هندوس يهدمون ضريحا إسلاميا شمالي الهند بزعم البناء على “أرض الآلهة”

الحركة الهندوسية تدخل في صدامات مع الأقليات
خلال الأشهر الأخيرة شهدت مدن وولايات هندية عدة حملات اضطهاد واسعة وممنهجة ضد الأقلية المسلمة (غيتي)

نشرت الناشطة الهندوسية رادها سيموال عبر حسابها على فيسبوك، تسجيلًا توضح فيه دعمها وقيادتها لناشطين عملوا على هدم ضريح إسلامي في ولاية أوتار خاند (شمالي الهند)، بدعوى وجود البناء على “أرض الآلهة”، وفقًا لوصفها.

ويظهر الفيديو، ناشطيْن من الهندوس يقف أحدهما أعلى الضريح ويحملان في أيديهما مطرقين ويهدمان الضريح بشكل كامل، حتى تساوى بالأرض.

وعلقت رادها سيموال على الفيديو قائلة “إن كنتم منحتمونا التصاريح، لأنقذتم الضريح”، مضيفة “أوتار خاند كانت وما زالت وسوف تظل أرض الآلهة”، وأنهت تعليقها بتهديد قالت فيه “تذكروا إن حاولتم عمل الأمور السيئة، فسوف تعانون دائمًا”.

يذكر أن عملية الهدم التي ظهرت في الفيديو حدثت في ظل غياب تام من مقاومة المُسلمين في المنطقة، كما لم يحضر أي فرد من الشرطة في موقع الحادث، كما ظهر في الفيديو.

ولقي فيديو الواقعة رواجًا كبيرًا عبر المنصات الهندية، واستنكر عدد من النشطاء والمدونين البارزين ما حدث، مثل الصحفي والناشط سمار هالنكار الذي قال “الغوغاء، لديهم الحرية التامة فيما يفعلون، وقد تفشى الاعتداء على الإسلام والمسلمين، ولم يعد أحد ينتبه لذلك”.

كما غردت المدونة نور “يوم عادي جدًا في دولة الهند الهندوسية، وعندما تفعل طالبان الشيء نفسه، فإن العالم كله يدين، لكن عندما يفعل الإرهابيون الهندوس ذلك لا أحد يهتم”.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الناشطة نفسها على الفعل ذاته، ففي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي نشرت فيديو آخر عبر حسابها أيضًا على فيسبوك تظهر فيه بصحبة نشطاء آخرين في محاولة لهدم ضريح آخر، لكن أفرادًا من الشرطة الهندية تصدوا لهم.

ولم يسلم غير المسلمين من اعتداءات رادها سيموال، ففي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي نشرت منصة “أخبار أوتار خاند اليومية” فيديو لسيموال وهي تواجه 3 أشخاص مسيحيين بحجة ممارستهم أنشطة تبشير وتحويل الهندوس إلى المسيحية، حيث يظهر في هذا الفيديو رجلان وامرأة، وفي وسط النقاش قامت سيموال بصفع المرأة المسيحية، وعندما حاول أحد الرجال توقيفها بادرت بالاعتداء عليه.

يُذكر أنه خلال الأشهر الأخيرة شهدت مدن وولايات هندية عدة حملات اضطهاد واسعة وممنهجة ضد الأقلية المسلمة، وحظرت إحدى الولايات ارتداء الطالبات المسلمات للحجاب في المدارس وسط تأييد من ساسة هنود ومطالباتهم بتطبيق الحظر في ولايات أخرى، بجانب أعمال عنف تقف وراءها مليشيات هندوسية متطرفة تحمل عقيدة (هندوتفا) العنصرية.

وتقول منظمات حقوقية هندية إن هذه العقيدة التي تعتنقها قيادة البلاد، ويسهم رئيس حكومتها ناريندرا مودي منذ توليه السلطة عام 2014 في زيادة سطوتها، تهدف إلى تمييز الهندوس عن باقي الأقليات داخل البلاد.

ويشكّل المسلمون 13% تقريبًا من سكان الهند البالغ تعدادهم 1.35 مليار نسمة.

المصدر : وكالات