تحد بمعلومات وأسئلة بلا جواب خلال نقاش حاد بين مذيع الجزيرة مباشر ومسؤول أمريكي سابق (فيديو)

ذكر المسؤول الأمريكي أن “حماس تريد القضاء على اليهود كليًّا”، لكنه تهرّب عندما طالبه المذيع بعرض نسخة البيان الذي ادّعاه

شهد برنامج (المسائية) عبر الجزيرة مباشر، السبت، سجالًا حادًا ونقاشًا مطولًا تضمّنته تحديات حول مصادر معلومات وأسئلة غير مجابة طرحها المذيع أحمد طه على ريتشارد غوودستاين المبعوث الرئاسي الأمريكي الأسبق للشرق الأوسط.

تطّرقت الحلقة إلى قضايا عدة، أبرزها رؤية حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لحل الدولتين، والاتهامات بجرائم اتُهم بارتكابها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتسجيل مصور “لم يره” المسؤول الأمريكي ونقل ما فيه عمن شاهده بخصوص أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

“أين هي الوثيقة؟”

أثناء الحلقة، ذكر المسؤول الأمريكي أن “حماس تريد القضاء على اليهود بالكليّة”، وأنها أصدرت بيانًا تدعو فيه إلى القضاء على إسرائيل. وهنا استوقف المذيع الضيف طالبًا منه نسخة من هذا البيان أو أي دليل يثبت صحة ادّعائه، فما كان من الضيف إلا أن قال لأحمد طه “اذهب وابحث في غوغل”.

وردّ طه بدوره على المسؤول الأمريكي قائلًا “أنا ذهبت إلى غوغل وبحثت، ووجدت مؤتمرًا صحفيًا وبيانًا لحماس عام 2017، قبلت فيه بحل الدولتين، فأين هو الدليل على كلامك؟”.

غير أن غوولدستاين تابع أن حماس نشرت بيانًا “بالأبيض والأسود”، ليعيد طه عليه السؤال “أين هذا البيان؟”، ومنح الضيف فرصة ليذهب خلال 5 دقائق أو حتى عشرة ويأتي بالبيان، لكن الضيف رفض.

وقال المسؤول الأمريكي “إن دعوتموني مرة أخرى فسآتي بتصريح حماس”، ليعرض عليه مذيع الجزيرة بأن يكون ضيفًا في اليوم التالي ويأتي بالإثبات، فما كان من غوودستاين إلا أن قال “ربما، سنتواصل إن كنت قادرًا”.

نتنياهو وقتل الأطفال

احتد النقاش مرة أخرى بين المذيع والمسؤول الأمريكي حول وصف نتنياهو جراء الحرب على غزة وسقوط آلاف الشهداء من الأطفال. ووجّه طه كلامه لغوودستاين “أنت وصفت (الرئيس السوري) بشار الأسد بالشرير لأنه يقتل الأطفال، فهل نتنياهو شرير لأنه يقوم بنفس الفعل؟”.

المسؤول الأمريكي قال إن “بشار حرق بالغاز الآلاف بينما نتنياهو يدافع عن بلد تم احتلاله وغزوه من إرهابيين (في إشارة إلى المقاومين)”. وتساءل طه متعجبًا “من الذي يحتل أراضي من؟”.

فما كان من غوودستاين إلا أن وجّه اتهامات للمذيع وزعم أنه يتبنى فكرة أن “ما حدث في السابع من أكتوبر لم يكن غزوا، وأن المسلحين لم يقتلوا رهائن أو يخطفوهم”، معتبرًا سؤال طه إقرارًا بأن إسرائيل “ليس لديها الحق في الوجود”. هذه الاتهامات دفعت طه لأن يجيب “أربأ بك ان تتهم الناس دون أدلة”.

وتأتي اتهامات غودستاين للمقاومين بأنهم احتلوا أرضًا إسرائيلية، رغم أن جميع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اعتمدت سياسة بناء المستوطنات وتوسيعها في الضفة الغربية، خلافًا للقانون الدولي والقرارات الأممية التي تدعو إلى دولة فلسطينية في حدود عام 1967.

كما أن إسرائيل تسيطر على مياه غزة الإقليميّة ومجالها الجوّي، وحركة الناس والبضائع، مما يجعل القطاع سجنًا في الهواء الطلق، وفق تقارير حقوقية ودولية.

“لا أدلة”

مرة أخرى احتد النقاش عند الحديث عما جرى تحديدًا في السابع من أكتوبر، حيث وصف المسؤول الأمريكي مشهدًا لم يره، قائلًا “أنتم رأيتم قتلى وموتى في ذلك اليوم، وكيف أن (إرهابيي) حماس يقولون: يا أمي قتلت 10 يهوديين بيدي”، فتعجّب المذيع من هذا الكلام الذي لم تنقله أي وسيلة إعلامية.

ورد طه على غوودستاين “يبدو لي أنك تتابع مصادر صحفية وإعلامية لا يتابعها أحد غيرك والمسؤولون الأمريكيين والإسرائيليين؟ّ!”.

ثم ذكر المسؤول الأمريكي أن البعض شاهد شريط فيديو مدته 45 دقيقة، يظهر “فظائع قامت بها حماس في السابع من أكتوبر”، لكنه أقرّ بعد مواجهة طه له بأن لم يشاهد الفيديو، إنما أصدقاؤه أبلغوه بما شاهدوه.

المصدر : الجزيرة مباشر