ردا على عصام حجي.. باحث مصري ينفي استخدامه لدعم وجهة نظر إثيوبيا بشأن سد النهضة

صور بالأقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبي ومنطقة الغابات المحيطة به (منظمة هيومن رايتس ووتش)

علّق الباحث المصري أحمد العدوي على ورقة نشرها عالِم الفضاء عصام حجي وتصريحات قال الأخير إنها جاءت ردًا على تشكيكات في بحثهم الذي تحدثوا فيه عن العجز المائي في مصر ومخاطر تفاقمه أثناء سنوات ملء سد النهضة الإثيوبي.

وفي رد حجي وفريقه العلمي الذي نشرته مجلة (Environmental Research Letters) العلمية، أوضح ما وصفه بـ”الأخطاء الحقيقية والواضحة والملموسة في التعليق المقدم من الباحثين الثلاثة (تيروسو عاصفة من مصلحة مياه مدينة تامبا -وأحمد العدوي من جامعة المنصورة وصقر النور من جامعة جنوب الوادي) الذي تدعمه بشكل أساسي التفسيرات الخاطئة والاستقطاع الخاطئ للأبحاث المنشورة وادعاءات من وسائل التواصل الاجتماعي ومقابلات تلفزيونية ضعيفة، واقتطاع أجزاء وبيانات من 3 أبحاث بعينها منشورة مؤخرًا.

وردّ العدوي في سلسلة تغريدات أنكر فيها صحة ما ذكره حجي واعتبره “كذبًا وادعاء” هدفه التشهير، مستشهدًا بمقتطفات قال إنها من المجلة ذاتها، ونفى الباحث -المبتعث حاليًا خارج مصر- أن يكون تم استخدامه وزميله المصري صقر النور من قِبل الإثيوبي الأمريكي (د. تيروسو عاصفة).

وأنكر العدوي أن يكون التعليق -الذي نشره الثلاثة- يتبنى وجهة النظر الإثيوبية، لافتًا إلى أنهم انتقدوا استخدام لفظ “الاتفاقيات الاستعمارية” بينما أصر حجي على كتابتها في رده الذي استشهد فيه بأبحاث وآراء “سياسية إثيوبية”، على حد قول العدوي.

وأشار العدوي -الذي يعرّف نفسه بأنه يعمل بقسم هندسة الري والهيدروليكا في مصر وحاليًا بقسم هندسة البيئة والمجتمع خارج مصر- إلى استشهاد حجي خلال لقاء تلفزيوني سابق بأحد الكتب التي شارك فيها الباحث وزميله صقر النور، بشأن الحسابات الاقتصادية في ما يخص سد النهضة.

ونفى العدوي أن يكون بحث مجموعة أكسفورد هو بحث لإثيوبيين. ونشر تجميعات قال إنها لاعتراضات باحثين من أكسفورد وغيرها على البحث الذي نشرته جامعة كاليفورنيا العام الماضي تحت إشراف حجي.

وبحسب بحث أكسفورد، فإن سد النهضة سيفيد إثيوبيا والسودان دون أن يؤثر بشكل كبير على مستخدمي المياه في مصر، وستتطلب إدارة حالات الجفاف المتعددة السنوات تنسيقًا دقيقًا إذا أردنا تقليل مخاطر الآثار الضارة.

وكان حجي قد نشر، في يوليو/تموز من العام الماضي، دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا بالتعاون مع جامعة كورنيل وتحت إشرافه.

وخلصت الدراسة التي حملت عنوان “العجز المائي في مصر والسياسات المقترحة لتخفيفه أثناء ملء سد النهضة الإثيوبي” إلى أنه في حين أن السد الذي يبلغ حجمه 74 مليار متر مكعب يوفر فرصًا تنموية واعدة لإثيوبيا، فإن التدفق المتغير لنهر النيل سيشكل عجزًا مائيًا صعبًا بالنسبة لمصر.

ويقدّر البحث متوسط ​​إجمالي العجز السنوي للمياه في مصر تحت تأثير زيادة الاستهلاك الداخلي وعملية ملء سد النهضة بنحو 31 مليار متر مكعب سنويًا، أي ما يعادل 40% من إجمالي موازنة مصر الكلية من المياه، وأورد البحث حلولًا عملية للتخفيف من آثار العجز المائي الذي قد يتفاقم في مصر خلال سنوات ملء السد.

وجاء في الورقة التي قدمها الباحثون الثلاثة للمجلة تعليقًا على هذا البحث، التشكيك في تلك الأرقام وعدم دقتها حول تقييم العجز المائي لمصر بناءً على سيناريوهات مختلفة للتعبئة، وذكروا أن الدراسة بها “عيوب منهجية” وأن لديهم مخاوف جدية بشأن الافتراضات الهيدرولوجية الأساسية التي تشكل أساس التأثيرات الاقتصادية والخسارة المحتملة لرقعة الأراضي الزراعية المصرية. وتلك هي الورقة التي رد عليها حجي بورقة مماثلة في المجلة ذاتها.

وينص القانون الدولي على أنه في حالة وجود أضرار على دول المصب يستلزم وجود اتفاقات بشأن بناء وتشغيل السدود على الأنهار الدولية، وهو ما تعدّه إثيوبيا انتهاكًا لسيادتها، وبالتالي -ووفق حجي- نشطت مجموعات لتكذيب الأبحاث التي تحذر من وجود سلبيات للسدود، وهو ما يعكس أسباب هذه التعليقات وأهمية الرد عليها.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل