لم يشكّلوا أي خطر.. منظمة إسرائيلية توثّق قتل الاحتلال 19 فلسطينيا خلال شهر (فيديو)

الشهيد مفيد اخليل والشهيدان الشقيقان، جواد وظافر الريماوي الذين استشهدوا يوم 29 نوفمبر (مواقع التواصل)

وثّقت منظمة (بتسيلم) الحقوقية الإسرائيلية، مقتل 19 فلسطينيًّا -بينهم 5 قاصرين- في الضفة الغربية برصاص قوات الاحتلال خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ووفق التحقيقات التي أجرتها المنظمة الإسرائيلية، تبيّن أن جنود وأفراد شرطة الاحتلال يطلقون النار بشكل روتيني على الفلسطينيين ويقتلونهم ولو لم يشكلوا خطرًا على حياتهم.

ويستخدم نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي العنف ضد الفلسطينيين لترسيخ التفوق اليهودي عليهم، وفق بتسيلم.

وقالت بتسيلم إنه “لن يحاسَب أحد على الأرواح التي أزهقت دون مبرر، لا الجنود وأفراد الشرطة الذين ضغطوا على الزناد ولا الضباط الذين أمروهم بالتصرف ولا المستشارون القانونيون الذين صادقوا على سياسة إطلاق النار ولا كبار العسكريين والسياسيين الذين يطبقون مبادئ هذا النظام يوميًّا”.

وأوردت المنظمة الإسرائيلية نماذج من حالات القتل التي قامت بها قوات الاحتلال خارج نطاق القانون.

استشهاد طفلة (14 عامًا)

في يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قرابة الساعة 4:00 فجرًا، وصل عشرات الجنود إلى بلدة بيتونيا المجاورة لرام الله واعتقلوا أحد السكان وقيدوا يديه خلف ظهره واقتادوه إلى أسفل المبنى المقابل لمنزله.

في الوقت ذاته، مرت في الشارع سيارة كان يقودها أنس حسونة (26 عامًا)، وكانت تجلس بجانبه فلة ملوح (14 عامًا)، وهي طفلة تعاني من التوحُّد.

أطلق الجنود الذين كانوا يحرسون المعتقل وجنود آخرون كانوا يقفون على مسافة أبعد في الشارع النار على السيارة فقتلوا فلة وأصابوا أنس حسونة.

الشهيدة فلة ملوح (14 عاما)، كانت تعاني من التوحُّد

إطلاق النار على رأس مفيد اخليل

في يوم 28 من الشهر ذاته، وحوالي الساعة 22:30، دخلتْ إلى أحد أزقة بلدة بيت أُمَّر سيارة جيب عسكرية، وقام الشبان الذين وصلوا إلى المكان بإلقاء الحجارة عليها.

أطلق الجنود من داخل سيارة الجيب النيران الحية في الهواء وعلى الشبان. وبعد ذلك بوقت قصير، وصل عشرات الجنود وأفراد من شرطة حرس الحدود إلى المنطقة في نحو 20 مركبة عسكرية، وأطلقوا قنابل الغاز.

ألقى الشبان الحجارة عليهم أيضًا، فرد أفراد القوّات -وقد صعد عدد منهم إلى أسطح بعض المباني- بإطلاق النيران الحية والرصاص “المطاطي”.

كان مفيد اخليل (44 عامًا) يوثق ما يجري بواسطة هاتفه ويبث التوثيق على الفيسبوك، من أحد الأزقّة عندما أطلق الجنود الذين يعتلون السطح النار على رأسه فأردوه قتيلًا.

لم يشكل خطرا على أحد

في اليوم التالي قرابة الساعة 15:30، وصل جنود ومندوبون من الإدارة المدنية إلى منطقة القبة شرقي قرية المغير في محافظة رام الله وسلموا أوامر بوقف العمل في 3 مبان.

قام نحو 10 فتيان بإلقاء الحجارة نحوهم فأطلقت القوات صوبهم الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والنيران الحية ثم غادرت المنطقة متجهة نحو القرية.

في موازاة ذلك، سدّ نحو 20 شابًّا، بالإطارات والصخور، طريقا ترابيا يؤدي إلى خارج القرية كانت القوات تتقدم نحوه. ألقى الجنود عليهم قنبلة صوتية ثم اتجهوا نحو الطريق الترابي، إلا أنهم اضطروا إلى العودة على أعقابهم لأنه كان مسدودًا.

قام الشبان بإلقاء الحجارة باتجاههم مرة أخرى ثم فروا من المكان، وكان رائد نعسان (21 عاما)، بين الشبان، ويقف عند بوابة منزله.

نزل أحد الجنود من سيارة الجيب الأولى وأطلق رصاصتين نحوه، فر نعسان بعد الطلقة الأولى، إلا أن الرصاصة الثانية أصابته في صدره.

تمكن رائد من الركض بضع عشرات من الأمتار ثم انهار ونقل إلى المستشفى وهناك استشهد بعد عدة ساعات، وادعى بيان لجيش الاحتلال أن نعسان أصيب بعد أن ألقى زجاجة حارقة على الجنود.

غير أن تحقيق بتسيلم الميداني وتوثيق الفيديو للحادثة يوضحان أنه لا علاقة لهذا الادعاء بالواقع؛ فلم يقم أحد بإلقاء قنابل حارقة على الجنود، وقد أصيب نعسان لدى فراره من المكان.

المصدر : الجزيرة مباشر + بتسيلم