كييف تعلن “أول نجاح” في باخموت ومبعوث صيني رفيع يزور أوكرانيا وروسيا في “مهمة سلام”

لقاء سابق بين دميتري ميدفيديف (يسار) والمسؤول الصيني لي هوي في 2015 (رويترز)

يجري مبعوث صيني كبير، اليوم الاثنين، جولة تشمل أوكرانيا وروسيا ودولا أوربية أخرى في مهمة تقول الصين إنها تهدف إلى بحث سبل التوصل إلى “تسوية سياسية” للأزمة الأوكرانية.

وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، أن لي هوي ممثل الصين الخاص لشؤون منطقتي أوربا وآسيا وسفير بيجين السابق لدى روسيا، سيزور أيضا بولندا وفرنسا وألمانيا ضمن جولة تستغرق عدة أيام، من دون الكشف عن جدول زمني مفصل لتلك الزيارة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ ون بين، إن “الزيارة شهادة على جهود الصين نحو تعزيز محادثات السلام، وتوضح تماما التزام الصين الراسخ بالسلام”.

وسيصبح لي أكبر مسؤول صيني يزور أوكرانيا منذ بدء حرب روسيا عليها في فبراير/ شباط 2022، وربما تتزامن رحلته مع بدايات هجوم أوكراني مضاد طال انتظاره لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا.

أوكرانيا تعلن “أول نجاح” في باخموت

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي، الاثنين، إن الدفاع عن مدينة باخموت مستمر، مضيفًا أن الأيام الأخيرة أظهرت قدرة أوكرانيا على التقدم ومواجهة القوات الروسية هناك.

ونقل المركز العسكري الإعلامي الأوكراني عن سيرسكي قوله “إن تقدم قواتنا على طول اتجاه باخموت يمثل أول عملية هجومية ناجحة في الدفاع عن المدينة”.

وأضاف في رسالة بثها المركز على تطبيق التراسل تلغرام “لقد أظهرت الأيام القليلة الماضية أنه بإمكاننا التقدم وتدمير العدو حتى في مثل هذه الظروف الصعبة للغاية. عملية الدفاع عن باخموت مستمرة. جرى اتخاذ جميع القرارات اللازمة للدفاع (عن المدينة)”.

إجراء الرئيس الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

وتأتي زيارة المسؤول الصيني بعد أسابيع من إجراء الرئيس الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أواخر أبريل/ نيسان، كانت أول محادثات بين الزعيمين منذ بدء الحرب.

ووصف زيلينسكي الاتصال في تغريدة على تويتر بأنه كان “طويلًا ومجديًا”، وقال شي إن الصين ستركز جهودها على نشر السلام، لكن مقترحات بيجين لإنهاء الصراع قوبلت ببعض الشكوك في الغرب نظرًا إلى علاقاتها مع روسيا.

ومع ذلك فقد حث العديد من القادة الأوربيين، ومنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين، الرئيس شي على التحدث مع زيلينسكي والاضطلاع بدور أكثر فاعلية لكبح تصرفات موسكو وذلك خلال سلسلة زيارات قاموا بها للعاصمة الصينية منذ مارس/ آذار الماضي.

وتروج بيجين منذ فبراير لخطة مؤلفة من 12 نقطة لتسوية الأزمة الأوكرانية سياسيًّا. لكن الخطة، التي طرحتها بيجين في الذكرى الأولى للعملية الروسية، كانت إلى حد كبير تكرارًا لمواقف الصين السابقة حول الحرب. وحثت الصين الجانبين على الاتفاق على وقف تدريجي للتصعيد وحذرت من استخدام الأسلحة النووية.

وتستبعد كييف فكرة التنازل عن أراضٍ لروسيا وتقول إنها تريد استعادة كل شبر من أراضيها. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014، كما ضمت العام الماضي أربع مناطق أوكرانية أخرى.

ومنذ بدء الحرب، امتنعت الصين عن إدانة موسكو حليفتها الاستراتيجية وعن وصف ما قامت به في أوكرانيا بأنه “غزو”، وهو ما أثار انتقادات من دول أوربية ومن الولايات المتحدة التي شككت في مصداقية الصين وصلاحيتها لأن تكون وسيطًا في الصراع.

المصدر : رويترز