الذي تحققه القوات الروسية في الشرق- تغييرا كبيرا في تطورات الحرب الدائرة منذ أشهر.

وربما يُقرب الانسحاب الأوكراني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من هدفه المعلن المتمثل في السيطرة التامة على منطقتي دونيتسك ولوهانسك في شرق أوكرانيا، وقال حاكم منطقة لوهانسك إن 90% من المباني فيها تعرضت للدمار.

وتقدمت القوات الروسية في دونباس بعد اختراق الخطوط الأوكرانية الأسبوع الماضي في مدينة بوباسنا الواقعة جنوبي سيفيرودونتسك.

ويأتي التقدم الروسي في الشرق في أعقاب هجوم أوكراني مضاد دفع القوات الروسية إلى التراجع بعيدًا عن خاركيف هذا الشهر، لكن موسكو منعت القوات الأوكرانية من مهاجمة الصفوف الخلفية وعرقلة خطوط الإمداد الروسية لدونباس.

وقصفت القوات الروسية يوم الخميس أجزاء من مدينة خاركيف نفسها لأول مرة منذ أيام، وقالت السلطات المحلية إن 9 أشخاص قُتلوا، في حين تنفي موسكو استهداف المدنيين.

وفي الجنوب، حيث سيطرت موسكو أيضًا على مساحات من الأراضي منذ بدء “عمليتها العسكرية” في 24 فبراير/شباط، يعتقد مسؤولون أوكرانيون أن روسيا تهدف إلى فرض حكم دائم.

وقال حاكم منطقة خيرسون الواقعة شمالي شبه جزيرة القرم، في إفادة صحفية إن القوات الروسية تحصن دفاعاتها في المنطقة، وتقصف المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا يوميًّا.

وأشار إلى أن الوضع الإنساني حرج في بعض المناطق وأن الناس يواجهون صعوبة بالغة في مغادرة الأراضي المحتلة باستثناء قافلة مؤلفة من 200 سيارة غادرت يوم الأربعاء.

إطلاق صاروخ

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم السبت إنها تلقت قاذفات أرضية وصواريخ  من طراز (هاربون) المضادة للسفن لمواجهة “الاحتلال الروسي في البحر الأسود”.

وفي ذات الشأن، أطلقت فرقاطة روسية في بحر بارنتس، صاروخا من طراز (تسيركون) تفوق سرعته سرعة الصوت على هدف في البحر الأبيض.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت صورا تظهر إطلاق صاروخ، قالت إنه أصاب هدفا بحريا على مسافة نحو ألف كيلومتر، مشيرة إلى أن “إطلاق الصاروخ هو جزء من اختبار جديد انتهى بنجاح”.

يذكر أن (تسيركون) هو أول صاروخ روسي مجنح، وتفوق سرعته سرعة الصوت، وهو قادر على القيام برحلة طويلة المدى بمناورة في الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي، باستخدام قوة الدفع لمحركه الخاص على طول مسافة التحليق بأسرها.

وتصل السرعة القصوى للصاروخ إلى 9 ماخات (تسعة أضعاف سرعة الصوت)، أي نحو 2.65 كلم/ ثانية على ارتفاع 20 كلم، أي أكثر من 10 آلاف كلم في الساعة، ويبلغ مداه الأقصى نحو 1000 كلم، وهو قادر على ضرب الأهداف الموجودة على سطح الماء وعلى البر بالفعالية نفسها، بحسب ما ذكرته (سبوتنيك).

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات