مقال في هآرتس: أوباما منح شرعية لانتقاد إسرائيل وكلماته ستؤثر على قاعدة الحزب الديمقراطي

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما (يوتيوب)

أوضح مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عزز الدعوات الموجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لدعم وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة.

وأشار الكاتب (نتنايل شلوموفيتس) في مقاله إلى أن تصريحات أوباما كانت موجهة أيضا إلى مسؤولين ديمقراطيين كبار معروفين بدعمهم لإسرائيل، بعدما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، أن دعم بايدن لإسرائيل أضر بأصواته بين ناخبي الحزب، بصورة أكبر من أي قرار آخر اتخذه في ولايته.

وكان أوباما قال، السبت الماضي “إن الاحتلال وما يحدث للفلسطينيين لا يُطاق”. وقدم في مقابلة مع موظفيه السابقين في البودكاست الخاص بهم، تحليلا للصراع بين إسرائيل وغزة، وأخبر الآلاف من موظفيه السابقين أنهم جميعا “متواطئون إلى حد ما” في إراقة الدماء الحالية.

ووصف الكاتب كلام أوباما بأنه “مدروس ومحسوب ودقيق”، معتبرا أن اختياره كَسْر صمته حول الحرب، وقوله إن “لا أحد يداه نظيفتان” في الصراع القائم، لم يكن زلة لسان، داعيا إلى التعامل معه بجدية، لأن قاعدة الحزب الديمقراطي سوف تستمع إليه.

ورأى الكاتب أن تصريحات أوباما ستقوي من الآن فصاعدًا الجبهة المتشكلة في الحزب الديمقراطي، والتي تدفع بايدن للتراجع عن موقفه أحادي الجانب تجاه إسرائيل، وأن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.

واعتبر المقال أن تصريحات أوباما فاجأت الكثيرين، بعدم تبنيه المسار الديمقراطي -القديم والمتأصل- الداعم تلقائيًا لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”. وبدلًا من ذلك، حَث أوباما الأمريكيين على تبني فِكر أكثر تعقيدًا حول الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مثل الاعتراف بمسؤولية إسرائيل، والولايات المتحدة والعالم عما يحدث في فلسطين.

وأشار الكاتب إلى استطلاع قام به معهد “غالوب” -نُشِر في مارس/آذار الماضي-، أظهر أن أغلب ناخبي الحزب الديمقراطي يتعاطفون بشكل أكبر مع الفلسطينيين، مضيفا “في الواقع، سَبق أوباما 20 نائبا ديمقراطيا -من ممثلي جناح يسار الوسط والذي يُمثل صميم الحزب- كتبوا خطابا لبايدن، يدعونه فيه إلى كبح جماح إسرائيل في غزة، وإيقاف الإضرار بالمدنيين، فقد عبروا بذلك الجواب عن التوافق الديمقراطي الجديد الجاري والمتنامي داخل أغلبية متنوعة من الناخبين الليبراليين، كما عبروا عن وجوب توقف الدعم الأمريكي أحادي الجانب لإسرائيل. ووفقا لهم، فقد حان الوقت لموقف أكثر حيادية تجاه الصراع”.

وتابع الكاتب “في هذا الصدد، فإن تصريحات أوباما هي الانتقاد الأكبر والأكثر علانية -لمن كان نائبه- حتى يومنا هذا”، في إشارة إلى بايدن الذي كان نائبا لأوباما خلال فترتي رئاسته بين عامي 2009 و2017.

كما اعتبر الكاتب أن تصريحات أوباما توجه انتقادات إلى مسؤولين ديمقراطيين مصنفين باعتبارهم داعمين لإسرائيل، مثل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، التي عبرت عن رفضها لدعوات وقف إطلاق النار، معتبرة إياها “هدية لحماس”. كما تبنت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي ذات الرأي في نقاش دار في جامعة بولاية فرجينيا السبت الماضي.

ووفقا لتقرير نشر في موقع بوليتيكو واستشهد به الكاتب، فإن كلام أوباما يعكس نقاشا قائما داخل كتل عدة في الحزب الديمقراطي، فالتصريحات غير الاعتيادية للرئيس السابق -ممثل جناح يسار الوسط- هي الأكثر دراماتيكية، خاصة في فترة تأتي فيها الانتقادات في الأساس من هامش الحزب. أعطى أوباما لهذه الانتقادات ختم الانتشار، وبذلك مهّد الطريق للديمقراطيين من جميع توجهات الحزب لإعادة التفكير في موقفهم تجاه إسرائيل.

واختتم الكاتب مقاله بالقول “يرفض بايدن في تصريحاته التراجع عن موقفه المبدئي الداعم لإسرائيل، لكن إذا تزايد الضغط داخل الحزب، فسنتذكر أن تصريحات أوباما ساعدت بايدن في النزول من على الشجرة. وبناءً على ذلك فإن السؤال الأكبر المطروح بخصوص تصريحات أوباما، هو ما إذا كان بايدن قد تفاجأ منها، أم أننا نتحدث عن خطوة منسقة بين الاثنين، فالرئيسان صديقان، وأوباما حريص على ألا يمس مكانة واحترام خليفته”.

المصدر : الجزيرة مباشر