باحث سوداني للجزيرة مباشر: إثيوبيا تعاملت بانتقام في ملف سد النهضة والقضية لا يمكن أن تُحل بالمراوغة (فيديو)

قال إبراهيم الأمين -الأستاذ بمركز 6 أبريل للدراسات السياسية- إن أديس أبابا تعاملت مع القاهرة والخرطوم بطريقة “فيها درجة من الانتقام في ملف سد النهضة، ولن يؤدي ذلك إلى نتيجة مرجوة”، وإن الطريقة الذهنية التي يُدار بها ملف المياه في حوض النيل طريقة عقيمة ولن تؤدي إلى شيء سوى المزيد من الأزمات، على حد تعبيره.

وأضاف في حديثه للجزيرة مباشر “القضية على درجة عالية من التعقيد، ولا يمكن أن تُحل بالمراوغة، ولن تحقق إثيوبيا ما تريد ما لم يحدث توافق بين الدول الثلاث، ويجب أن نفكر في مرحلة ما بعد السد”.

وتابع “لا يوجد حل سوى الجلوس والاتفاق على معادلة جديدة لتقاسم المنافع وفق (اتفاقية عنتيبي) مع السعي لتحقيق التعاون بين الدول المعنية”، مؤكدًا عدم معارضة أن يكون لإثيوبيا سد، لكن يجب “ألا يتعارض هذا السد مع مصالح السودان ومصر”.

وأرسلت مصر خطابًا لمجلس الأمن الدولي، الجمعة، لتسجيل اعتراضها على “استمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة بشكل أحادي دون اتفاق مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل هذا السد”.

وفي الخطاب، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن استمرار الملء الثالث “مخالفة صريحة لاتفاق إعلان المبادئ المبرم عام 2015 وانتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي واجبة التطبيق، والتي تلزم إثيوبيا -بوصفها دولة المنبع- بعدم الإضرار بحقوق دول المصب”.

واتهم شكري الجانب الإثيوبي بإفشال الجهود والمساعي التي بذلت من أجل حل الأزمة، مؤكدًا أن “الدولة المصرية لن تتهاون مع أي مساس بحقوقها أو أمنها المائي أو أي تهديد لمقدرات الشعب المصري الذي يمثل نهر النيل شريان الحياة الأوحد له”، وفق الخطاب نفسه.

 

 

وفي السياق، قال الدكتور عباس شراقي -أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة- إن إثيوبيا بلغت نهاية الملء الثالث لسد النهضة، الذي بدأ في 11 يوليو/تموز الجاري.

وأضاف في حديثه للجزيرة مباشر أن أديس أبابا في سباق مع الزمان لبلوغ أقصى ارتفاع ممكن للسد وحجز المزيد من المياه، ويُتوقع أن ينتهي الملء الثالث خلال أسبوع من الآن، ويتوقف ذلك على رفع الممر الأوسط، وستمر المياه من أعلى الممر الأوسط إيذانًا بانتهاء الملء الثالث.

وتابع “معدل وصول المياه إلى سد النهضة، في أغسطس/آب، يبدأ بحوالي 400 مليون متر مكعب يوميًا، تزداد تدريجيًا وصولًا إلى 600 مليون متر مكعب، وقد تصل في بعض الأيام إلى 800 أو 900 مليون متر مكعب وربما مليار متر مكعب يوميًا”.

وبخصوص نجاح إثيوبيا في ملء السد، قال شراقي إن مسألة النجاح نسبية، مضيفًا أن إثيوبيا تستهدف منذ عامين تخزين 18.5 مليار متر مكعب من المياه في بحيرة سد النهضة، لكنها خزّنت 5 مليارات متر مكعب في 2020، ثم 3 مليارات متر مكعب في 2021، وتتمنى إنجاز الكمية المتبقية خلال العام الجاري.

وتوقّع أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة أن تخزّن أديس أبابا 6 مليارات متر مكعب، هذا العام، ليصل المجموع إلى 14 مليار متر مكعب، أي أنها لن تصل إلى الرقم المحدد سلفًا، 18.5 مليار متر مكعب.

في حين، جدّد محمد العروسي -النائب بالبرلمان الإثيوبي- التأكيد أن بلاده لا ترفض التعاون مع دولتي المصب، وإنما تصر على تحقيق التعاون الحقيقي الصحي، على حد قوله.

وتابع في حديثه للجزيرة مباشر “لن نعترف بالحصص التاريخية ولن نعترف بكل ما هو خارج اتفاقية إعلان المبادئ، ونصر على تحقيق التنمية من خلال سد النهضة”.

وأضاف “من الأدلة على الشفافية الإثيوبية أننا نمد دولتي المصب بالمعلومات بشأن السد، ونعلن النجاح في كل خطوة من خطوات سد النهضة لأنه مشروع أمة”، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل