واشنطن نددت بـ”سخافة” خطابه.. بوتين يعلّق مشاركة روسيا في معاهدة نزع السلاح النووي (فيديو)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن روسيا علّقت مشاركتها في المعاهدة الروسية الأمريكية “نيو ستارت” بشأن نزع السلاح النووي، مما يفاقم القطيعة مع الغرب الذي تتهمه موسكو بتصعيد الحرب في أوكرانيا.

وفي خطاب إلى الأمة يُذكّر بزمن الحرب الباردة، تعهد بوتين بمواصلة هجومه العسكري بطريقة “منهجية” في أوكرانيا.

وقال في خطابه “أنا مضطر إلى الإعلان اليوم عن أن روسيا ستعلق مشاركتها في معاهدة الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، وأكرر، ليس الانسحاب من المعاهدة، بل بالتحديد تعليق مشاركتها”.

وأرجع بوتين قراره إلى ضرورة أن تفهم موسكو “ما تريده” الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) من بلاده.

وأضاف “في بداية فبراير (شباط) الجاري، طالب الناتو بالعودة إلى معاهدة ستارت، بما في ذلك إتاحة الفرصة للإشراف على قوات الردع النووية الروسية، ونحن طلبنا الإشراف المقابل لكن لم يتم الرد على الطلب أو تم تجاهله”.

وفي 8 أبريل/نيسان 2010، توصلت الولايات المتحدة إلى معاهدة ستارت الجديدة مع روسيا، وتنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للبلدين بنسبة 30%، والحدود القصوى لآليات الإطلاق الاستراتيجية بنسبة 50% بالمقارنة مع المعاهدات السابقة.

وتمثل هذه الاتفاقية “آخر معاهدة متبقية للحد من التسلح بين القوتين النوويتين الرئيستين في العالم”.

وجاء خطاب بوتين عن حال الأمة قبل ساعات من خطاب آخر للرئيس الأمريكي جو بايدن الموجود في بولندا بعد زيارة غير معلَنة لكييف، أمس الاثنين، حيث وعد الأوكرانيين بمزيد من الأسلحة.

ورأى بوتين أن الغرب يريد “إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ومن ثم الإشراف على منشآتها النووية، أي القضاء علينا مرة واحدة وإلى الأبد”.

واتهم بوتين واشنطن وحلفاءها الأوربيين بتحمّل “مسؤولية تأجيج النزاع الأوكراني وسقوط ضحاياه”.

وتابع “لكن لا بد أنهم يعرفون أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة”، قبل أن يشكر “الشعب الروسي على شجاعته وتصميمه”، داعيا إلى دقيقة صمت على أرواح العديد من الجنود الروس الذين قُتلوا في أوكرانيا.

وفي إشارة إلى العقوبات الدولية على بلاده، رأى بوتين أن الغرب “لم يحقق شيئا ولن يحقق شيئا”.

وقال “حرصنا على استقرار الوضع الاقتصادي وحماية المواطنين”، معتبرا أن الغرب فشل في “زعزعة استقرار مجتمعنا”.

وفي إشارة إلى احتمال تفاقم القمع الداخلي الذي يترافق مع الهجوم العسكري، قال بوتين “أولئك الذين اختاروا خيانة روسيا يجب أن يحاسَبوا أمام القانون”.

“أقوى من أي وقت مضى”

وفي وقت سابق اليوم، أكّد الرئيس الأمريكي جو بايدن في وارسو أن حلف شمال الأطلسي “أقوى من أي وقت مضى”، قبيل الذكرى الأولى لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضاف خلال اجتماع مع نظيره البولندي أندريه دودا، غداة زيارته المفاجئة إلى كييف “يمكنني أن أقول بكل فخر إن دعمنا لأوكرانيا ثابت”.

خطاب سخيف

بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن قرار روسيا تعليق معاهدة خفض الأسلحة النووية مع واشنطن “مؤسف للغاية وغير مسؤول”، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للحوار بشأن هذه القضية.

وندّد البيت الأبيض بـ”سخافة” خطاب بوتين المعادي للغرب، وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين “لا أحد يهاجم روسيا. هناك نوع من السخافة في فكرة أن روسيا كانت تتعرض لشكل من أشكال التهديد العسكري من أوكرانيا أو من أي طرف آخر”.

وانتقد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا لتعليق مشاركتها في المعاهدة، قائلا: “آسف لقرار روسيا اليوم تعليق مشاركتها في معاهدة ستارت الجديدة”، معتبرا أن روسيا “انتهكت” خلال السنوات الماضية اتفاقيات رئيسية لمراقبة الأسلحة وتخلت عنها.

وأوضح أن تعليق روسيا مشاركتها في معاهدة “ستارت الجديدة” يؤذن بـ”تفكيك هيكلية مراقبة الأسلحة بالكامل”.

وعلى صعيد آخر، شدد أمين عام الناتو على ضرورة “سرعة تسليم المساعدات العسكرية لأوكرانيا”.

ووكشف عن وجود “قلق متزايد” بشأن اعتزام الصين “تسليح روسيا ودعمها في الحرب” الدائرة في أوكرانيا.

وتابع ستولتنبرغ “الرئيس بوتين هو من بدأ حرب الغزو الإمبريالية هذه وهو من يستمر في تصعيدها، ويتزايد قلقنا أيضا من احتمال أن تكون الصين تخطط لتقديم دعم فتاك للحرب الروسية”.

وفي وقت سابق اليوم، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفيرة الأمريكية في موسكو لين ترايسي لتسليمها طلبا للولايات المتحدة بسحب “جنود وعتاد” حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، في إشارة إلى المساعدة العسكرية التي تتلقاها كييف من الدول الغربية.

من جهته، تعهّد رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري ييرماك بأن تقوم أوكرانيا بـ”طرد ومعاقبة” روسيا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات