الرسالة الخامسة من سجن بدر.. شاب يحاول الانتحار أملا في لقاء والده بالمستشفى

مصر سجن بدر
بدأت السلطات نقل السجناء في منتصف 2022 إلى السجن الجديد (غيتي)

كشفت رسالة جديدة مسربة من سجن بدر 3 عن محاولة انتحار داخل السجن، محذرة من إقدام آخرين على هذه الخطوة لنقلهم إلى سجن آخر.

وتعد هذه هي الرسالة الخامسة بعد 4 رسائل سابقة بدأها المعتقلون منذ نهاية فبراير/ شباط الماضي، كشفت عن معاناة كبيرة يعانيها سجناء بدر 3، الذي يعرف بـ”العقرب الجديد”.

وتعاني السجون المصرية من انتهاكات كثيرة من إدارات السجون المختلفة تسببت في موت عدد من المعتقلين، وبلغ إجمالي عدد السجناء الذين توفوا داخل مقار الاحتجاز 820 مصريًّا، وذلك منذ 2013 حتى 2021، وفق المركز الحقوقي.

ونشرت الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمخفَين قسريًّا في مصر (حقهم)، رسالة جديدة تفيد بمحاولة شاب يدعى محمد الانتحار؛ وذلك لرغبته في رؤية أهله في المستشفى.

وجاء في نص الرسالة “قرر الشاب محاولة الانتحار على أمل أن يلتقي بوالده في المستشفى ولكن المحاولة التي كادت تقضي على حياته لم تمكنه للأسف من رؤية والده أو معرفة أي شيء عنه وعن أحواله”.

وأشارت إلى أن “الشاب لا يعرف شيئا عن أسرته حاله كحال 1350 معتقلًا آخرين في هذا السجن الذي وصفه ضابط الأمن الوطني المسؤول عن إدارة السجن بأنه أسوأ سجن في الشرق الأوسط”.

وأكدت الرسالة أن “محمد لم يكفر أو ييأس من روح الله ولكن الأوضاع المعيشية السيئة، وغياب أي أخبار عن أهله وأمه وإخوته وحتى خطيبته التي تركها منذ 7 سنوات كل هذا دفعه ليطلق هذه الصرخة التي كادت تقضي على حياته”.

 

وأوضحت الرسالة أن سجن بدر 3 يضم عائلات كاملة من المعتقلين، آباء وأبناء وإخوة وأبناء عمومة، وبالرغم من وجود نص في لائحة السجون بلمّ شمل المسجونين الأقارب من الدرجة الأولى، فإن إدارة سجن بدر 3 لا تطبق هذا النص على الإطلاق، وفقًا للرسالة.

وضرب السجناء أمثلة بعائلات معتقلة كان من المفترض لم شملها “هناك مثلًا خيرت الشاطر ونجله، وكلاهما في مكان بعيد عن الآخر، وحسن مالك وشقيقه محمد وكلاهما في مكان بعيد عن الآخر، ومحمد البلتاجي ونجله، ومحمود غزلان ونجله وكلاهما في مكان بعيد عن الآخر، وغيرهم العشرات من المسجونين رغم أنهم في سجن واحد، ورغم ذلك لم يروا بعضهم البعض ولا يسمح لهم بالالتقاء ببعضهم البعض أو معرفة أخبار بعضهم البعض”.

وأكد المعتقلون انتشار حالات الانتحار داخل السجن، وقالوا “هنالك أكثر من 20 محاولة انتحار بقطع الشرايين، وحالتان بمحاولة شنق، وجميعهم في حالات خطرة وقامت إدارة السجن بعزل معظم من حاول الانتحار بالمركز الطبي الموجود داخل مجمع سجون بدر”.

وحذروا في الرسالة من رغبة آخرين في الانتحار “بدأ آخرون التفكير في الانتحار للنقل من السجن من أجل رؤية أهاليهم”.

جدير بالذكر أن شكاوى الانتهاكات بمركز الإصلاح والتأهيل بدر، جاءت بعد أيام من مطالبة 19 منظمة حقوقية محلية وعالمية، بالتحقيق العاجل في تلك الانتهاكات، فضلًا عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأنها.

وسلطت المنظمات الضوء على تلك الانتهاكات، ومن بينها: الحرمان من الزيارة مدة وصلت إلى 7 سنوات، وتبني سياسة تجويع المعتقلين بتقديم كميّات طعام ضئيلة جدًّا، ومنع زيارات الأهالي وغلق كافيتريا السجن.

وأشارت المنظمات إلى أن المعتقلين بمركز الإصلاح والتأهيل يعانون تعريضهم للإضاءة القوية على مدار 24 ساعة، فضلًا عن انتهاك خصوصيتهم بكاميرات المراقبة (بالصوت والصورة) داخل الزنازين.

وافتُتح مجمعا سجون بدر ووادي النطرون بعد مدة وجيزة من إطلاق السلطات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في سبتمبر/ أيلول 2021، وبدأت السلطات منتصف العام السابق نقل السجناء من مجمع سجون طرة إلى المرافق الجديدة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل