زيلينسكي: تصدير أول شحنة حبوب “لا يمثل شيئا” والاقتصاد الأوكراني في غيبوبة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

قلل الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي من أهمية تصدير أول شحنة حبوب من بلاده منذ بدء الحرب الروسية، قائلًا إن السفينة تحمل جزءًا صغيرًا جدًّا من المحصول الذي يتعين على كييف بيعه للمساعدة في إنقاذ اقتصادها المدمر.

وأدلى زيلينسكي بهذه التصريحات المتشائمة لطلاب في أستراليا عبر الإنترنت، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي اكتمل فيه تفتيش السفينة التي تحمل الشحنة في تركيا قبل أن تغادر إلى وجهتها النهائية في لبنان بموجب اتفاق يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وغادرت السفينة رازوني ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، وعلى متنها 26527 طنًّا من الذرة متجهة إلى ميناء طرابلس اللبناني.

وجاء ذلك في أعقاب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة الأمم المتحدة الشهر الماضي على تصدير الحبوب والأسمدة، وهو ما يُعد انفراجة دبلوماسية نادرة في حرب استنزاف طويلة الأمد.

لكن زيلينسكي -الذي كان يتحدث عبر مترجم- قال إن هناك حاجة لمزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كانت شحنات حبوب أخرى ستلحق بالشحنة الأولى.

وقال للطلاب “في الآونة الأخيرة فقط، بفضل الأمم المتحدة بالاشتراك مع تركيا، أصبح لدينا أول سفينة تنقل حبوبًا، وإن كانت لا تمثل أي شيء فإننا نأمل أن يستمر هذا النشاط”.

وأضاف أنه يتعين على أوكرانيا تصدير 10 ملايين طن من الحبوب على الأقل للمساعدة بشكل عاجل في خفض عجز ميزانيتها البالغ 5 مليارات دولار شهريًّا.

وقال مسؤول تركي كبير إن 3 سفن قد تغادر الموانئ الأوكرانية يوميًّا بعد أن نجحت السفينة رازوني في مغادرة ميناء أوديسا، بينما قال وزير البنية التحتية الأوكراني إن 17 سفينة أخرى محملة بمنتجات زراعية تنتظر الإبحار.

وتأمل أوكرانيا -المعروفة بأنها سلة خبز أوربا- تصدير 20 مليون طن من الحبوب المخزنة في صوامع و40 مليون طن من المحصول الجاري حصاده الآن، من أوديسا ومينائي بيفديني وتشورنومورسك القريبين بشكل مبدئي.

السفينة رازوني التي تحمل أول شحنة حبوب من أوكرانيا بعد الحرب (غيتي)

اقتصادنا في غيبوبة

وقال الرئيس الأوكراني إن الحرب  تكاد تقتل اقتصاد بلاده الذي وصفه بأنه “في غيبوبة”.

وأضاف زيلنسكي أن “إغلاق روسيا للموانئ يمثل خسارة كبيرة للاقتصاد”.

وشنت روسيا حربًا على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي ردًّا على مساع أوكرانية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووصفت هجومها بأنه “عملية عسكرية خاصة”.

وتقول روسيا إنها تريد أن ترى مزيدًا من العمل لتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة، لكنها وصفت مغادرة أول سفينة حبوب من أوكرانيا بأنها إيجابية.

وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء، قائلة إن العقوبات التي يفرضها الغرب عليها أدت إلى تباطؤ صادراتها.

وفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا منذ بدء حربها على أوكرانيا، وتقدّم الولايات المتحدة وأوربا مساعدات بمليارات الدولارات لكييف في حربها مع موسكو.

ويهدف استئناف التصدير من أوكرانيا -أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم- إلى تخفيف ارتفاع أسعار الغذاء ونقصه بينما تلوح مجاعة في الأفق ببعض دول العالم.

وقال المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر إن الاتفاق على تصدير الحبوب قد يوفر سبيلًا للخروج من الصراع.

وأضاف شرودر لوسائل إعلام اليوم الأربعاء “النبأ السار هو أن الكرملين يريد التفاوض على حل”، موضحًا أنه التقى بوتين في موسكو الأسبوع الماضي.

وتابع “اتفاق الحبوب هو أول نجاح وقد يمتد ببطء إلى وقف إطلاق النار”.

المصدر : رويترز