“هل يجب عليّ أن أنتحر؟”.. رسالة سادسة من سجن بدر 3 تكشف مآسي المعتقلين (فيديو)

نشرت الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمخفَين قسريًّا في مصر (حقهم)، رسالة جديدة من سجن بدر 3 تكشف عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها المعتقلون بسبب منعهم من الزيارة منذ سنوات.

وتعد هذه هي الرسالة السادسة بعد 5 رسائل سابقة بدأها المعتقلون نهاية فبراير/ شباط الماضي، وتناولت جميعها تسليط الضوء على الحياة المأساوية والانتهاكات والإجراءات التعسفية التي تتبعها إدارة السجن.

وعلى خلاف الرسائل السابقة، التي تضمنت وصفًا مباشرًا للمأساة، تضمنت الرسالة الجديدة مجموعة من الأسئلة الأليمة التي تُعبّر عن معاناة ومأساة صعبة يعيشها المعتقلون داخل السجن المقلب “العقرب الجديد”.

وفي الرسالة الجديدة وجّه المعتقلون كلمة إلى ذويهم الذين انقطعت أخبارهم عنهم منذ سنوات بسبب منع الزيارات، خاصة أن جزءًا كبيرًا من المنقولين إلى سجن بدر 3، المبني حديثًا، نُقلوا من سجن طرة الشديد الحراسة الملقب “العقرب”، الذي كانوا ممنوعين فيه من الزيارة مدة تصل إلى 7 سنوات فأكثر.

وجاء في الرسالة، التي كُتبت بلسان معتقلي السجن “أرسل هذه الرسالة لأهلي، لا تقلقوا عليّ فأنا بخير، شكلي تغيّر عن آخر مرة رأيتموني فيها من 8 أو 9 سنوات أو يمكن من شهرين، ممكن يكون شعري أبيض ووزني نزل النص بس لسه محتفظ ببعض ملامحي التي تركتكم عليها”.

والديَّ.. هل ما زلتما على قيد الحياة؟

ووجه المعتقلون أسئلة لذويهم توضح مدى عمق المأساة، حيث لا يعرفون ما إذا كان ذووهم ما زالوا على قيد الحياة أم أنهم فارقوها.

وكتبوا في الرسالة “أمي كيف حالك؟ هل ما زلت حية أم فارقت الحياة؟ أحلم بك كل يوم وأنت تصلين وتدعين بأن تريني قبل وفاتك، أمي إن كنت حية فلا تقلقلي عليّ فأنا ما زلت حيًّا، وإن كنت فارقت الحياة فسوف يحاسب الله من حرمك مني وحرمني منك. أبي الغالي اشتقت إليك هل ما زلت على قيد الحياة أم فارقتها أنت أيضًا؟”.

واختتموا الرسالة بأصعب سؤال “هل أنتحر حتى يعرف من سجنوني أنني إنسان ولي حقوق وأنتم بشر ولكم حقوق؟”.

وتفاعل مدونون وناشطون مع الرسالة، حيث كتبت الحقوقية ماهينور المصري “ما يحدث للمعتقلين في سجن بدر 3 هو أمر مرعب، ولا أحد في الدولة يهتم حتى بالرد”.

 

وكتبت منى سيف “ولحد دلوقتي مافيش أي تحرك جاد من النيابة أو المجلس القومي لحقوق الإنسان بخصوص سجن بدر 3 اللي يبدو أنه خارج مساحة القانون تمامًا”.

لجنة تقصي حقائق

وجاءت شكاوى الانتهاكات بمركز الإصلاح والتأهيل بدر، بعد أيام من مطالبة 19 منظمة حقوقية محلية وعالمية، بالتحقيق العاجل في تلك الانتهاكات، فضلًا عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأنها.

وسلطت المنظمات الضوء على تلك الانتهاكات، ومن بينها: الحرمان من الزيارة مدة وصلت إلى 7 سنوات، وتبني سياسة تجويع المعتقلين بتقديم كميّات طعام ضئيلة جدًّا، ومنع زيارات الأهالي وغلق كافيتريا السجن.

وأشارت المنظمات إلى أن المعتقلين بمركز الإصلاح والتأهيل يعانون تعريضهم للإضاءة القوية على مدار 24 ساعة، فضلًا عن انتهاك خصوصيتهم بكاميرات المراقبة (بالصوت والصورة) داخل الزنازين.

المصدر : الجزيرة مباشر