في ذكرى ثورة تونس.. مظاهرات حاشدة تطالب برحيل سعيّد واتحاد الشغل يستعد لـ”معركة وطنية” (فيديو)

خرج آلاف من ممثلي أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني في تونس إلى شوارع العاصمة، اليوم السبت، لإحياء ذكرى الثورة في مسيرات شابتها احتجاجات قوية ضد سياسات الرئيس قيس سعيد.

كما دعا الاتحاد العام التونسي للشغل -أكبر نقابة عمالية في البلاد- إلى الاستعداد لما سماه “معركة وطنية من أجل إنقاذ تونس”، معلنًا تنفيذ تحركات نقابية قطاعية في الأيام القادمة من أجل مطالب اجتماعية.

وأكد نور الدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل، خلال ندوة اليوم، على حق الجميع في التظاهر وأن ما سماه “المد الشعبوي” غير قادر على التقدم في تونس، وأنه لا بد من خيار ثالث و”لا للعبث بالبلاد”، وفق تعبيره.

“الشعب يريد إسقاط النظام”

ومن بين منظمات المجتمع المدني التي شاركت في الاحتجاجات نقابة الصحفيين والهيئة الوطنيّة للدفاع عن حقوق الإنسان وجمعية النساء الديمقراطيات والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وفي شارع الحبيب بورقيبة ردد متظاهرون من أنصار جبهة الخلاص الوطني -أكبر تجمع للمعارضة- شعار “الشعب يريد إسقاط النظام”، الذي أطلقه المحتجون في ذروة الانتفاضة ضد حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي في 2010.

وقال رئيس الجبهة نجيب الشابي إن أنصار الجبهة خرجوا للتظاهر من أجل استعادة الثورة والديمقراطية، وإن تضحياتهم لن تذهب سدى وأنهم مستعدون لتحمل النتائج.

وأكد الشابي أن الدولة هي التي تتحمل مسؤولية الغلاء وارتفاع الأسعار، وأن خلاص تونس سيتحقق برحيل قيس سعيد.

“ارحل”

وردد المتظاهرون في الشارع “ارحل” في إشارة إلى الرئيس سعيد الذي يتهمه خصومه باحتكار السلطات والتأسيس لحكم فردي بعد إعلانه تدابير استثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021 وحله البرلمان المنتخب في 2019 وإلغائه دستور 2014.

وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي إن قوات الأمن منعت محتجين من سوسة وصفاقس من الوصول إلى العاصمة والمشاركة في المظاهرات التي تنظمها قوى سياسية ومدنية.

وأكد الطريفي أنه تم منع قطار على متنه محتجون بحجة عطب فني من قبل قوات الأمن في صفاقس، كما منعت حافلة تقل محتجين قادمة من سوسة في اتجاه العاصمة حسب تصريحاته صباح اليوم السبت.

التصدي للمحتجين

ونقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور تمنع محتجين من بنزرت والمهدية من الذهاب إلى العاصمة للمشاركة في المظاهرات.

كما قالت رئيسة الحزب الدستوري الحر إن قوات الأمن منعت المحتجين من استعمال القطار الرابط بين وسط العاصمة والضاحية الشمالية للوصول إلى قرطاج قرب القصر الرئاسي والمشاركة في مسيرة كانت مقررة هناك.

ومنعت قوات الأمن أنصار الحزب الدستوري الحر من التوجه بمسيرة إلى القصر الرئاسي.

وتعيش تونس منذ 25 يوليو/ تموز 2021 على وقع سلسلة من الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس سعيد، من بينها حل البرلمان ومجلس القضاء وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وتمرير دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة الشهر الماضي شارك فيها 11.2% فقط من الناخبين.

وكان سعيد قد ألغى تاريخ 14 يناير/ كانون الثاني من أجندة العطلات الرسمية وأبقى على تاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول باعتباره تاريخًا لاندلاع الثورة التي أطاحت بالحكم الاستبدادي للرئيس الراحل زين العابدين بن علي. لكن المعارضة رفضت هذا القرار وأعلنت تمسكها بالتاريخ الرمز.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات