المفوضية الأوربية توصي بضم أوكرانيا للاتحاد والحرب تستعر في دونباس وسط قلق أممي

أوصت المفوضية الأوربية، الجمعة، بمنح أوكرانيا وضع دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد، وهو ما سيكون تحولًا جيوسياسيًّا مثيرًا في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا، في حين تستعر المعارك شرقًا في دونباس.

وستتم مناقشة التوصية، الخميس والجمعة القادمين في قمة أوربية، وينبغي أن يوافق عليها قادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوربي، لتحصل كييف رسميا على هذا الوضع.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقرار المفوضية معتبرًا أنه نبأ إيجابي للبلاد، في حين تواجه مدينة سيفيرودونتسك لقصف من قبل القوات الروسية.

وقال زيلينسكي إنه يتوقع نتيجة إيجابية لهذه القمة، وإن هذه هي الخطوة الأولى على طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، وأضاف “تقاربنا مع الاتحاد الأوربي ليس إيجابيا لنا وحدنا”، معتبرا أن الأمر يتعلق بأكبر مساهمة في مستقبل أوربا منذ سنوات.

وقالت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين “نعلم جميعا أن الأوكرانيين مستعدون للموت من أجل تطلعاتهم الأوربية، نريد أن يعيشوا معنا من أجل الحلم الأوربي”.

وزار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كييف، الجمعة، في ثانية زيارة يقوم بها منذ بدء الحرب، وعرض توفير التدريب للقوات الأوكرانية.

وتقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوربي بعد 4 أيام من تدفق القوات الروسية إلى حدودها أواخر فبراير/ شباط، وانضمت إليها بعد أيام مولدوفا وجورجيا وهما دولتان سوفيتيتان سابقتان تتصارعان أيضا مع مناطق انفصالية تدعمها روسيا.

يذكر أن ترشح أوكرانيا ومولدوفا للانضمام إلى الاتحاد يعدّ بداية عملية قد تستغرق سنوات عديدة، إذ إن عضوية الاتحاد الأوربي ليست مضمونة فقد توقفت المحادثات سنوات مع تركيا، المرشحة منذ عام 1999. وإذا تم قبول أوكرانيا، فسوف تكون أكبر دولة في الاتحاد الأوربي من حيث المساحة وخامسة أكبر دولة من حيث عدد السكان.

ورأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حديثه أمام المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبرغ، الجمعة، أن روسيا ليس لديها أي شيء ضد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوربي، لكنه قال إن أوكرانيا ستتحول إلى شبه مستعمرة للدول الغربية.

معارك طاحنة

على جبهة القتال، ما زالت القوات الأوكرانية تواجه صعوبة في دونباس بشرق البلاد، التي يسيطر عليها جزئيا الانفصاليون الموالون لروسيا منذ 2014.

وأكدت الأمم المتحدة، الجمعة، أن الوضع الإنساني في جميع أنحاء أوكرانيا ولا سيما في شرق دونباس، مقلق جدا ويتدهور بسرعة.

وتتركز المعارك منذ أسابيع في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك وهما مدينتان أساسيتان في السيطرة على دونباس وتواجهان قصفا مستمرا. وأشار الحاكم سيرغي غايداي على حسابه على تلغرام إلى أن سيفيرودونيتسك تواجه أشدّ قصف في منطقة لوهانسك، مشيرا إلى معارك طاحنة في المدينة.

وأضاف أن أكثر من 500 مدني بينهم 38 طفلا لجؤوا، مع عدد من العسكريين الأوكرانيين، إلى مصنع أزوت الكبير للمواد الكيميائية في سيفيرودونيتسك وهم يرفضون إجلاءهم لأنهم يعتقدون أن البقاء هناك أكثر أمانا، وقال “حاولنا إقناعهم لكنهم لا يريدون ذلك”.

وفي ليسيتشانسك، أسفر هجوم صاروخي على “بيت الثقافة” الذي يحتمي فيه عدد من سكان المدينة، عن مقتل 4 أشخاص.

كما أدت ضربة روسية صباح الجمعة في ميكولايف بجنوب أوكرانيا إلى مقتل شخصين على الأقل وجرح 20 آخرين، وقال الجيش الروسي إن نحو 7 آلاف من المرتزقة الأجانب من 64 دولة وصلوا إلى أوكرانيا منذ بداية الصراع، قُتل حوالي 2000 منهم.

وبثت التلفزيون الروسي تسجيلات فيديو لأمريكيَين تطوعا للقتال مع القوات الأوكرانية وفقدا منذ أيام.

وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، السبت، أنه شاهد صورا وتسجيلات فيديو لمواطنين أمريكيين “أسرتهما القوات العسكرية الروسية في أوكرانيا”. وقال لوكالة فرانس برس “نراقب الوضع عن كثب”.

أزمة طاقة عالمية

وخلال هذا الأسبوع الحاسم في صراعها على النفوذ مع الغرب، قلصت روسيا بكميات كبيرة الغاز المرسل إلى دول أوربا الغربية الذي تعتمد عليه تلك الدول اعتمادا كبيرا.

وأعلنت الشركة المشغلة لشبكة الغاز الفرنسية “جي آر تي -غاز” الجمعة، أنها لم تعد تتسلم غازا روسيا عبر الأنابيب منذ 15 يونيو/ حزيران، مع “توقف التدفق بين فرنسا وألمانيا”.

وخفضت مجموعة “غازبروم” الروسية العملاقة شحناتها بشكل كبير في الأيام الأخيرة، ولا سيما إلى ألمانيا عبر خط أنابيب الغاز “نورد ستريم1” مما تسبب في ارتفاع هائل في الأسعار.

وفي إيطاليا أعلنت مجموعة “إيني” أن غازبروم ستسلم 50% فقط من الغاز الذي طلبته المجموعة الجمعة.

وقال وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك “لا ينبغي أن تكون لدينا أوهام، فنحن في مواجهة مع بوتين”، وأضاف “هكذا يتصرف الطغاة”.

واتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة روسيا بالتسبب في “أزمة طاقة عالمية” بحربها على أوكرانيا.