الكنيست يصوّت على حل نفسه ونتنياهو يحاول تشكيل حكومة بديلة تجنّبه الانتخابات

صوّت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) اليوم الأربعاء على حل نفسه في خطوة أولية نحو إجراء انتخابات مبكرة، وبذلك تقترب إسرائيل من خامس انتخابات في أقل من أربع سنوات.

ووافق المشرعون بصورة أولية على حل الكنيست، في مشهد سياسي تهيمن عليه بالفعل عودة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو. وصوّت 110 نواب لصالح مشروع قانون حل الكنيست بينما لم يعارضه أحد.

وصوّت الكنيست على الحل في قراءة أولية لمشروع القانون الذي من المتوقع الانتهاءُ منه الأسبوع المقبل، وبعد ذلك سيتولى وزير الخارجية يائير لابيد رئاسة الحكومة المؤقتة خلفًا لرئيس الوزراء نفتالي بينيت.

ويلي التصويتَ بالقراءة التمهيدية على مشروع القانون، التصويتُ بثلاث قراءات، قبل أن يصبح نافذًا. ​​​​​​​وسيتضمن مشروع القانون موعد الانتخابات المبكرة التي قالت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، إنها ستجري في 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وكان لابيد قد أنهى بالاشتراك مع بينيت فترة حكم نتنياهو القياسية العام الماضي بتشكيل تحالف سياسي نادر من نوعه بين اليمينيين والليبراليين والأحزاب العربية. ووصف لابيد الانتخابات المقبلة بأنها معركة بين المعتدلين والمتطرفين الذين يرعاهم نتنياهو.

وشعر نتنياهو -زعيم المعارضة في الوقت الحالي- بالارتياح لخطوة بينيت ولابيد لحل ما وصفها بأنها أسوأ حكومة في تاريخ إسرائيل على أمل أن يحطم رقمه القياسي ويفوز بولاية سادسة.

وتوقعت نتائج أربعة استطلاعات للرأي، نُشرت أمس الثلاثاء، أن يتصدر حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو -والأحزاب القومية والدينية المتحالفة معه- الانتخاباتِ لكن دون الحصول على أغلبية حاكمة في الكنيست الإسرائيلي الذي يتألف من 120 مقعدًا.

وتعهد الخصوم في تيارات اليسار والوسط بمنع عودة السلطة لنتنياهو الذي تجري محاكمته باتهامات فساد ينفيها عن نفسه.

ويستمر التفاعل بشأن مشروع بينيت الذي يقضي بحل الكنيست والتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، مما يشير إلى انهيار الائتلاف الحاكم واقتراب الانتخابات الخامسة.

وكان مؤتمر مشترك لزعيمي الائتلاف نفتالي بينيت ويائير لابيد قد شهد إعلان حل الائتلاف الحكومي الحالي الذي سيصوت عليه الكنيست الأسبوع المقبل.

وأمس الثلاثاء، كشفت قناة (كان) الإسرائيلية الرسمية أن نتنياهو يسعى لتأجيل حل الكنيست عدة أيام حتى يتسنى له إجراء اتصالات مع الأحزاب لتشكيل حكومة بديلة، دون الذهاب إلى جولة انتخابات مبكرة جديدة.

وأضافت قناة (كان) أن توجه نتنياهو جاء على خلفية استطلاعات الرأي الأخيرة التي تُظهر أن معسكره لن يتمكن مجددًا من الحصول على الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة حال إجراء الانتخابات.

وتابعت “نتنياهو يواجه صعوبة في اجتياز الكتلة المكونة من 60 مقعدًا بالكنيست (البرلمان)، وطالما ظل هذا الحاجز قائمًا فلن يكون لديه القدرة على تشكيل حكومة”.

“منحنى الأفول”

وانشغلت المنصات العربية بتطورات المشهد السياسي الإسرائيلي، وغرد الإعلامي خليل نصر الله “منذ عملية خان يونس 2019 وانتفاض ليبرمان بوجه نتنياهو يومها، وإسرائيل تعاني من خلل في الحكم. الاتفاق على حل الكنيست لم يكن مفاجئًا، بل خطوة متوقعة في كل لحظة. هذا كيان يعاني من داخله وأمر يُبنى عليه، وولى الزمن الذي يحل فيه أزماته العميقة داخليًّا بحرب خارجية”.

ودوّن الكاتب ياسر الزعاترة “كيان الاحتلال نحو انتخابات جديدة، لابيد رئيسًا للحكومة حتى ذلك الحين، ونتنياهو يتحدث عن (مساء يحمل بشرى كبيرة لمواطني إسرائيل)، ويعد بتشكيل (حكومة وطنية موسعة برئاسة الليكود). مساء يحمل بشرى لنا أيضًا: كيان تنخره الخلافات والفساد ويضعف خارجيًّا بضعف داعميه. إنه منحنى الأفول”.

وكتب الصحفي أحمد الكومي “ما فعله بينيت ولابيد هو ما كان متوقعًا لهذا الائتلاف الهش، وإن كانا يعتقدان أنهما فعلًا الأفضل للكيان فإنهما سيكتشفان العكس عندما يدخل هذا الكيان في فراغ حكومي وتواجه الأحزاب صعوبة في التوصل إلى تشكيلة وزارية. وكل حكومة تخرج من الكنيست بعد اليوم ستدخل خلفها حكومة أكثر ضعفًا وقد لا تدخل. هذه الانقلابات ستجد انعكاساتها على الجيش الذي ينتظره وزير حرب خامس في أقل من 4 أعوام”.

وغرد الباحث عدنان أبو عامر “مع استمرار الأزمة السياسية لدى الاحتلال وزيادة تصدّع الائتلاف الحاكم الذي ينذر بسقوط الحكومة، خلص تقدير إلى أن زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق المتهم بالفساد يخشى الذهاب إلى انتخابات جديدة -رغم تصريحاته التي تناقض ذلك- آملًا تشكيل حكومة داخل الكنيست الحالي”.

وكتب الناشط أدهم أبو سلمية ” الكيان الصهيوني المنهار يتجه نحو حل الحكومة الفاشلة والذهاب إلى انتخابات جديدة. هذا الكيان يتآكل من الداخل، وعهد الاستقرار الداخلي لديه انتهى إلى الأبد، وحان وقت الرحيل عن أرضنا”.

ودونت مايا رحال “حكومة بينيت الاتئلافية من أكثر حكومات إسرائيل فشلًا، بينيت فشل في إدارة الحكومة والدولة بشكل عام، مما أدى إلى انهيارها بشكل سريع. بينيت فشل سياسيًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا وحتى عسكريًّا في ردع المقاومة في مخيم جنين ومدن الضفة الأخرى ووقف العمليات الفدائية داخل الخط الأخضر التي عادت بقوة!”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وسائل إعلام إسرائيلية + وكالات