شهر على اغتيال شيرين أبو عاقلة.. التحقيق يتقدم “ببطء”
مرّ شهر على قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة، أثناء أداء عملها بالقرب من مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، بينما كانت ترتدي سترة وخوذة تشير بوضوح إلى كونها صحفية.
وقال موقع الجزيرة الإنجليزية إن المحاسبة لا تزال بعيدة المنال رغم دعوات واسعة النطاق لإجراء تحقيق شامل ومستقل من قِبل السياسيين الدوليين ومنظمات حقوق الإنسان.
وفي 26 مايو/أيار، أعلنت شبكة الجزيرة أنها عينت فريقًا قانونيًّا لإحالة قضية الزميلة شيرين إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وقالت الجزيرة في بيان لها إنها “ستتّبع كل السبل لتحقيق العدالة لشيرين، وضمان تقديم المسؤولين عن قتلها إلى العدالة ومحاسبتهم في جميع منصات العدالة الدولية والمحاكم”.
ويقوم التحالف القانوني لقناة الجزيرة حاليًا بإعداد ملف قضية لتقديمه إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم أحمد خان.
وطلبت السلطة الفلسطينية رسميًّا من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في وفاة الزميلة شيرين.
وبشكل منفصل عن المحكمة الجنائية الدولية، تتصاعد دعوات لإجراء تحقيق فوري ومستقل، لا سيما أن أي تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية سيستغرق وقتًا قبل إنهائه.
الناطق باسم منظمة العفو الدولية في #فلسطين لـ #الجزيرة_مباشر: مطالب إسرائيل بفتح تحقيق فوري في مقتل الصحفية #شيرين_أبوعاقلة
• على الأمم المتحدة فتح تحقيق نزيه وشفاف ومستقل في مقتل شيرين أبو عاقلة
• إسرائيل خالفت القوانين الدولية وتتحمل كامل المسؤولية عن مقتل شيرين أبو عاقلة— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) May 25, 2022
تراجع بلينكن
رفض المسؤولون في الولايات المتحدة مطالب التدخل الخارجي في التحقيق، وزعموا في البداية أن إسرائيل “لديها المال والقدرة” على إجراء تحقيقها الخاص، كما أصر الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا على أن إسرائيل يجب أن تكون الطرف الذي يقود التحقيق.
وفي 8 يونيو/حزيران، تراجع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قليلًا، الذي ظهر في حدث سابق في لوس أنجلوس، وقال إنه يؤيد إجراء تحقيق “مستقل” في جريمة القتل.
وجوابًا على سؤال أحد المراسلين عن سبب “عدم وجود أي تداعيات على الإطلاق على إسرائيل” بعد قتل الزميلة شيرين، قال بلينكن “نحن نبحث عن تحقيق مستقل وموثوق، عندما يحدث هذا التحقيق، سنتتبع الحقائق أينما كانت، إنه أمر واضح ومباشر”.
وزعم بلينكن أن وقائع القضية “لم تثبت بعد”، رغم تعدد إفادات الشهود والتحقيقات التي أجرتها وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية التي خلصت إلى مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.
وقالت شبكة الجزيرة بعد وقت قصير من الجريمة إن الزميلة شيرين “اغتيلت بدم بارد” من قوات الاحتلال.
عاجل | رئيس حزب العمال البريطاني السابق جيرمي كوربن لـ #الجزيرة_مباشر: صدمنا من جريمة القتل التي استهدفت الصحفية #شيرين_أبو_عاقلة
• يجب أن تتخذ #بريطانيا موقفا حازما بشأن جريمة قتل شيرين أبو عاقلة— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) May 11, 2022
تحقيق جنائي
قال شهود وزملاء ومراسلون آخرون كانوا حاضرين في مكان الحادث إن رصاصة إسرائيلية قتلت الزميلة شيرين، وإنه لم يكن هناك مصدر آخر للنيران في مكان الحادث، بما يتناقض مع المزاعم الأولية التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون بأنها ربما قُتلت على يد “مسلحين فلسطينيين”.
غيرت إسرائيل روايتها عن الحادث مرات عدة، بدءًا من إنكار مزاعمها، وإلقاء اللوم على “نيران طائشة” من مقاتلين فلسطينيين، إلى الاعتراف بأن جنديًّا إسرائيليًّا كان يمكن أن يطلق النار على الشهيدة عن طريق الخطأ.
عاجل | مدير عام منظمة مراسلون بلا حدود: قتل #شيرين_أبو_عاقلة خرق خطير لمعاهدات جنيف وللائحة مجلس الأمن الدولي حول حماية الصحفيين#الجزيرة_مباشر #الجزيرة
— الجزيرة مباشر الآن (@ajmurgent) May 11, 2022
ودعا المدعي العسكري الإسرائيلي جيش الاحتلال في البداية إلى إجراء تحقيق معمق، قبل أن تذكر وسائل إعلام إسرائيلية أن “الجيش ليس لديه خطط لفتح تحقيق جنائي”.
من جانبها، أنهت السلطة الفلسطينية تحقيقها في 26 مايو/أيار، وأكدت أن القوات الإسرائيلية تعمدت إطلاق النار على الزميلة شيرين أبو عاقلة.
وقال مسؤولون إن تشريح الجثة وفحص الطب الشرعي الذي جرى في نابلس بعد استشهاد شيرين، أظهر أنها أصيبت برصاصة من الخلف، مما يشير إلى أنها كانت تحاول الفرار بينما واصلت قوات الاحتلال إطلاق النار على مجموعة من الصحفيين.
ورفض الفلسطينيون تسليم الرصاصة التي قتلت شيرين إلى إسرائيل، قائلين إن الإسرائيليين أظهروا أنه لا يمكن الوثوق بهم.
#مباشر | تشييع جنازة مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة التي قتلت الأربعاء في رام الله بالضفة الغربية https://t.co/TmgqHJwGby
— ANADOLU AGENCY (AR) (@aa_arabic) May 12, 2022
وخلال الهجوم أصيب صحفي آخر من قناة الجزيرة، هو الزميل علي الصمدي، برصاصة في ظهره.
انضمت الزميلة شيرين أبو عاقلة إلى قناة الجزيرة بعد عام من إطلاقها عام 1997، ووثّقت الواقع القاسي للحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي للمشاهدين في جميع أنحاء العالم.
وفي يوم جنازتها، اقتحمت القوات الإسرائيلية الموكب وبدأت بضرب المشيعين حتى كاد النعش يسقط من حامليه، مما أثار إدانة عالمية.