محادثات إسرائيلية أمريكية بشأن الحدود البحرية مع لبنان.. ومسؤول استخباري: تل أبيب قدمت تنازلات تجنبا للتصعيد

يتنازع لبنان وإسرائيل منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا

عَقد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، الثلاثاء، محادثات حول ملف الحدود المائية “الإسرائيلية اللبنانية”.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، والمدير العام لوزارة الخارجية ألون أوشفيتس، عقدا محادثات مع الوسيط الأمريكي في مفاوضات الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية، آموس هوكستين.

وأشارت إلى أن المحادثات عُقدت على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك التي وصل إليها رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، الثلاثاء، في زيارة تستمر حتى يوم الجمعة.

ونقلت هيئة البث، عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قوله إن المحادثات الإسرائيلية الأمريكية كانت “جيدة وبنّاءة”.

وكان المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد قال في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه، مساء الاثنين “تؤمن إسرائيل بأنه من الممكن، بل ويجب التوصل إلى اتفاق بشأن الخط البحري بين لبنان وإسرائيل، بما يخدم مصالح مواطني كلا البلدين”.

وأضاف “الاتفاق سيكون مفيدا للغاية وسيسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي”.

وتابع “إسرائيل تشكر الوسيط الأمريكي على عمله الدؤوب، الذي قام به في محاولة للتوصل إلى اتفاق”.

واستدرك “لا علاقة لاستخراج الغاز من منصة كاريش بالمفاوضات، حيث ستبدأ المنصة في استخراج الغاز دون تأخير حين يكون هذا الأمر ممكنا”.

ويقوم الوسيط الأمريكي آموس هوكستين برحلات مكوكية بين لبنان وإسرائيل في محاولة لجسر الفجوات بين الطرفين بشأن الحدود المائية.

لبنان اعتمد الخط 23 رسميًّا حدًّا لمنطقته الاقتصادية الخالصة واعتبر الخط 29 خطَّ تفاوض

تل أبيب قدمت تنازلات

في هذا السياق، اعتبر مسؤول عسكري إسرائيلي سابق، أن إسرائيل قدّمت ما اعتبر أنه تنازلات إلى لبنان، بهدف التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين درءًا للتصعيد.

وقال الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يادلين لإذاعة 103FM الإسرائيلية “إسرائيل تُبدي مرونة بشأن الحدود البحرية، لأننا لا نريد جيرانا ليس لديهم ما يخسرونه، لا نريد غزة في لبنان، إسرائيل لا تريد لبنان أن يغرق”، على حد تعبيره.

وأضاف “إسرائيل تخلت عن عدة نقاط لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الوضع الصعب الذي هم فيه”، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.

واعتبر يادلين أن “الذي يتدخل في إغلاق الملف هو زعيم حزب الله حسن نصر الله، وهذا مثال جيد جدا لمن يسيطر فعلا على لبنان سياسيا وعسكريا”.

وتبادل حزب الله وإسرائيل في الأسابيع الأخيرة، تهديدات بشأن ملف الحدود البحرية وحقول الغاز.

ومع ذلك، فقد أشار يادلين إلى أن على إسرائيل البدء في إنتاج الغاز من حقل كاريش، مضيفا “يمكنك الانتظار بضعة أيام، فلنعط الأمريكيين عدة أيام، بل أنا مستعد لأن عطيهم أسابيع، ولكن ليس أكثر من ذلك”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات