أوكرانيا: الدبابات الغربية ستكون قبضتنا الحديدية.. وواشنطن ترسل وحدات دفاع جوي وصواريخ دقيقة التوجيه

قوات أوكرانية تقصف بالمدفعية مواقع القوات الروسية قرب مدينة باخموت شرقي البلاد (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل مساعدات عسكرية بقيمة 2.175 مليار دولار إلى أوكرانيا تشمل صواريخ دقيقة التوجيه ووحدات إطلاق دفاع جوي من طراز هوك، بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة أخرى.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أوكرانيا ستقاتل للاحتفاظ بسيطرتها على مدينة باخموت “الحصينة” في الشرق لأطول مدة ممكنة، وحث الغرب على تزويد بلاده بأسلحة بعيدة المدى لمساعدتها على طرد القوات الروسية من دونباس.

وأضاف زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوربي عقب قمة في كييف “إذا تم تسريع (إرسال إمدادات) الأسلحة، خاصة الأسلحة البعيدة المدى، فلن نبقى في باخموت فحسب، بل سنبدأ أيضًا في تحرير دونباس المحتلة منذ 2014”.

وتتخذ المقاومة الأوكرانية من مدينة باخموت بؤرة لمقاومة الغزو الروسي، وإحباط مساعي موسكو لاكتساب مزيد من الزخم لحملتها العسكرية.

وقال مسؤولون روس إن قواتهم تطوق باخموت من اتجاهات عدة، وتكافح للسيطرة على طريق يمثل أيضًا طريق إمداد مهمًا للقوات الأوكرانية.

قبضتنا الحديدية

بدروه، قال وزير الدفاع الأوكراني إن الدبابات الجديدة المقدمة من دول حلف شمال الأطلسي ستكون بمثابة “قبضة من حديد” في هجوم مضاد تشنه كييف لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية.

وأضاف أوليكسي ريزنيكوف في مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي أن الإمدادات الغربية من المدفعية عيار 155 على درجة بالغة من الأهمية لأوكرانيا، لمواجهة الهجمات الروسية في الجنوب والشرق.

وأكد متحدث باسم الحكومة الألمانية خلال مؤتمر صحفي في برلين، أن ألمانيا وافقت على تصدير دبابات (ليوبارد 1) القتالية إلى أوكرانيا من مخزونها.

وقال المتحدث “أستطيع أن أؤكد أنه تم السماح بالتصدير”، لكنه رفض التعليق على عدد الدبابات التي سيتم تصديرها.

وتهدف ألمانيا إلى تشكيل كتيبتين من دبابات (ليوبارد2)، وتزويد أوكرانيا في البداية بما يصل إلى 14 دبابة من هذا الطراز من مخزونها الخاص.

منصات إطلاق من السويد

في السياق، نقلت مجلة شبيغل عن مصادر قولها إن ألمانيا تتحدث إلى الحكومة السويدية بشأن شراء منصات إطلاق محمولة من شأنها تعزيز قدرات أنظمة الدفاع الجوي (أيريس-تي) التي تخطط برلين لإرسالها إلى أوكرانيا.

وأرسلت ألمانيا واحدًا من أنظمة (أيريس-تي) إلى أوكرانيا، وتعتزم إرسال المزيد استجابة لنداءات كييف للحصول على أنظمة دفاع جوي لصد الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة التي دمرت مدنًا منذ بدء الحرب قبل عام تقريبًا.

جنود الجيش الألماني يمشون بالقرب من نظام الأسلحة المضادة للطائرات IRIS-T SLS (غيتي)

وستساعد منصات الإطلاق السويدية القوات الأوكرانية على حماية منطقة أكبر من الهجمات الروسية، وقالت الصحيفة إن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أثار هذه المسألة خلال زيارته للسويد في الأسبوع الحالي، لكن الحكومة السويدية ترفض حتى الآن توفير هذه المنصات.

وامتنعت القوات المسلحة السويدية عن التعليق، كما لم ترد وزارة الدفاع السويدية على طلب للتعليق.

وأقامت شركة ديل الألمانية الخاصة لتصنيع الأسلحة نظام (أيريس-تي) الذي يعدّ من بين الأنظمة الأكثر تقدمًا في العالم.

تستطيع الوحدات إطلاق صواريخ على مسافة 40 كيلومترًا لإسقاط طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة وصواريخ وصواريخ كروز.

صفارات الإنذار تدوي في كييف

سياسيًا، دوّت صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية في أنحاء أوكرانيا بالتزامن مع زيارة لقادة من الاتحاد الأوربي للعاصمة كييف لإجراء مناقشات مع زيلينسكي بشأن فرض المزيد من العقوبات على روسيا وآفاق انضمام بلاده للتكتل الأوربي.

وتأتي زيارة رئيس المجلس الأوربي شارل ميشيل ورئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين إلى كييف لإبداء الدعم لأوكرانيا مع اقتراب الذكرى الأولى لبداية الحرب الروسية في 24 فبراير/شباط 2022.

وكتب ميشيل على تويتر تحت صورة له من ميدان بوسط كييف “عزمنا راسخ، وسنظل ندعمكم في كل خطوة من طريقكم نحو الاتحاد الأوربي”.

وتقدمت كييف بطلب للانضمام إلى الاتحاد بعد أيام من الهجوم الروسي عليها العام الماضي، ورحّب الاتحاد الأوربي، لكنه رفض دعوات أوكرانيا لإخضاعه لمسار سريع بينما تخوض البلاد حربًا.

وقال ميشيل وزيلينسكي وفون دير لاين في بيان “الاتحاد الأوربي سيدعم أوكرانيا والشعب الأوكراني في مواجهة حرب روسيا العدوانية المستمرة مهما تطلب الأمر”.

ويضع مسؤولو الاتحاد الأوربي قائمة واسعة من الاشتراطات للموافقة على الانضمام من الاستقرار السياسي والاقتصادي إلى اعتماد قوانين الاتحاد الأوربي المختلفة، وتستغرق العملية سنوات على الأرجح.

الرئيس الأوكراني يتوسط رئيسة المفوضية الأوربية ورئيس المجلس الأوربي في ختام قمتهم بالعاصمة كييف (رويترز)

معارك في الشرق

وتتزامن القمة بين الاتحاد الأوربي وأوكرانيا مع تكثيف روسيا للضغوط على القوات الأوكرانية في مناطق المعارك بالشرق والشمال الشرقي والجنوب.

وتقول أوكرانيا إن موسكو ترسل آلاف الجنود والمرتزقة ليلقوا حتفهم في هجمات بموجات بشرية لا تحقق سوى مكاسب محدودة، فقط لإرضاء السادة السياسيين.

وعلّق المتحدث باسم الجبهة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيريفاتي بالقول “يأتون برجال ممن استدعوهم من الاحتياط ويحاولون بشكل متكرر وممنهج العثور على نقاط لاختراق دفاعاتنا… الغرض هو تحقيق هدف القيادة والسيطرة على كل منطقة دونيتسك، لكن هذه الخطة تراوح مكانها منذ أشهر عدة“.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات