لبنان.. ارتفاع حصيلة ضحايا قارب الهجرة إلى 94 قتيلا والقبض على المتورط في التهريب

أعلنت الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية (حكومية)، السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا غرق قارب الهجرة اللبناني في المياه الإقليمية السورية إلى 94 قتيلا، وأن 19 ناجيًا لا يزالون يتلقّون العلاج في المستشفى.

وكانت السلطات اللبنانية قد أعلنت، الخميس الماضي، غرق مركب على متنه لبنانيون وغير لبنانيين، قبالة ساحل مدينة طرطوس في سوريا، بعدما انطلق من شمالي لبنان باتجاه سواحل أوربا.

ونقلت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية عن محمد خير الأمين العام للهيئة قوله إنه “تم العثور على 4 جثث إضافية ظهر السبت، ليرتفع العدد بذلك إلى 94 جثة منتشلة”.

ولفت إلى وجود “5 لبنانيين وفلسطينيين اثنين و12 سوريا من الناجين في مستشفى الباسل في طرطوس (بسوريا)، وسيُنقل اللبنانيون والفلسطينيون إلى شمال لبنان وفقًا لوضعهم الصحي”.

وهذا أسوأ حادث من نوعه يشهده لبنان حتى الآن إذ يدفع اليأس من الوضع الاقتصادي في البلاد كثيرين إلى ركوب قوارب متهالكة ومكتظة في أغلب الأحيان أملا في بلوغ أوربا.

وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن إسكندر عمار مدير الهيئة العامة في مستشفى الباسل الذي نقل إليه الضحايا في طرطوس، أنه تم إخراج 6 ناجين من المستشفى ولا يزال 14  يتلقون العلاج بينهم اثنان في العناية المركزة.

وأفاد الإعلام الرسمي السوري بأن ارتفاع العدد ناتج عن انتشال مزيد من الضحايا. ولا تزال عمليات البحث عن مفقودين مستمرة. وقد عُثر على غالبية الضحايا قبالة جزيرة أرواد وشواطئ طرطوس.

وشيعت عائلات في لبنان، الجمعة، ضحاياها، وتسلمت أخرى لبنانية وفلسطينية مساء جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي ليتم دفنهم، السبت.

عائلات في لبنان تسلمت جثث أقربائها عبر معبر العريضة الحدودي (غيتي)

وفي مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، شارك المئات في تشييع أحد الضحايا، وكان أقرباء يبكون حاملين نعشا رمزيا في شوارع المخيم.

جثمان أحد الضحايا خلال جنازته بعد عودة جثمانه في مخيم نهر البارد للاجئين (غيتي)

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن 10 أطفال لقوا مصرعهم في الحادثة وفق تقارير أولية.

واعتبرت في بيان أنه “كما هو الحال في العديد من الأماكن في المنطقة، يعيش الناس في لبنان في ظروف قاسية تؤثر في الجميع، ولكنها أكثر قسوة بشكل خاص على الأشخاص الأضعف”.

ولم تساهم التدابير التي اتخذتها القوى الأمنية اللبنانية في الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

وتُعلن الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية مرارًا عن إحباط محاولات هجرة غير شرعية خصوصًا من منطقتي طرابلس وعكار شمالًا، الأكثر فقرًا في لبنان.

وأعلن الجيش اللبناني، السبت، أنه أوقف الأربعاء شخصًا للاشتباه في تورطه في تهريب مهاجرين غير شرعيين عبر البحر، وقد “اعترف بالإعداد لعملية التهريب الأخيرة من لبنان إلى إيطاليا”.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في بيان “هذه مأساة مؤلمة أخرى”، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة الكاملة لـ”تحسين ظروف النازحين قسرًا والمجتمعات المضيفة في الشرق الأوسط”.

وأضاف في بيان مشترك مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الهجرة الدولية “الكثيرون يدفع بهم نحو حافة الهاوية”.

وقال المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة أنطونيو فيتورينو “لا يجدر بالأشخاص الباحثين عن الأمان أن يجدوا أنفسهم مضطرين لخوض رحلات هجرة محفوفة بالمخاطر ومميتة”.

واعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أنه “لا أحد يصعد على مراكب الموت بسهولة. يتخذ الأشخاص هذه القرارات الخطيرة، ويخاطرون بحياتهم بحثًا عن العيش بكرامة”.

وأضاف “علينا أن نفعل المزيد لمعالجة الشعور باليأس في لبنان والمنطقة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات