تونس.. مواجهات بين الشرطة ومحتجين على وفاة لاعب سابق أحرق نفسه بسبب “تسعيرة الموز” (فيديو)

اندلعت مواجهات بين محتجين وقوات الأمن في مدينة حفوز بتونس، السبت، عندما خرج مواطنون احتجاجا على وفاة لاعب كرة القدم السابق نزار عيساوي إثر حروق بليغة أصابته بعد إضرام النار في جسده.

وأعادت الحادثة الأليمة إلى ذاكرة التونسيين فتيل اندلاع ثورة 2010 بعد وفاة عيساوي (35 سنة) أمام مركز الشرطة في محافظة القيروان وسط تونس، بعد خلاف مع بائع للموز، بالطريقة نفسها التي مات بها محمد البوعزيزي.

وأعاد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر فيديو سابق لعيساوي على نطاق واسع، قال فيه إن “السبب هو تلفيق تهمة له متعلقة بالإرهاب من قِبل الوحدات الأمنية، إثر تبليغه عن تجاوز في التسعيرة قام به بائع موز”.

وفي مقطع مؤثر، نشر شقيق الراحل ياسين عيساوي فيديو له مع ابنة اللاعب وهو يقول “هاي اللي خلاها لي المرحوم”.

وخيمت حالة من الحزن على تعليقات المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب الناشط أيوب عمارة “نزار توفي وترك عائلة وهو في أوج شبابه” وتابع “نزار مات وأنا متأكد أن حقه سيُدفن معه، لأننا نعيش في دولة دفنت حقوق الكثيرين معهم”.

وقال ماهر عباسي إن “على الدولة وعلى رأسها قيس سعيّد فتح تحقيق تخرج نتائجه للرأي العام بكل شفافية”، وطالب الناشط أن تخبر الدولة المواطنين في ما أخطأ نزار، مع دعم أسرته وصغاره.

وأضاف عباسي في تدوينته: “على الدولة أن تغير طريقة تعاملها المتغطرسة مع المواطنين، ولا بأس أن تحترموا المواطن وإن أخطأ”.

وكتبت مريم البريبري: “اسمه نزار العيساوي، احفظوا هذا الاسم جيدا. نزار ضحية جديدة من ضحايا التلفيق البوليسي. حقه في رقبتنا جميعا ومستحيل نسكتو عليه، دمه في رقبة دولة البوليس اللي تقتّل فينا وتنتهك فينا”.

ووثق العيساوي عملية إضرام النار بجسده في مقطع فيديو بثه مباشرة على حسابه بموقع فيسبوك. وأفادت وسائل إعلام محلية بينها إذاعة “موزاييك” أن عيساوي توفي في المستشفى إثر إصابته بحروق من الدرجة الثالثة بعد أن سكب “البنزين” على جسده ثم أضرم النار فيه، الاثنين الماضي.

وأظهره مقطع الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل، وهو يصوّر نفسه بهاتف ويصرخ، قائلا: “خلاف مع شخص يبيع الموز بـ10 دنانير (3 دولارات ونصف)، أذهب إلى المركز (الشرطة) يتهمونني بالإرهاب، إرهاب يا ناس إرهاب من أجل الموز”.

وأوضح في الفيديو أن السبب الذي دفعه إلى ذلك التعرض للظلم، بعد أن تقدم بشكاية إلى الجهات الأمنية.

وأضاف “أردت أن ألفت نظر الشرطة إلى أن أحد الباعة خالف القانون، وهو يبيع الموز بأعلى من التسعيرة الحكومية، فكان جزائي أن اتهموني بالإرهاب، وورطوني في قضية لا دخل لي فيها”.

ويشير في مقطع الفيديو بيده صوب مركز للشرطة، ويردد “هم ظلموني”.

وقبل الحادثة، نشر عيساوي تدوينة على صفحته في فيسبوك، كتب فيها “أنا القاضي نزار عيساوي أحكم على المتهم نزار عيساوي بالموت حرقا وذلك لأنه رجل… رُفعت الجلسة… كفى لم يعد لي طاقة (تحمّل)، اليوم سوف يتم التنفيذ يا دولة البوليس”.

وأصدرت السلطات التونسية قرارا قبل شهر رمضان بألا يتعدى سعر بيع الموز 5 دنانير (دولار ونصف) في محاولة للحد من ظاهرة الاحتكار في الأسواق، وشهد الإقبال على هذه الفاكهة تهافتا كبيرا.

ولعب عيساوي في أندية كرة قدم تنشط في الدرجة المحترفة بالدوري التونسي، ولكنه لا ينتمي إلى ناد في الفترة الحالية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي