إسرائيل تعتزم توزيع آلاف الأسلحة على المستوطنين.. وتحذيرات من انتفاضة فلسطينية ثالثة
قالت قناة كان الإسرائيلية (رسمية) إن المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت) سيبحث الليلة فرض قيود كبيرة على الفلسطينيين، تتضمن طرد عائلات مُنفذي العمليات، والدفع نحو توزيع آلاف الأسلحة على المستوطنين الإسرائيليين.
وأضافت القناة التابعة لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن “الكابينت سيبحث مساء اليوم تعزيز قوات الشرطة في جميع أنحاء إسرائيل، وإغلاقا فوريا لمنازل مُنفذي العمليات الفلسطينيين، وهو الإجراء الذي سيُتخذ لأول مرة”.
كما سيبحث الكابينت “اعتقال أقرباء مُنفذي العمليات والمقربين منهم، واستعجال تخصيص موازنة لتوزيع الآلاف من قطع الأسلحة على الإسرائيليين، ودفع مشروع قانون طرد عائلات مُنفذي العمليات”، حسب المصدر ذاته.
وفي وقت سابق اليوم، أصيب إسرائيليان بجروح وُصفت بالخطيرة بينهما ضابط بالجيش، عندما أطلق الطفل الفلسطيني محمد عليوات (13 عاما) النار على مجموعة من المستوطنين بحي سلوان في البلدة القديمة من القدس الشرقية، وفق الرواية الإسرائيلية.
ومساء الجمعة، قُتل 7 إسرائيليين على الأقل وأصيب آخرون بإطلاق نار في مستوطنة النبي يعقوب شمال مدينة القدس، بالإضافة إلى استشهاد مُنفذ العملية.
ووقعت العملية التي نفذها الفلسطيني خيري علقم (21 عاما) غداة استشهاد 10 فلسطينيين، الخميس، قضى 9 منهم في ما وصفته إسرائيل بأنه عملية “لمكافحة الارهاب” في مخيم جنين للاجئين بالضفة الغربية، وتوعدت الفصائل الفلسطينية بالرد.
في سياق متصل، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب، في تقييم أمني عقده في وقت متأخر الجمعة، فحص مسألة الإغلاق الفوري لمنازل مُنفذي العمليات، بهدف تعزيز “الردع” الإسرائيلي.
وأضافت “في الوقت نفسه، تقرر قبل اجتماع الكابينت الذي سيُجرى في مقر جهاز الأمن العام (الشاباك) بشمال تل أبيب، دفع وتسريع منح التراخيص والميزانيات لشراء آلاف الأسلحة للمدنيين بهدف تسريع التعامل مع مُنفذي العمليات”.
وتابعت الصحيفة أن نتنياهو وجّه بدفع مشروع قانون لترحيل عائلات مُنفذي العمليات، بما في ذلك سكان القدس الشرقية.
انتفاضة فلسطينية ثالثة
في الوقت ذاته، حذرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” من إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة حال قرر المجلس الوزاري الأمني (كابينت) تنفيذ عملية عسكرية كبرى بمدن الضفة الغربية.
وقال المعلق العسكري بالصحيفة رون بن يشاي في تحليل بعنوان “الاختبار الكبير للكابينت اليميني” إن “عملية النبي يعقوب هي بلا شك عمل انتقامي”، ردا على العملية العسكرية في جنين التي وصفتها السلطة الفلسطينية بـ”المجزرة”.
وأضاف أن على إسرائيل أن تمنع على الفور المزيد من العمليات مثل “هجوم النبي يعقوب وكذلك الأعمال الانتقامية من اليهود المتطرفين في القدس”.
مترجم| تغطية صحفية: "ترجل من السيارة ولاحق المستوطنين برصاص المسدس في عدة أماكن.. عـــمــلية بيت حنينا خطوة بخطوة". pic.twitter.com/r3w9At2MAu
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 28, 2023
ورأى بن يشاي أن ذلك يمكن من خلال “إغراق المنطقة بالقوات الإسرائيلية” مع تجنب تنفيذ عمليات عسكرية كبرى داخل المدن الفلسطينية في الوقت الراهن.
وقال إن الأحداث في جنين والقدس على مدى اليومين الماضيين “يمكنها رفع مستوى العنف الشديد، الذي تم احتواؤه نسبيا في الأشهر الأخيرة، إلى انتفاضة حقيقية يشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ومتطرفون يهود”.
وشدد على أن المهمة الرئيسية لقوات الأمن الإسرائيلية ستكون منع مثل هذا التصعيد.
وأضاف أنه في مواجهة “الذئاب المنفردة” (يقصد الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات من تلقاء أنفسهم دون أي انتماء تنظيمي أو سياسي) “ليس من المتوقع أن تسفر عملية كبرى في المدن الفلسطينية أو في أحياء القدس الشرقية عن نتائج مهمة، وقد تؤدي فقط إلى إذكاء النيران وصولا إلى انتفاضة”.
שירות בתי הסוהר העניש עשרות אסירים ביטחוניים בבידוד כענישה בגין גילויי שמחה לאחר הפיגוע אמש.
כל האסירים המעורבים נענשו בבידוד ובמספר יחידות נערכו פריצות לאגפים וחיפושים כלליים.— יוסי יהושוע – Yossi Yehoshua (@YehoshuaYosi) January 28, 2023
رد على أحداث جنين
واعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية أن عمليتي إطلاق النار في مدينة القدس جاءتا “ردا” على استشهاد 9 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية.
جاء ذلك في بيانات أصدرتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السبت، عقب الإعلان عن عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة في حي سلوان بمدينة القدس الشرقية.
وقال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن عمليتي القدس “ترجمتا موقف المقاومة بأن ردها لن يتأخر”.
وأضاف “شعبنا سيواصل ثورته ضد الاحتلال ردا على عدوانه”.
وقال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين إن عمليتي القدس “ضربتا المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وأكدتا أن الاحتلال لن ينعم بالهدوء”.
وتابع “مقاومة شعبنا الفلسطيني حية وباقية، ولن ترهبها التهديدات”.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “عمليتا القدس تأتيان في سياق الرد الطبيعي على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه”.
وأضافت في بيان “إجراءات الاحتلال الأمنية لن تحول دون استمرار المقاومة”.