إيران تتوعد بإدراج الجيوش الأوربية على قائمة الإرهاب.. ما السبب؟

قادة الحرس الثوري خلال مناورة عسكرية للقوات البرية (رويترز)

حذّرت إيران من الرد بالمثل على تصويت البرلمان الأوربي لإدراج الحرس الثوري على القائمة السوداء للمنظمات “الإرهابية” والدعوة لفرض عقوبات عليه، وفق ما أكد وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد.

وكتب عبد اللهيان على تويتر أن مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني “يعتزم وضع أطراف من جيوش الدول الأوربية على قائمة الإرهاب”.

وشدد في جلسة مغلقة شارك فيها مع قائد الحرس اللواء حسين سلامي على أن “الرد سيكون بالمثل” مكررًا أن “البرلمان الأوربي أطلق النار على نفسه” بالتصويت ضد الحرس.

وقال سلامي “لا نقلق أبدًا بشأن مثل هذه التهديدات، أو حتى تنفيذها، لأن ذلك يجعلنا أقوى وأكثر نشاطًا، إلا أننا ننصح الأوربيين ألا يكرروا أخطاءهم”، حسب وكالة “مهر” المحلية.

وأوضح سلامي “لولا جهود الحرس الثوري الإيراني لكانت موجة الإرهاب التي أنشأها الأمريكيون قد امتدت إلى أوربا، وكانت ستدمر الأمن الذي يتمتع اليوم به”.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين دعمها لإدراج الحرس الثوري الإيراني على القائمة السوداء الأسبوع الماضي، بعد أن قال مسؤولون كبار في فرنسا وبريطانيا وألمانيا إنهم يفكرون في هذه الخطوة.

الجيوش الأوربية “إرهابية”

بدروه، قال رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف إن إيران سترد على أي خطوة من شأنها معاقبة الحرس الثوري. وأضاف أنه كجزء من الرد، سيتم اعتبار الجيوش الأوربية المنتشرة في المنطقة “جماعات إرهابية”، فيما حث الدول الغربية على “عدم إغلاق نافذة الدبلوماسية”.

والأربعاء الماضي، صوّت البرلمان الأوربي بأغلبية ساحقة لصالح توصية الدول الأعضاء في الاتحاد بوضع الحرس الثوري الإيراني على “قائمة الإرهاب”، ردًا على ما سماه “القمع الوحشي” للاحتجاجات، وتزويد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

وتؤكد إيران أن تصنيف قوة النخبة “منظمة إرهابية” سيكون خطوة “غير قانونية تمامًا” لأنها الفرع العسكري الرسمي للحكومة الإيرانية.

الحرس الثوري الإيراني
عناصر من الحرس الثوري الإيراني (الأوربية)

انسحاب

وردًا على سؤال من الصحفيين بشأن احتمال أن تنسحب إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أو تقوم بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من منشآتها النووية، ردًا على خطوة الاتحاد الأوربي، أشار عبد اللهيان إلى أن الخيارات كلها قد تكون مطروحة.

وأضاف عبد اللهيان “إذا لم يتحرك الأوربيون بعقلانية ولم يصححوا مواقفهم، فإن أي رد محتمل من جانب إيران وارد”، وفق ما نقلت عنه وكالة “إرنا” الرسمية.

وزير الخارجية الإيراني (يسار) مع منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي أثناء محادثات إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 (غيتي – أرشيفية)

وإيران من الدول التي وقّعت معاهدة عدم الانتشار منذ دخولها حيز التنفيذ في 1970، ودائمًا ما تنفي سعيها لتطوير سلاح ذرّي، على رغم الاتهامات من بعض الأطراف الغربيين بذلك.

وشكّل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية ملف توتر بينها وبين دول الغرب، إلى أن أبرمت طهران و6 قوى دولية اتفاقًا بهذا الشأن في 2015.

إلا أن الاتفاق الذي أتاح رفع عقوبات عن طهران لقاء خفض أنشطتها النووية، بات في حكم اللاغي مذ انسحبت الولايات المتحدة منه في 2018، وأعادت فرض عقوبات على إيران، ما دفع الأخيرة لبدء التراجع تدريجيًا عن غالبية التزاماتها الأساسية.

ومنذ أبريل/نيسان 2021، خاضت إيران والقوى الكبرى مباحثات لإحياء الاتفاق، إلا أنها متعثرة منذ أشهر.

ترمب انسحب من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات على إيران (غيتي)

وسبق للولايات المتحدة أن أدرجت الحرس الثوري على قائمة المنظمات “الإرهابية” عام 2019. وأوربيًا، يعود هذا الإجراء المعقّد قانونيًا إلى المجلس الأوربي، المخول الوحيد تطبيق العقوبات.

ونشأ الحرس بُعيد العام 1979، قوة عسكرية عقدية مهمتها الأساسية حفظ الثورة الإسلامية في إيران، وتوسّع دوره على مدى العقود الماضية بشكل جعل منه لاعبًا أساسيًا في السياسة والاقتصاد.

ويعد الحرس من القوات المسلحة الإيرانية، لكنه يتمتع بقوات ذاتية متخصصة برية وبحرية وجو فضائية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات