البنتاغون يجمع بين المسيّرات البحرية والذكاء الاصطناعي لمراقبة مياه الخليج

مركبة مسيّرة تابعة للبحرية الأمريكية من طراز Saildrone Explorer في الخليج (الفرنسية)

دشن البنتاغون برنامجا جديدا يهدف إلى تعزيز قدراته على مراقبة مناطق واسعة في الخليج بمسيّرات جوية وبحرية وباستخدام الذكاء الاصطناعي.

ويشمل البرنامج استخدام أنواع عدة من المسيرات البحرية المعروفة باسم USV في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية وفي الخليج، لجمع بيانات وصور وإرسالها إلى مراكز مقامة في المنطقة لتحليلها.

ولم يواجه البرنامج أي مشكلة إلى أن حاولت البحرية الإيرانية الاستيلاء على 3 مسيرات بحرية من طراز Saildrone Explorer -يبلغ طولها 7 أمتار- خلال حادثين وقعا أواخر أغسطس/آب الماضي وأوائل سبتمبر/أيلول الجاري.

خلال الحادث الأول في مياه الخليج رُصدت سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني وهي تجر مسيرة لتفرج عنها لاحقًا، بعدما أرسل زورق دورية أمريكي ومروحية إلى المكان.

أما خلال الحادث الثاني فقد صادرت مدمرة إيرانية مسيرتين من طراز Saildrone Explorer  في البحر الأحمر وحملتهما على متنها.

وسمح وجود سفنيتين حربيتين أمريكيتين ومروحيات بإقناع الإيرانيين بإعادتهما في اليوم التالي بعدما انتُزعت منهما كاميرات التصوير على ما أكد الجيش الأمريكي.

عام في البحر

تحمل المسيرات البحرية أجهزة استشعار ورادارات وكاميرات وتتحكم فيها القوة الخاصة 59 في الأسطول الخامس ومقرها في البحرين، وشكلت هذه القوة العام الماضي لتطوير قدرات المراقبة في هذه المنطقة بفضل المسيرات والذكاء الاصطناعي.

وأثبتت المسيرات الجوية المتطورة قدراتها، ومنها مسيرة Mantas T-12 المجهزة بشراع وأجنحة وأجهزة استشعار وكاميرات عدة. وهي مصممة لقضاء عام كامل في البحر لنقل البيانات عبر الأقمار الاصطناعية.

وتشغل شركة Saildrone ومقرها في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنا الأمريكية حوالي 100 مسيرة في العالم لحساب زبائن بينهم وزارة الدفاع الأمريكية ومعاهد مختصة بعلم المحيطات ومصالح أرصاد جوية ومجموعات تدرس مصائد الأسماك والتلوث.

وقالت الناطقة باسم الشركة سوزان راين “بعد مسح كامل لأنتاركتيكا في 2019 وبعد الإبحار في عين إعصار من الفئة الرابعة العام الماضي لم تعد هناك أي بيئة بحرية لا يمكن لمسيرتنا أن تعمل في إطارها”.

إيران كشفت عن وحدة بحرية للطائرات المسيّرة تتيح إطلاقها من سفن وغواصات (رويترز)

الأنشطة الإيرانية

وقال الناطق باسم الأسطول الخامس الكومندان تيم هوكينز لوكالة فرانس برس إن المسيرات في الخليج تجمع معلومات “لتحسين مراقبتنا للبحار المحيطة وتعزيز ردعنا الإقليمي”.

لكن التحركات الإيرانية هي على الأرجح الهدف الرئيسي.

وتقوم إيران بدوريات في المنطقة وقد اعترضت واحتجزت سفنا تجارية أجنبية وضايقت سفنا تابعة للبحرية الأمريكية في مواجهات متوترة عديدة في السنوات الأخيرة.

وتسعى البحرية الأمريكية إلى منع إيران من إرسال أسلحة بحرا إلى المتمردين الحوثيين في اليمن وجماعات أخرى، وتساعد كذلك على السهر على تطبيق العقوبات المفروضة على طهران.

وقال هوكينز إن الهدف الأساسي هو أخذ المعلومات التي تجمعها كل المسيرات على أنواعها جوا وبرا وبحرا وتحليلها بسرعة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويساعد الذكاء الاصطناعي على رصد التحركات غير الاعتيادية الواردة في البيانات التي جمعتها المسيرات والتي قد تفوت المراقبين من البشر، وأضاف “نحتاج إلى الذكاء الاصطناعي لرصد أمور تحتاج إلى انتباه أكبر”.

في العلن

وقال هوكينز إنه من غير الواضح لم قرر الإيرانيون فجأة بعد سنة من بدء البرنامج، محاولة اعتراض بعض هذه المسيرات، وأكد أن الولايات المتحدة تقوم بكل شيء في العلن.

وأعلن عن البرنامج في سبتمبر/أيلول الماضي، وفي فبراير/شباط نظم الأسطول الخامس المناورات البحرية الدولية 2022 بمشاركة 10 دول وأكثر من 80 مسيرة USV  لاختبارها في الخليج.

المصدر : الفرنسية