اشتداد المعارك جنوبي أوكرانيا.. زيلينسكي يطالب بمزيد من الدبابات ويسخر من المستشار الألماني

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حث الحلفاء المجتمعين في ألمانيا على تسريع إرسال شحنات أسلحة ثقيلة إلى بلاده (رويترز)

أعلنت روسيا، اليوم الجمعة، عن “زيادة حدة” المعارك في زابوريجيا جنوبي أوكرانيا حيث تجري مواجهات “على طول خط الجبهة” في المنطقة.

وأفاد فلاديمير روغوف أحد قادة السلطات الروسية التي شكلتها موسكو في زابوريجيا بأن “حدّة الأعمال العسكرية ازدادت بشدّة”، وأضاف “لم يحصل ذلك من قبل”.

وأكد الجيش الروسي أنه احتل قرية لوبكوفيه الصغيرة الواقعة قرب نهر دنيبرو على مسافة أكثر من 60 كيلو مترًا جنوب شرق زابوريجيا.

وأعلن الجيش الأوكراني أن “أكثر من 20 بلدة” في زابوريجيا أصيبت، الخميس “بطلقات دبابات وهاون ومدفعية” روسية.

والجمعة، أعلن الجيش الروسي السيطرة على كليشتشيفكا، البلدة الصغيرة إلى جنوب مدينة باخموت (شرق) التي باتت مركزًا للمعارك.

وتقع كليشتشيفكا التي كان يبلغ عدد سكانها 500 نسمة قبل الحرب، على أقل من 10 كيلومترات جنوب غرب باخموت التي تركز القوات الروسية هجومها في المنطقة عليها منذ أشهر عدة.

وبعد أيام من إعلان موسكو السيطرة على سوليدار شمال شرق باخموت، وهو ما تنفيه كييف، فإن الاستيلاء على كليشتشيفكا سيشير إلى أن روسيا تسعى لمحاصرة باخموت بعدما حاولت شن هجوم فاشل عليها من الشرق.

الدبابات لوقف “الشر”

بدوره، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء المجتمعين في ألمانيا على تسريع إرسال شحنات أسلحة ثقيلة إلى بلاده لا سيما دبابات وصواريخ طويلة المدى، دعمًا لكييف في معاركها الحاسمة المقبلة ضد روسيا.

وأكد زيلينسكي عبر الفيديو في افتتاح اجتماع الأطراف الداعمة لأوكرانيا، الجمعة، في قاعدة رامشتاين الجوية الأمريكية جنوب غربي ألمانيا “في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر”.

وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس مع نظيره الأمريكي لويد أوستن والأوكراني أوليكسي ريزنيكوف (رويترز)

مرحلة حاسمة

وفي افتتاح الاجتماع برامشتاين، دعا وزير الدفاع ألأمريكي لويد أوستن إلى زيادة المساعدة العسكرية المقدمة لكييف.

وقال “علينا أن نبذل مجهودًا أكبر إذ أن المرحلة حاسمة في أوكرانيا. أعين الشعب الأوكراني شاخصة إلينا وأعين الكرملين والتاريخ أيضًا”.

ومساء الخميس، أعلنت الولايات المتحدة عن شريحة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بقيمة 2.5 مليار دولار تشمل خصوصًا مئات المركبات المدرّعة من أنواع مختلفة، لكنّها لا تضمّ دبّابات ثقيلة من طراز أبرامز.

وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفّحة من طراز برادلي ستُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا النوع، فضلًا عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر “ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين” حسبما قال البنتاغون في بيان.

كما سيسلّم الجيش الأمريكي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998.

وبذلك، يصل إجمالي المساعدات العسكريّة الأمريكيّة لأوكرانيا إلى 26.7 مليار دولار منذ بداية الحرب.

الجيش الأمريكي سيسلم أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) (غيتي)

غير أنّ هذه الشريحة الجديدة لا تشمل أيّ دبّابات ثقيلة مثل دبّابة “أبرامز” التي لم تعلن الولايات المتحدة حتّى الآن استعدادها لتزويد كييف بها، مبرّرةً هذا الرفض بمسائل تتعلّق بالصيانة والتدريب.

وتعهّدت بريطانيا تزويد أوكرانيا 600 صاروخ إضافي من طراز برايمستون، فيما وعدت الدنمارك بتزويدها 19 مدفع قيصر فرنسي الصنع، والسويد بمدافع آرتشر.

ويبلغ مدى هذه المنظومات كلها عشرات الكيلومترات، لكنّ أوكرانيا تطالب بالمزيد.

وكانت لندن تعهّدت بإرسال 14 دبّابة ثقيلة من طراز تشالنجر 2 إلى كييف، وأبدت بولندا استعدادها لإرسال 14 دبّابة ليوبارد 2 ألمانيّة الصنع، وهو ما يقلّ كثيرًا عن مئات الدبابات التي تقول أوكرانيا إنّها تحتاج إليها لشنّ هجمات.

دبّابة “أبرامز” التي لم تعلن الولايات المتحدة حتّى الآن استعدادها لتزويد كييف بها (غيتي)

التوقّف عن الارتجاف

وسخر زيلينسكي ممّن يقولون “سنسلّمكم الدبّابات إذا قام طرف آخر بذلك”، في إشارة واضحة إلى المستشار الألماني أولاف شولتس الذي أبلغ أعضاء في الكونغرس الأمريكي في دافوس أنّ بلاده لن تزوّد أوكرانيا دبّابات ثقيلة إلا إذا فعلت الولايات المتحدة ذلك، وفق ما قال مسؤول أمريكي كبير.

وكتب مستشار الرئاسة الأوكرانيّة ميخايلو بودولياك على تويتر “حان وقت التوقّف عن الارتجاف أمام بوتين واجتياز المرحلة الأخيرة”.

لكن الحكومة الألمانية ذكرت، الجمعة، أن تسليم دبابات ليوبارد 2 لا يعتمد على تسليم دبابات إم 1 أبرامز من الولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن هيبشترايت “لم يكن هناك في أي وقت رابط أو طلب، يجب أن يحدث أحدهما، حتى يمكن أن يحدث الآخر”.

وأضاف المتحدث “أجد أن من الصعب تخيل أن مستشارًا ألمانيًا يملي أي شروط، أو يقدم أي طلبات لرئيس أمريكي”.

غير أنه أكد مجددًا أن العمل المنسق مع الولايات المتحدة، مهم للحكومة الألمانية.

المستشار الألماني أولاف شولتز يخفض رأسه وهو يمشي أمام دبابة قتال رئيسية من طراز ليوبارد 2 (غيتي)

بدروه، أعلن وزير الدفاع الألماني أن أي قرار لم يتخذ حتى الآن حول احتمال تسليم كييف دبابات ليوبارد.

وقال بوريس بيستوريوس في مؤتمر صحفي إن المسألة “نوقشت” بين حلفاء أوكرانيا المجتمعين في رامشتاين، لكن “لم يتم اتخاذ أي قرار”.

وأضاف “لا يمكن أن نقول متى (سيتم اتخاذ قرار)، وما سيكون عليه القرار في شأن دبابات ليوبارد”.

وتابع “لسنا مترددين، نقيّم فقط الإيجابيات والسلبيات، من مسؤوليتنا التفكير بانتباه في التداعيات بالنسبة إلى جميع أطراف النزاع”.

وأكد أن “الانطباع” السائد لجهة أن ألمانيا ترفض وحدها تسليم الدبابات لكييف هو انطباع “خاطئ”.

وأضاف “حلفاء كثر يشاطرون (برلين) الرأي”، معتبرًا أن “هناك أسبابًا وجيهة لتأييد تسليم (الدبابات) وأسبابًا وجيهة لرفض” هذا الأمر.

وتؤكد السلطات الأوكرانية أنها بحاجة إلى صواريخ يزيد مداها عن 100 كيلومتر لضرب سلسلة الإمدادات اللوجستية الروسية، ولا سيما مخازن الذخيرة.

لكنّ الغربيّين يخشون رغم التطمينات الأوكرانية، من احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم في ضرب عمق الأراضي الروسيّة والقواعد الجوّية والبحريّة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات