ملك المغرب يجدد دعوة الجزائر إلى عودة العلاقات المقطوعة بين البلدين

ملك المغرب محمد السادس (أرشيفية - وكالة الأنباء المغربية)

جدد ملك المغرب محمد السادس، في خطاب السبت، الدعوة لعودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع الجارة الجزائر، معربًا عن تطلعه إلى العمل مع الرئاسة الجزائرية “لإقامة علاقات طبيعية”، ومؤكدًا الرغبة “في الخروج من هذا الوضع”.

وقال العاهل المغربي في خطابه السنوي بمناسبة الذكرى 23 لتوليه الحكم “إننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب والجزائر يدًا في يد لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك”.

وأضاف في خطابه الذي بثته القنوات التلفزيونية الرسمية “أشدد مرة أخرى بأن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري لن تكون أبدًا حدودًا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل نريدها أن تكون جسورًا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر”.

وسبق للملك محمد السادس -بمناسبة الخطاب ذاته العام الماضي- أن دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “تغليب منطق الحكمة”، والعمل في أقرب وقت على تطوير العلاقات بين الجارين.

وتشهد العلاقة الثنائية توترًا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، بينما يعدّها المغرب جزءًا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادته.

وزاد التوتر عندما أعلنت الجزائر في أغسطس/آب 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، واتهمتها “بارتكاب أعمال عدائية” منذ استقلال الجزائر في 1962، وهو القرار الذي أعرب المغرب عن أسفه تجاهه ورفض “مبرراته الزائفة”.

واعتبرت الجزائر أن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل -برعاية أمريكية- موجَّه ضدها، وهو التطبيع الذي تضمّن أيضًا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية، أواخر العام 2020.

واعتبر محمد السادس في خطابه السبت أن “ما يقال عن العلاقات المغربية الجزائرية غير معقول ويحز في النفس”.

وتابع “بالنسبة للشعب المغربي، فنحن حريصون على الخروج من هذا الوضع، وتعزيز التقارب والتواصل والتفاهم بين الشعبين”.

وسبق له أيضًا أن اقترح أواخر العام 2018 تشكيل “آلية سياسية مشتركة للحوار” من أجل “تجاوز الخلافات” القائمة بين الجارين، داعيًا إلى فتح الحدود البرية المغلقة منذ عام 1994، إلا أن الاقتراح لم يلق استجابة.

المصدر : الفرنسية