أوكرانيا تقول إنها لن تذعن للإنذارات الروسية وأوربا تهدد بالرد على استهداف أنابيب الغاز

يقول مسؤولون عينتهم روسيا إن ما بين 87% و99.2% صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا (رويترز)

قالت كييف، اليوم الأربعاء، إن التصويت الذي أجرته موسكو في 4 مناطق أوكرانية بشأن الانضمام لروسيا “باطل ولا قيمة له”، وإنها ستواصل جهودها لتحرير أراضيها التي استولت عليها القوات الروسية.

وحثت وزارة الخارجية الأوكرانية شركاءها الدوليين على فرض عقوبات جديدة صارمة على موسكو، وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية إلى كييف، وقالت الوزارة في بيان “أوكرانيا لن تذعن بتاتًا لأي إنذارات”.

وأضافت “إجبار الناس في هذه المناطق على ملء بعض الأوراق تحت تهديد السلاح جريمة أخرى تقترفها روسيا في سياق عدوانها على أوكرانيا”.

ووصفت الاستفتاءات التي نظمتها روسيا بأنها صورية، وقالت إنها بعيدة كل البعد عن التعبير عن الرأي، ولا تترتب عليها أي آثار بشأن “النظام الإداري الإقليمي والحدود المعترف بها دوليًّا” لأوكرانيا.

وجاء في البيان أن “أوكرانيا والمجتمع الدولي يدينان مثل هذه الأعمال التي تقوم بها روسيا، ويعدّانها باطلة ولا قيمة لها”.

وأكد أن “أوكرانيا تتمتع بكامل الحق في استعادة وحدة أراضيها بالسبل العسكرية والدبلوماسية، وستواصل تحرير الأراضي المحتلة. ولن تقبل أوكرانيا بتاتًا أي إنذارات روسية. ومحاولات موسكو لإنشاء خطوط فاصلة جديدة أو إضعاف الدعم الدولي لأوكرانيا محكوم عليها بالفشل”.

تأمل موسكو ضم 4 مناطق في الشرق والجنوب تشكل نحو 15% من أوكرانيا (رويترز)

وكان مسؤولون عينتهم موسكو في المناطق المحتلة بأوكرانيا قد أعلنوا تأييد أغلبية ساحقة للانضمام إلى روسيا بينما تخطط واشنطن لإصدار قرار في الأمم المتحدة يدين الاستفتاءات التي أُجريت هناك.

وقال مسؤولون أمريكيون، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تجهز أيضًا جولة جديدة من العقوبات على روسيا في حالة ضمها للأراضي الأوكرانية، إضافة إلى حزمة أسلحة بقيمة 1.1 مليار دولار لكييف سيُعلَن عنها قريبًا.

وأُجريت عمليات التصويت -التي تم ترتيبها على عجل- على مدار 5 أيام في 4 مناطق هي دونيتسك ولوهانسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، التي تشكل معًا نحو 15% من الأراضي الأوكرانية.

وتراوحت نتائج التصويت في المناطق الأربع بعد فرز جميع الأصوات يوم الثلاثاء بين 87% و99.2% لصالح الانضمام إلى روسيا، وذلك وفق ما أعلن مسؤولون عينتهم موسكو.

وقالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا بالبرلمان) إن المجلس قد يبحث ضم تلك المناطق في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

الاتحاد الأوربي يهدد

على صعيد أمن الطاقة، ذكرت قناة (إن تي في) الألمانية -نقلًا عن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي جوزيب بوريل- أن التكتل يعتقد أن سبب التسريب في خط أنابيب نورد ستريم للغاز عمل تخريبي على الأرجح، وهدد بالرد.

وأضاف بوريل في بيان نقلته القناة “أي تخريب متعمد لبنية الطاقة التحتية في أوربا غير مقبول بالمرة وسيواجَه برد فعل قوي وموحد”.

وقال بوريل، اليوم الأربعاء، إن الاتحاد سيكثف حماية البنية التحتية للطاقة في أعقاب حوادث تسرب الغاز. وذكر في بيان “تشير المعلومات المتاحة إلى أن هذه التسربات نتجت عن عمل متعمد”.

وتابع “سندعم أي تحقيق يهدف إلى استجلاء الحقيقة كاملة بخصوص ما حدث وسببه، وسنتخذ خطوات إضافية لزيادة مرونتنا في أمن الطاقة”.

 

من جانبه، وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)  ينس ستولتنبرغ، في تغريدة، التسريبات الثلاثة التي اكتُشفت في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 تحت بحر البلطيق بأنها أعمال “تخريبية”.

ونشر الأمين العام للناتو التغريدة بعد اجتماع في مقر الحلف العسكري الغربي في بروسكل مع وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف.

وقال ستولتنبرغ “ناقشنا التخريب في خطوط أنابيب نورد ستريم (على حد قوله)، وتناولنا حماية البنية التحتية المهمة في دول الناتو”.

وكتب بودسكوف في تغريدة قبل اجتماعه مع ستولتنبرغ “نعمل مع حلفائنا من أجل السلام والأمن الأوربيين”.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التزام الولايات المتحدة وحلفائها بأمن الطاقة في أوربا، بعد أن قالت ألمانيا والسويد والدنمارك إن هجمات أدت إلى تسريبات كبيرة من خطي أنابيب روسيين للغاز، ولم يُعرف بعد من قد يكون وراء التسريبات.

 

روسيا ترد

وردًّا على الاتهامات الغربية، قال الكرملين اليوم الأربعاء “المزاعم التي اتهمت روسيا بأنها مسؤولة بشكل ما عن الهجوم الذي استهدف خطي أنابيب نورد ستريم حمقاء”، مضيفًا أن موسكو شهدت زيادة حادة في أرباح الشركات الأمريكية التي تورّد الغاز إلى أوربا.

وخلال مؤتمر صحفي يومي، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه من الضروري التحقيق في الحادث، مشيرًا إلى أن الإطار الزمني لإصلاح التلف في خطوط الأنابيب لم يتضح.

المصدر : وكالات