أول اتهام جنائي لرئيس أمريكي سابق.. ترمب يسلّم نفسه الثلاثاء للمثول أمام المحكمة

يمثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب يوم الثلاثاء أمام المحكمة الجنائية في نيويورك بعدما وجهت إليه التهمة رسميًّا في قضية شراء صمت نجمة أفلام إباحية عام 2016، في حدث غير مسبوق لرئيس أمريكي.
ووجّهت هيئة محلفين كبرى في مانهاتن اتهامات لدونالد ترمب بعد تحقيق حول دفع أموال لإسكات الممثلة الإباحية ستورمي دانيلز، ليصبح أول رئيس أمريكي سابق يواجه اتهامات جنائية وهو يخوض محاولة أخرى للوصول إلى الرئاسة.
Hear my exclusive reaction to #Trump's indictment only on @MeaCulpaPodcast. pic.twitter.com/55suxJKLjq
— Michael Cohen (@MichaelCohen212) March 31, 2023
وندد الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة في بيان بما اعتبره “ملاحقة سياسية وتدخّلًا في الانتخابات على أعلى مستوى في التاريخ”، وتوعد بأن هذه “الملاحقة سوف ترتدّ عكسيًّا على جو بايدن” الذي يتهمه ترمب منذ أكثر من سنتين بـ”سرقة” الانتخابات منه.
ووجّه المدعي العام لمانهاتن (ألفين براغ) الذي يتبع مكتبه لقضاء ولاية نيويورك، التهمة رسميًّا إلى الرئيس السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض في انتخابات 2024، في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار إلى ممثلة الأفلام الإباحية (ستورمي دانيالز) لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016.
وأعلنت محامية ترمب (سوزان نيتشيليس) مثول الرئيس السابق أمام المحكمة يوم الثلاثاء، وقالت في رسالة إلكترونية “نتوقع أن تتم تلاوة بيان الاتهام الثلاثاء”.
وكان متحدث باسم النيابة العامة في مانهاتن قد أفاد في وقت سابق بأنه تم التواصل مع محامي ترمب لـ”تنسيق تسليم نفسه من أجل مثوله لتلاوة الاتهام”، بعدما أيدت هيئة محلفين كبرى توجيه الاتهام إليه في هذه القضية الجنائية.
— Alvin Bragg (@ManhattanDA) March 30, 2023
أكثر من 30 تهمة
ولم تُعرف تفاصيل هذه الاتهامات بعد، إذ لا تزال لائحة الاتهام سرية، ولكن شبكة (سي إن إن) ذكرت أمس الخميس أن ترمب يواجه أكثر من 30 تهمة تتعلق بالاحتيال في مجال الأعمال، وإخفاء دفع مبلغ 130 ألف دولار، وإخفاء قيده في الحسابات أواخر عام 2016.
“مخالفة لقيم أمريكا”
ولجأ الملياردير الذي أحدث انقلابًا منذ 2016 في النظام السياسي بالولايات المتحدة، إلى شبكته للتواصل الاجتماعي، ليندد بخصومه وكتب “إنهم يلاحقونني بصورة واهية ومعيبة لأنهم يعلمون أنني بجانب الشعب الأمريكي وأنه لا يمكنني الحصول على محاكمة عادلة في نيويورك”.
واعتبر حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وهو أبرز منافسي ترمب لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 الرئاسية، أن توجيه الاتهام “منافٍ للقيم الأمريكية” مؤكدًا أن ولايته التي يقيم فيها الرئيس السابق لن تستجيب “لطلب تسليم” من ولاية نيويورك.
كما أعرب الرئيس الجمهوري لمجلس النواب (كيفن ماكارثي) عن دعم ترمب وقال إن “الشعب الأمريكي لن يتسامح مع هذا الظلم، ومجلس النوّاب سيُحاسب ألفين براغ واستغلاله غير المسبوق للسلطة”.
Donald Trump is subject to the same laws as every American. He will be able to avail himself of the legal system and a jury, not politics, to determine his fate according to the facts and the law. pic.twitter.com/1DeThHDSS6
— Chuck Schumer (@SenSchumer) March 31, 2023
“لا أحد فوق القانون”
أمّا محور القضية ستورمي دانيالز -التي تتعاون مع القضاء منذ نحو 6 سنوات- فقد كتبت في تغريدة “أتلقى كمية من الرسائل إلى حد لا يمكنني الرد عليها”، وقد أعلن محاميها كلارك بروستر أنه “لا أحد فوق القانون”.

ومن الجانب الديمقراطي، اعتبر النائب آدم شيف أن “توجيه الاتهام وتوقيف رئيس سابق حدثان فريدان في التاريخ الأمريكي”.
ويسعى قضاء نيويورك منذ سنوات لتحديد ما إذا كان الرئيس الجمهوري السابق البالغ 76 عامًا قد أدلى بتصريحات كاذبة -وهو جرم غير فادح- أو خالف القوانين حول تمويل الحملة الانتخابية -وهي جناية- بدفع مبلغ من المال لستورمي دانيالز حتى لا تفضح علاقة تقول إنه أقامها معها عام 2006، وذلك قبل فوزه في الانتخابات عام 2016.
You can see me live at 10pm tonight on @cnn with both @AlisynCamerota and @donlemon. They put the old team back together for this historic interview. See you there! pic.twitter.com/ZPPUge0T0W
— Michael Cohen (@MichaelCohen212) March 31, 2023
قيد الاعتقال
وسيتحتم على ترمب “تسليم نفسه” إلى محكمة مانهاتن حيث سيتلو عليه قاض، بيان الاتهام قبل أن يوضع لفترة وجيزة رمزية “قيد الاعتقال” ويتم تصويره وأخذ بصماته، وسيعلن ما إذا كان يقرّ بذنبه أم يؤكد براءته.
والشاهد الأساسي في الملف هو محامي ترمب السابق مايكل كوهين الذي أصبح عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لستورمي دانيالز عام 2016 وسُدّد له لاحقًا.
وبعدما قضى عقوبة بالسجن، تعاون كوهين مع التحقيق بدءًا من نهاية 2018 وأدلى بشهادته مرارًا أمام هيئة المحلفين الكبرى.
وتولى ترمب الرئاسة من عام 2017 إلى عام 2021، ونجا من محاولتين من الكونغرس للإطاحة به من المنصب، الأولى بسبب تحقيق استمر لسنوات بشأن اتصالات حملته الانتخابية بروسيا عام 2016، والأخرى بسبب هجوم أنصاره على مبنى الكونغرس عام 2021.
ويواجه ترمب أيضًا تحقيقين جنائيين، الأول يتعلق بما إذا كان قد حاول بشكل غير قانوني قلب هزيمته في انتخابات 2020 في ولاية جورجيا، والآخر بطريقة تعامله مع وثائق حكومية سرية بعدما ترك منصبه ومحاولاته إلغاء نتائج انتخابات 2020.