أثمان باهظة يدفعها الاقتصاد الإسرائيلي جراء الحرب على غزة.. تعرف إليها

تحت وطأة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الإسرائيلي انكماشا في الربع الأخير من هذا العام، حسب بيانات مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي الصادرة، الأحد، الأمر الذي سيتراجع معه النمو في الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل إلى نحو 2% في عام 2023، مقارنة بنحو 6.5% في عام 2022.

وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء تباطؤ نمو الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الثالث من العام الجاري ليصل إلى نسبة 2.5% على أساس سنوي، وهو أقل مما كان متوقعا، بسبب حالة الاضطراب السياسي التي شهدتها إسرائيل في هذه الفترة.

وكانت صحيفة “كالكاليست” المالية الإسرائيلية أفادت أن تكلفة الحرب في غزة ستبلغ 200 مليار شيكل، ما يعادل تقريبا 51 مليار دولار، اعتمادا على أرقام أولية لوزارة المالية الإسرائيلية.

وتعادل هذه التقديرات ما يقارب نحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، الذي بلغ تقريبا 522 مليار دولار في العام 2022 حسب أرقام البنك الدولي.

وقال زيان زوانه خبير الاقتصاد السياسي والمستشار السابق بصندوق النقد الدولي إن “تراجع نمو الاقتصاد الإسرائيلي مرتبط بالعدوان على غزة. إذ قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء نحو 400 ألف من جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب”.

وأضاف في تصريحات للجزيرة مباشر: “تم سحب هذا العدد الكبير من الأفراد من القطاعين العام والخاص، خاصة قطاع التكنولوجيا الذي يمثل أحد أهم قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي.

وأشار زوانه إلى “توقف شبه كامل في قطاع السياحة، بنسبة لا تقل عن 90% من إجمالي نشاط هذا القطاع، ما أثر على سلسلة طويلة من الخدمات المرتبطة به، مثل خدمات والنقل والطيران والترفيه”.

وتابع: “بالإضافة إلى قطاعي التكنولوجيا والسياحة، تأثر قطاع الاستثمار جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، إذ تراجعت الاستثمارات بعد أن سادت حالة من عدم الثقة في الوضع السياسي والاقتصادي لإسرائيل، مشيرا إلى تراجع الحركة في قطاع البناء والتشييد”.

وأوضح زوانه أن كل هذه التكاليف غير المباشرة تضاف إلى التكلفة المباشرة للحرب، وتشمل تكلفة الذخائر والآليات والدبابات، التي يتم تدميرها بيد المقاومة، والمرتبات التي يدفعها جيش الاحتلال لمئات الآلاف من جنود الاحتياط، والتعويضات التي يدفعها للقتلى والمصابين.

تجدر الإشارة إلى أن كل التقديرات لتكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة هي تقديرات مرشحة للارتفاع كلما طال أمد الحرب، وكلما اتسع نطاقها.

وكانت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قالت إن اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي وافقت على ميزانية إضافية بمبلغ 25.9 مليار شيكل (7 مليارات دولار) علاوة على الميزانية الأصلية للعام 2023، لمواجهة نفقات الحرب في غزة.

ومنذ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الجمعة 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، حسب مصادر فلسطينية.