الشرطة التونسية تعتقل القيادي المعارض جوهر بن مبارك والنهضة تندد

اعتقال جوهر بن مبارك أستاذ القانون الدستوري ومنسق حركة "مواطنون ضد الانقلاب" والمبادرة الديمقراطية في تونس (منصات التواصل)

اعتقلت الشرطة التونسية في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، القيادي المعارض في جبهة الخلاص الوطني جوهر بن مبارك، وفقًا لما أفادت شقيقته.

وقالت دليلة مصدق شقيقة مبارك -لوكالة الأنباء الفرنسية- إنه “تم توقيف جوهر في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس ولم نطلع بعد على ملف التوقيف”.

ويعارض أستاذ القانون بن مبارك قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد بتولي غالبية السلطات في البلاد منذ عام 2021، ويصفها بأنها “انقلاب دستوري”، وقد أطلق مبادرة سياسية معارضة تحت شعار “مواطنون ضد الانقلاب”.

وكان جوهر بن مبارك من الداعمين للرئيس خلال حملته الانتخابية عام 2019، لكن منذ أن أعلن سعيّد تجميد أعمال البرلمان وحلّه لاحقًا وتولي السلطات في البلاد في 25 يوليو/ تموز 2021، أصبح معارضًا له ويقود باستمرار تظاهرات احتجاجية منددة بقراراته.

كما اعتقلت الشرطة أمس الخميس، الناشط السياسي المعارض عز الدين الحزقي والد جوهر بن مبارك، ثم أطلقت سراحه بعد ساعات من توقيفه.

النهضة تندد

وأصدرت حركة النهضة بيانًا أدانت فيه مداهمة واعتقال جوهر بن مبارك، وعبرت عن تضامنها مع أسرته المناضلة.

ونددت الحركة بشدة بتوسع حملة الاعتقالات العشوائية التي “طالت المناضلين السياسيين المعارضين والنقابيين والإعلاميين ورجال الأعمال في مخطط واضح لتعفين الأوضاع والتنصل من مسؤولية الفشل والعجز وتردي الأوضاع على كل المستويات واتهام المعارضين بها”.

ودعت في البيان إلى وحدة الصف التونسي، وقالت ندعو “شعبنا الأبي وقواه السياسية إلى وحدة الصف لوقف حالة التدهور والانفلات التي تقودها سلطة الانقلاب”.

وأضافت “البلاد تواجه سلطة غاشمة منفلتة من كل قانون ومصرّة على المضي بالبلاد قدما نحو أشد الكوارث، وهو ما تجلى بوضوح في إصدار أحكامها الظالمة بتجريم المخالفين وإدانتهم بأشد الجرائم ليسهل عليها تصفيتهم سياسيًّا”.

استهداف المعارضة

ومنذ بداية فبراير/ شباط الجاري اعتقلت السلطات 10 شخصيات على الأقل معظمهم من المعارضين الأعضاء في حزب النهضة وحلفائه، بالإضافة إلى مدير محطة إذاعية خاصة كبيرة ورجل أعمال نافذ وناشطين سياسيين وقضاة.

ومساء أول أمس الأربعاء اعتقل نحو 20 من رجال الشرطة في زيّ مدني الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي في أحد شوارع مدينة أريانة المتاخمة للعاصمة تونس، وفي الليلة ذاتها تم توقيف الناشطة السياسية شيماء عيسى.

ويتهم الرئيس التونسي الموقوفين بأنهم “إرهابيون” وبـ”التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”.

واعتبرت منظمة العفو الدولية في وقت سابق أن حملة الاعتقالات “محاولة متعمدة للتضييق على المعارضة ولا سيما الانتقادات الموجهة للرئيس”، وحثت الرئيس التونسي على “وقف هذه الحملة التي لها اعتبارات سياسية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية