فرنسا تواجه مزيدا من الإضرابات في عاشر أيام الاحتجاجات وسط تصاعد الصدامات العنيفة (فيديو)

طالبت نقابات عمالية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء، بوقف خططه الرامية إلى رفع سنّ التقاعد، مع اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات والإضرابات ونشر السلطات لآلاف من رجال الشرطة.

وتشهد فرنسا يومًا عاشرًا من التظاهرات ضد إصلاح النظام التقاعدي الذي تواجهه معارضة شعبية كبيرة، وذلك في جوّ من التوتر المتنامي وازدياد أعمال العنف التي تعمل الحكومة على تهدئتها، من دون جدوى حتى الآن.

وخرج ملايين المتظاهرين في احتجاجات يخيّم عليها الطابع السلمي وانضموا إلى موجة الإضرابات التي بدأت منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي للاعتراض على خطط ماكرون لمدّ سنّ التقاعد عامين إضافيين لتصبح 64 عامًا.

بيد أن حالة الاستياء الشعبي تحولت إلى موجة أوسع نطاقا مناهضة لماكرون، وإن لم تؤّد اقتراحات بحجب الثقة إلى الإطاحة بالحكومة.

 

تصاعد الصدامات العنيفة

وتفاقمت حدة الاحتجاجات بعد أن استخدمت الحكومة سلطات دستورية خاصة لتمرير مشروع قانون المعاشات التقاعدية قبل نحو أسبوعين من دون عرضه للتصويت النهائي في البرلمان، مما أثار موجة من الفوضى تشبه احتجاجات حركة السترات الصفراء خلال الفترة الأولى من حكم ماكرون.

ومذ ذاك الحين، شهدت التظاهرات أعمال عنف متزايدة، وألقت المنظمات العمالية باللوم على الحكومة في هذا الوضع القابل للانفجار. وحذرت النقابات، من تحول الاحتجاجات إلى حركة اجتماعية خارجة عن السيطرة.

وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانان الثلاثاء نشر “13 ألف شرطي بينهم 5500 في باريس”، في تعزيزات “غير مسبوقة”. وأكّد الناطق باسم الحكومة أوليفييه فيران الثلاثاء أن الحكومة “حصن ضدّ العنف غير المشروع”.

اضطرابات كبرى

ويستمر قطع الطرق والإضرابات والتظاهرات منذ عدة أيام، مما تسبب في اضطرابات في إمدادات الوقود في بعض المناطق الفرنسية وعلى بعض الطرق ومستودعات الخدمات اللوجستية.

وشهدت حركة القطارات اضطرابات كبرى صباح الثلاثاء. ونفد الوقود أو الديزل في أكثر من 15% من محطات الوقود في فرنسا الاثنين. وظلت آلاف الأطنان من القمامة تخنق شوارع باريس بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من إضراب جامعي القمامة.

وقال الاتحاد الفرنسي للصناعات البترولية، نقلا عن بيانات لوزارة الطاقة، إن نحو 17% من محطات الوقود في فرنسا كان ينقصها منتج واحد على الأقل حتى الليلة الماضية.

وأفاد الاتحاد الوطني للطلاب الفرنسيين بأن نحو 20 جامعة في باريس، إلى جانب مؤسسات تعليمية في ليون ونيس وتولوز أغلقت أبوابها أمام الطلاب.

وحث لوران بيرجيه رئيس الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل، وهو أكبر نقابة عمالية في فرنسا، ماكرون على إبداء “لفتة طيبة” لتهدئة الأمور. ودعا إلى وقف هذا الإجراء، مشيرًا إلى فشل محاولات لإجراء محادثات بين قادة النقابات والحكومة في الأيام الأخيرة.

ويقول ماكرون إن مشروع قانون سنّ التقاعد ضروري حتى لا تفلس البلاد، لكن النقابات وأحزاب المعارضة ترى أن هناك سبلا أخرى لتحقيق هذا الهدف.

وفي استطلاع أجرته مجموعة أودوكسا، اعتبر 30% فقط من المشاركين أن ماكرون رئيس “جيّد”، وهو تراجع لشعبيته بستّ نقاط مئوية خلال شهر، في حين نظر إليه 70% من المستطلَعة آراؤهم بسلبية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات