مجزرة تكساس.. تلميذة لطخت نفسها بالدماء للتمويه ومسؤول يقر بتأخر تدخّل الشرطة (فيديو)
كشفت طفلة تبلغ من العمر 11 عاما نجت من المجزرة المروعة التي شهدتها مدرسة ابتدائية بولاية تكساس، أنها لطخت نفسها بدماء زميل لها في المدرسة لقي مصرعه، للاحتماء من مطلق النار.
وأقرّ مسؤول كبير في ولاية تكساس الأمريكية بأنّ الشرطة اتخذت “قرارًا خاطئًا” بعدم دخولها بسرعة إلى المدرسة الابتدائية في يوفالدي حيث تحصّن مطلق النار وارتكب مجزرة.
On one of the last days of school, 11-year-old Miah Cerrillo was hit by bullet fragments when a gunman invaded her class. This is her first-hand account. https://t.co/rn28sb4Qtq
— CNN (@CNN) May 27, 2022
طلب النجدة
ووافقت (ميا سيريلو) على إجراء مقابلة مع شبكة (سي إن إن) بعيدا عن الكاميرا، وسردت للمحطة كيف أنها استخدمت هاتف معلمتها القتيلة لطلب النجدة، بينما كان القاتل يردي الأطفال في مدرستها.
وهذه هي الشهادة الأولى لتلميذة ناجية من داخل مدرسة روب الابتدائية في يوفالدي بريف تكساس، التي نفذ فيها سلفادور راموس جريمته التي أودت بحياة 19 طفلًا وطفلة ومدرّستين، في واحدة من أسوأ عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة.
وروت ميا التي تعاني من تساقط شعرها بعد المجزرة، أن راموس تبادل النظرات مع إحدى المعلمات وهو يشق طريقه إلى غرفة صفها.
REST IN PEACE: Our hearts go out to all the family members of the 21 victims and everyone affected from the Uvalde school shooting in Texas. 💔
We remember them. We honor them. And we will try to do right by them. https://t.co/G76tmLYDUN pic.twitter.com/ycgiprFcJR
— ABC7 Eyewitness News (@ABC7) May 28, 2022
وتابعت “بعد ذلك قال ليلة سعيدة وأجهز على المعلمة ببندقيته شبه الآلية ثم صوب البندقية باتجاه المعلمة الثانية والعديد من التلاميذ في الصف، بدأ إطلاق النار عليهم وقتلهم”.
وانتقل القاتل راموس لاحقًا إلى صف دراسي آخر مطلقا النار على الأطفال المذعورين، وفق ما قالته ميا، وأوضحت أنها بحثت مع زميل عن هاتف معلمتها الضحية واتصلت بالشرطة قائلة “أرجوكم تعالوا”.
لكن خوفها من عودة القاتل دفعها لتلطيخ نفسها بدماء زميل مقتول بهدف التمويه، واستلقت على الأرض مدة أحست -على حد وصفها- بأنها ساعات قبل أن تصل النجدة.
Students who were in the classroom with the gunman during the Uvalde shooting called 911 several times, including a lengthy call during which some shooting could be heard, according to the director of the Texas Department of Public Safety. https://t.co/EmngxtwQ5p pic.twitter.com/l2mYMEicfk
— The New York Times (@nytimes) May 27, 2022
تأخر الشرطة في التدخل
من ناحية أخرى أقرّ مسؤول كبير في تكساس بتأخر الشرطة في الدخول إلى المدرسة، وقال مدير إدارة السلامة العامة بالولاية في مؤتمر صحفي “بنظرة استرجاعية كان القرار خاطئا، مما نعرفه، نعتقد أنه كان يجب الدخول بأسرع ما يمكن”.
وانتظر 19 شرطيا في مكان الحادث وصول وحدة تدخل من شرطة الحدود نحو ساعة بعد اقتحام مطلق النار سلفادور راموس المبنى يوم الثلاثاء حيث قتل المراهق البالغ من العمر 18 عاما 19 طفلا ومعلمتين.
At least two children called 911 during Tuesday's mass shooting at an Uvalde, Texas, elementary school.
One girl called more than five times, the Texas Department of Public Safety director says. https://t.co/aZhO81Ca50
— NBC News (@NBCNews) May 27, 2022
وبعد أن ألحّ الصحفيون على المسؤول في شرطة ولاية تكساس لشرح هذا التأخير الذي انتُقد بشدة، قال المسؤول إن عناصر الشرطة اعتقدوا أنه “قد لا يكون هناك ناجون”.
لكن الشرطة تلقت مكالمات عديدة من أشخاص في الفصلين الدراسيين المتضررين، بينها مكالمة من طفلة في الساعة 12.16 ظهرًا أي قبل أكثر من نصف ساعة من تدخل الشرطة في الساعة 12.50، أبلغت أن “8 إلى 9 طلاب على قيد الحياة”.
وخلال إحدى مكالماتها الأولى، قالت التلميذة التي أكدت مقتل عدة أشخاص “من فضلكم أرسلوا الشرطة الآن”.
“الشر” سبب اقتناء السلاح
من جانبه رفض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب دعوات للتشدد في قوانين اقتناء السلاح، عقب مجزرة مدرسة تكساس، وقال “الأمريكيون الصالحون يجب أن يسمح لهم بحيازة السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد الشر”.
وقال ترمب -المعروف بمواقفه الرافضة للرقابة على السلاح- مخاطبًا أعضاء الجمعية الوطنية للبنادق إن “وجود الشر في عالمنا ليس سببا لنزع سلاح المواطنين الملتزمين بالقانون، بل هو أحد أهم أسباب تسليحهم”.
وتأتي مشاركة الرئيس السابق في مؤتمر (الجمعية الوطنية للوبي الأسلحة) الذي يعقد في هيوستن بعد 3 أيام من مجزرة مدرسة يوفالدي.
وقال ترمب في كلمته أمام الجمعية إن “مختلف سياسات الرقابة على السلاح التي يروج لها اليسار لم تكن لتفعل شيئا لمنع الحادث المرعب، لا شيء على الإطلاق”.
وتلا ترمب أسماء جميع الأطفال الذين قضوا واصفا إياهم بأنهم ضحايا شخص “مجنون” خارج عن السيطرة، قبل أن يعود للإشارة إلى أن الجهود المبذولة للسيطرة على اقتناء السلاح “أمر غريب”.
وفضل حاكم تكساس الجمهوري (غريغ أبوت) عدم حضور المؤتمر، كما لفت في بيان إلى عدم مشاركة نائبه دان باتريك بهدف تجنب “إثارة مزيد من الألم للعائلات”.
Trump did not back any gun reforms in a speech at the NRA's convention, instead calling for funding for schools to seal all but one entrance, station armed guards at that entrance and allow teachers to carry firearms https://t.co/Ham66Qnb3s
— CNN (@CNN) May 28, 2022
وأعلن مسؤولون في البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن الذي انتقد لوبي الأسلحة الأمريكي بعد المجزرة، من المقرر أن يصل إلى يوفالدي غدا الأحد لتقديم العزاء لأسر الضحايا.
وتعتبر الجمعية الوطنية للبنادق أقوى منظمة لحقوق اقتناء السلاح في الولايات المتحدة، وقد رفضت معظم المبادرات الساعية للحد من الجرائم الجماعية ومن بينها تشديد التحري عن خلفية مشتري الأسلحة.
وتضم الجمعية 5 ملايين عضو، وهي تؤيد ترمب وقد تبرعت له بعشرات الملايين من الدولارات خلال حملتيه الرئاسيتين. ولتأمين حضوره هذا المؤتمر أعلنت الجمعية أنه “بسبب كلمة الرئيس الأمريكي السابق ولضمان أمنه، سيحظر إدخال أسلحة نارية إلى القاعة”.
وشهدت الولايات المتحدة 214 حادث إطلاق نار جماعي هذا العام.