لماذا يطبّق الطيارون الروس بأوكرانيا تكتيكا قديما استخدمته إسرائيل في حرب 73؟

مقاتلات روسية نفاثة "Su-35S" تحلق بتشكيل فوق موسكو خلال العرض العسكري في يوم النصر (غيتي)

تتبنى الطائرات الروسية تكتيكًا قديمًا وغير معتاد لإطلاق الصواريخ غير الموجهة كانت إسرائيل قد استخدمته في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 للابتعاد عن أنظمة الصواريخ المصرية والسورية (أرض- جو) وفق تحليل لمجلة (الإيكونوميست) البريطانية.

فبدلًا من إطلاقها على الهدف مباشرة بزاوية هبوط، يميل الطيارون إلى التحليق على ارتفاع منخفض ثم التسلق وإطلاق مجموعة كاملة من الصواريخ بشكل حاد إلى الأعلى، ثم الانحراف بالطائرة بعيدًا. وهذا النهج المعروف باسم “الارتقاء” أو”القذف” له بعض المزايا، لكنه يشير إلى نقص الأسلحة الحديثة على كلا الجانبين، وغالبًا ما تأتي هذه التقنية على حساب الدقة.

وطُور هذا الأسلوب في الأصل من قِبل القوات المسلحة الأمريكية في الأربعينيات لإطلاق قنبلة ذرية دون الاضطرار إلى التحليق مباشرة فوق هدفها، حيث تقوم الطائرة بتحليق شديد الانحدار قبل إطلاق قنبلة على مسار تصاعدي، ثم تنسحب الطائرة بشكل حاد بينما تستمر القنبلة في السقوط محققة أقصى مدى دون أن تصيب الطائرة أثناء الانفجار.

ويقوم الطيارون حول العالم بتكييف استخدام هذا الأسلوب في التحليق مع أغراضهم الخاصة، بحيث تصبح الطائرات التي تطلق الصواريخ محمية من أسلحتها، كما أن رفعها بشكل سريع يساعد على إبعادها عن نطاق دفاعات العدو.

واليوم تستخدم القوات الجوية الروسية والأوكرانية هذه التقنية لتأثير مماثل، وهي المجهزة بصواريخ 80 مم S-8 التي تم تطويرها في السبعينييات (ويشير الرقم إلى قطر الأنبوب الذي يُطلق منه السلاح)، ويتم تخزينها في كبسولات محمولة على جانبي الطائرة، يتم إطلاقها عادة في أزواج.

لكن أمريكا ودول حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخرى لا تستخدم مثل هذه الصواريخ غير الموجهة إلا قليلًا، واستمرار روسيا وأوكرانيا في استخدام S-8 يُظهر مدى ضعف تجهيز قواتهما الجوية. فالمروحية AH-64 Apache، على سبيل المثال، التي يستخدمها الجيش الأمريكي وجيوش أخرى، تحمل عادةً 16 صاروخًا من طراز Hellfire موجهًا بالليزر ويصل مداه إلى 11 كيلومترًا.

وعلى الرغم من أن روسيا وأوكرانيا لديهما بعض الصواريخ الموجهة جو- أرض المكافئة، مثل Vikhr (“Vortex”)، فيبدو أنهما تعانيان نقصًا في المعروض، وفق تحليل الإيكونوميست.

المصدر : الإيكونوميست البريطانية