هولندا وبريطانيا تمدان كييف بالأسلحة.. ونيويورك تايمز: أمريكا أرسلت ذخيرة مخزنة في إسرائيل إلى أوكرانيا

الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته (رويترز)

أفادت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة أرسلت مخزونًا من الذخيرة كانت بحوزة إسرائيل لتستخدمه أوكرانيا في الحرب التي شنتها روسيا.

وقالت الصحيفة إن القرار اتُّخذ، العام الماضي، في عهد رئيس الوزراء حينئذ يائير لابيد.

وأكد مسؤول إسرائيلي -للصحيفة الأمريكية- صحة التقرير قائلًا إن لابيد وافق على ذلك رغم أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى مثل تلك الموافقة بشكل رسمي.

وبينما نددت إسرائيل بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، فقد قصرت مساعدتها لكييف على المساعدات الإنسانية والمعدات الواقية، واستبعدت التوريد المباشر للأسلحة.

وعلى مدى عقود، خزنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) ذخائر في إسرائيل لتُستخدم في إعادة الإمداد الطارئة في حالة الحرب، أو لتسليمها إلى حلفاء آخرين للولايات المتحدة.

وبحسب نيويورك تايمز، فالذخيرة الأمريكية المنقولة من إسرائيل إلى أوكرانيا هي نحو 300 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 مليمترًا، وهو نوع تستخدمه كييف بوتيرة كبيرة.

وقال ديفيد إيفري، وهو مدير عام سابق بوزارة الدفاع الإسرائيلية وجنرال سابق بالقوات الجوية، لوكالة رويترز إنه على الرغم من أن هذه الإمدادات في إسرائيل “فإن الأمريكيين لا يحتاجون إلى إذننا لنقلها. هذه ممتلكات أمريكية”.

هولندا تزود أوكرانيا بأنظمة باتريوت

من ناحية أخرى، أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الثلاثاء، عزمه تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي صاروخي متطورة من طراز باتريوت، منددًا بالقصف الروسي “المروع” الذي استهدف مبنى سكنيًّا في دنيبرو.

وقال روته للرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقاء في البيت الأبيض “لدينا النية للانضمام إلى ما تقومون به مع ألمانيا في مشروع نظام الدفاع الجوي باتريوت”.

وأعلنت ألمانيا، في 5 يناير/كانون الثاني، أنها ستحذو حذو الولايات المتحدة في إرسال نظام بطارية باتريوت إلى أوكرانيا.

من جانبه، أشاد بايدن بإسهام هولندا في التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، قائلًا إن “روسيا تواصل العمل بطرق غير معقولة”.

واجب أخلاقي

وأكدت بريطانيا، الثلاثاء، أن قرارها تزويد أوكرانيا بالدبابات لدعم جهود كييف الحربية ضد روسيا هو “واجب أخلاقي”.

ورأى وزير الخارجية جيمس كليفرلي، خلال زيارة لواشنطن، أن بريطانيا بكونها أول دولة توافق على طلب كييف تزويدها بدبابات غربية إنما تبعث برسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن “ما على بوتين أن يفهمه هو أنه سيكون لدينا الثبات الاستراتيجي للبقاء الى جانبهم حتى تنفيذ المهمة، وأفضل ما بإمكانه أن يفعله لحفظ حياة جنوده هو الإدراك بأننا سندعم الأوكرانيين حتى تحقيق النصر”.

وحذّر “كل هذا يكلف الكثير من الأرواح وأكثر بكثير من حيث المال إذا سمحنا لهذه الحرب بأن تكون حرب استنزاف طويلة”.

وتابع “هناك أكياس جثث عائدة من الجبهة لروس وكذلك لأوكرانيين. لذا، فإن الواجب الأخلاقي هو وضع نهاية لهذا”.

وزير الخارجية البريطانية جيمس كليفرلي (رويترز)

وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قد أعلن، السبت، أن حكومته ستسلّم “خلال الأسابيع المقبلة” 14 دبابة من طراز (تشالنجر 2) لأوكرانيا.

وزودت دول أوربية كييف في السابق بدبابات سوفيتية مطورة، بينما تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا بتقديم دبابات خفيفة، مع إرسال واشنطن مدرعات من طراز برادلي.

وبرر كليفرلي قرار بلاده إرسال دبابات إلى أوكرانيا لمساعدتها على “صد” الروس في شرقي البلاد وجنوبها، وهي المناطق التي حاولت روسيا الاستيلاء عليها منذ بدء غزوها قبل نحو 11 شهرًا.

وقال كليفرلي “إذا كان بوتين يعتقد أن العالم سوف يسلّم بتعب أوكرانيا ويفقد الإرادة لمقاومة طموحاته، فإن هذا سيكون سوءَ تقدير هائلًا آخر من جانبه”.

لم تعد ذات جدوى

من جانبه، رأى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، أمس الثلاثاء، أن حرب روسيا على أوكرانيا أظهرت أنه لم يعد هناك مبرر لبقاء كييف خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو)، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة التي طالما سعت إليها أوكرانيا.

وكان كيسنجر (99 عامًا) الذي يُعَد من أتباع الواقعية السياسية، قد دعا قبل أشهر إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا حتى لو انطوى ذلك على التسليم ببعض المكاسب العسكرية لروسيا.

ورأى وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، خلال مشاركة له عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو ستكون “نتيجة ملائمة”.

وقال “قبل هذه الحرب، كنت معارضًا لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي، لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط في العملية التي نشهدها الآن”.

وأضاف “الآن، وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد ذات جدوى”.

وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر خلال مشاركة عبر الفيديو في منتدى دافوس (رويترز)

وحذّر كيسنجر، في مقال نُشر الشهر الماضي بمجلة “ذا سبكتايتر” البريطانية المحافظة، من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع عام 1914 عندما انزلقت القوى الكبرى دون قصد إلى حرب عالمية.

ودعا في مقالته إلى وقف لإطلاق النار تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل الحرب ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرقي أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مع إخضاع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة.

وفي دافوس، أشار كيسنجر الى أنه من المهم “منع الحرب من أن تصبح حربًا ضد روسيا نفسها”، وأيضًا “إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجددًا إلى النظام الدولي”.

وبينما أقر كيسنجر بأن دولًا كانت تسيطر عليها موسكو فيما مضى ستكون مترددة حيال اقتراح كهذا، إلا أنه شدد على أهمية تجنب عدم الاستقرار في هذه الدولة الكبرى النووية.

وأشار إلى أن عملية دبلوماسية قد تساعد روسيا على “إعادة تقييم موقعها التاريخي الذي كان مزيجًا من الانجذاب إلى ثقافة أوربا والخشية من هيمنتها”.

المصدر : وكالات