خبراء يكشفون أضرار الملء الثالث لسد النهضة على مصر والسودان (فيديو)

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (غيتي)

قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إن تصريحات كيفيلي هورو مدير سد النهضة الإثيوبي بشأن “احتمال تضرر مصر والسودان من عملية الملء” غير دبلوماسية وغير مسؤولة.

وذكر شراقي في لقاء مع (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر أن إثيوبيا خالفت اتفاق المبادئ عام 2015 فيما يتعلق بالأضرار ذات الشأن، لأن إُثيوبيا تستهدف تخزين أكثر من مليارات متر مكعب من المياه للوصول إلى ما كان مستهدفا خلال العامين الماضيين.

وأضاف أن إثيوبيا خالفت أيضا البند الخامس المتعلق بالتعاون في الملء الأول وإدارة السد وهو ما لم تقم به السلطات في أديس أبابا خلال الملء الأول والثاني وإدارة السد.

وقال شراقي إن مصر تتحمل خسائر بمليارات الدولارات بسبب عمليات الملء التي قامت بها إثيوبيا بشكل أحادي، مشيرا إلى تحديد المساحات التي تتم زراعتها ببعض المحاصيل، مثل الأرز، خلال الأعوام الماضية، وكذلك إنفاق مئات الملايين من الدولارات على مشروعات لتحلية مياه البحر للتخفيف من آثار الملء المنفرد من قبل إثيوبيا.

ونفى ما يصدر من تقارير إثيوبية بشأن موافقة مصر والسودان على كميات المياه التي يتم تخزينها سنويا، موضحا أنه كان هناك جداول بالفعل توضح كميات المياه التي يتم تخزينها في اتفاق واشنطن الذي وقعت عليه مصر بالفعل ورفضت إثيوبيا التوقيع عليه.

بدوره قال محمد العروسي عضو مجلس النواب الفيدرالي الإثيوبي إن هناك حملات تشويه متعمدة ضد بلاده، التي “تعمل وفق اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث والتزمت به التزاما كبيرا”، وفق تعبيره.

واتهم العروسي مصر والسودان بعرقلة التعاون ومحاولة اللجوء إلى “أساليب أخرى” لعرقلة إثيوبيا عن مواصلة بناء سد النهضة.

وأشار إلى أن إثيوبيا بذلت كل ما في وسعها لاطلاع مصر والسودان على سير عمليات السد، لكنهما رفضتا.

وأضاف أن إثيوبيا راعت ألا تحدث أضرار لمصر والسودان خلال عمليتي الملء الأول والثاني.

أما الدكتور أحمد المفتي، أستاذ القانون الدولي والعضو السابق بالوفد السوداني في مفاوضات سد النهضة، فأكد أن إثيوبيا خالفت اتفاق المبادئ الذي نص بوضوح على عدم ملء بحيرة السد إلا بعد الوصول إلى اتفاق بشأن قواعد الملء والتشغيل.

وأوضح أن الأطراف الإقليمية والدولية طالبت إثيوبيا بالتوقف عن التصرفات الأحادية إلا بعد الوصول إلى اتفاق وهو ما تجاهلته إثيوبيا.

وأشار المفتي إلى أن أديس أبابا كانت تتحدث في الماضي عن عدم وجود آثار سلبية للسد، وهو عكس ما صرح به مدير السد.

وأعرب عن اعتقاده بأن تصريحات مدير السد قد تكون تمهيدا لما سيحدث من أضرار على السودان ومصر.

وقال إن المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية كانت غير مجدية، وإذا كان هناك عودة لطاولة المفاوضات فلابد من العودة بشروط تتضمن وقف إثيوبيا للتصرفات الأحادية.

من جهته قال الدكتور محمد حافظ أستاذ هندسة السدود إن هناك مشاكل في الجانب الغربي من جسم السد، وتحاول الشركة المنفذة للمشروع صب كميات ضخمة من الخرسانة في هذه الجهة.

وأضاف أنه إذا استمرت معدلات رفع الممر الأوسط بالمعدلات الحالية ستتمكن من تخزين ما يتراوح بين 9 إلى 10 مليارات متر مكعب.

وأشار حافظ إلى أنه إذا تم الملء كما تقول إثيوبيا، ستمتلئ بحيرة سد السرج للمرة الأولى منذ بدء عمليات الملء قبل عامين.

وصرح كيفلي هورو مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، الجمعة، أن عملية الملء الثالث لسد النهضة ستكون في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول المقبلين، مشيرا إلى “احتمال تضرر مصر والسودان من عملية الملء”.

وقال هورو إن إثيوبيا “لن تسمح بوقف تشييد هذا المشروع ولن تفعل ذلك ولن تسمح بتعطيله”، داعيا مصر والسودان إلى “التحلي بالعقلانية”.

وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد قبل عمليات الملء، فيما قامت إثيوبيا بعمليتي ملء لبحيرة السد خلال العامين الماضيين.

المصدر : الجزيرة مباشر