أمير قطر لمجلة لوبوان الفرنسية: القضية الفلسطينية هي الأهم.. وأسباب الربيع العربي ما زالت موجودة

أمير قطر في مقابلة صحفية مع مجلة لوبوان الفرنسية

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن الجذور العميقة المسببة للربيع العربي ما زالت موجودة بل تفاقمت، ومنها الفقر والبطالة والخريجون العاطلون عن العمل وغيرها، مضيفا “إذا لم نجد الحلول فستتكرر الأحداث التي أدت لها هذه الأسباب في المقام الأول”.

وتابع -في حوار مع مجلة (لوبوان) الفرنسية- أن الطريقة المثلى لتفادي الاضطرابات في المستقبل هي “تنفيذ الإصلاحات بشكل تدريجي وإعطاء شعوبنا أملا حقيقيا وليس مجرد كلمات”.

ولفت إلى تعهّد قطر بتعليم 10 ملايين طفل من غير الملتحقين بالمدارس، وإطلاق سلسلة من البرامج للمساعدة على تدريب أكثر من مليوني شاب وفتاة في العالم العربي وتأمين فرص عمل لهم. وضرب المثل بتجربة تأسيس مشاريع استفاد منها عشرات الآلاف في تونس.

وشدد أمير قطر على أهمية التعليم كركيزة أساسية وحل لكل الاضطرابات، وعلى أن التاريخ يؤكد أن الاستثمار في رأس المال البشري هو الأهم، وهي سياسة تتبعها قطر وتطبقها. وعن تجربته الشخصية أكد أنه من المهم إخراج الشباب من منطقة الراحة وتعليمهم العمل الدؤوب.

ورأى الشيخ تميم أن القضية الفلسطينية هي الأهم في منطقة الشرق الأوسط، وأن السلام لن يتحقق إذا لم يتم التوصل إلى حل لها. وقال “يتعين علينا أن نتوصل إلى تسوية سلمية من أجل الشعب الفلسطيني وأن نمنحه الأمل ونعيد له أرضه”.

وبشأن فتح دول قنوات تواصل مع النظام السوري، قال أمير قطر إنه يحق لكل دولة تحديد علاقاتها الخارجية، لكن جامعة الدول العربية قررت استبعاد سوريا لسبب وجيه، وهذا السبب ما زال موجودًا ولم يتغير.

وتابع “أنا مستعد للمشاركة في أي محادثات في حال كان لدينا عملية سلام حول مستقبل سوريا ومطالب شعبها، لكن هذا ليس هو الحال في هذه اللحظة. استقبلت دول أوربية اللاجئين بسخاء وأتفهم أن ذلك تسبب بالمشاكل”.

وأردف متسائلًا “لكن لماذا نقبل بأن يقوم قائد بارتكاب المجازر ضد شعبه وطرد ملايين اللاجئين من بلاده؟ هل هذا مقبول بالنسبة لنا كبشر؟ وماذا لو كنا نعرف أن هؤلاء اللاجئين سيأتون إلينا ما سيتسبب بالمشاكل؟”.

واستطرد “بدلًا من انتظار النيران لتصل إلى منازلنا، يتعين علينا أن نتصرف بجدية ونضع حدًّا للمشكلة من أساسها في سوريا، وينطبق الأمر ذاته على ليبيا. إذا لم نكن حذرين، سنواجه عواقب وخيمة”.

وتطرق الشيخ تميم خلال الحوار إلى سياسة قطر الخارجية التي تسعى إلى تقريب وجهات النظر المتباينة ولعب دور الوسيط في المنطقة وخارجها واعتماد “الحوار” لحل المشاكل كما حدث مؤخرًا في الملف الأفغاني، ولفت كذلك إلى الدور المهم الذي تلعبه دولة قطر في مجال الطاقة.

المصدر : الجزيرة مباشر