واشنطن بوست: قائد فاغنر عرض على أوكرانيا كشف مواقع الجنود الروس لمهاجمتهم

قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجن، الذي يلقب بطباخ بوتين (رويترز)

نقلت صحيفة واشنطن بوست أمس الأحد عن وثائق مخابرات أمريكية مسربة أن يفغيني بريغوجن رئيس مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة، عرض الكشف عن مواقع القوات الروسية للحكومة الأوكرانية.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه في مقابل سحب أوكرانيا لجنودها من المنطقة، عرض بريغوجين في يناير/ كانون الثاني، إبلاغ جهاز المخابرات الأوكراني بمواقع القوات الروسية.

ووفقًا لإحدى الوثائق، أخبر بريغوجين ضابط استخبارات أوكراني أن الجيش الروسي كان يعاني من إمدادات الذخيرة، ونصح القوات الأوكرانية بالمضي قدمًا في هجوم على حدود شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني، في حين كانت الروح المعنوية للقوات الروسية منخفضة.

كما أشار التقرير إلى معلومات استخبارية أخرى أشارت إلى أن بريغوجينكان على علم بانخفاض الروح المعنوية بين قوات فاغنر، وأن بعض مقاتليه رفضوا أوامر بالانتشار في منطقة باخموت تحت نيران كثيفة، خوفًا من تكبد المزيد من الضحايا.

وأضافت الصحيفة أن أوكرانيا رفضت العرض نظرًا لعدم ثقتهم في قائد فاغنر، مشيرة إلى أنهم يظنون أن هذا العرض محض خدعة لا أكثر، وأكدت في الوقت ذاته أن الأمريكيين هم أيضًا يتشككون في نوايا الرجل؛ كونه لم يخف أن موسكو على علم بتواصله مع كييف بهذا الشأن.

وبيّنت الصحيفة أن الانتقادات الأخيرة التي وجهها زعيم “فاغنر” للقيادات العسكرية الروسية هي جزء من مسلسل الخلافات الطويلة التي تفجرت بين الطرفين خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وأن تلك الخلافات وصلت إلى درجة متقدمة مع تحذير بريغوجين أنه سيسحب قواته من أوكرانيا إذا لم تستجب له وزارة الدفاع الروسية وتمده بالعتاد العسكري الذي يطلبه.

وتعدّ معركة باخموت، المدينة المدمّرة التي تسيطر القوات الروسية على حوالى 95 % منها، الأطول والأكثر دموية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/ شباط عام 2022.

وذكرت الواشنطن بوست أن عرض بريغوجين جاء من خلال اتصالاته بجهاز المخابرات الأوكراني. ورفض متحدث باسم البيت الأبيض التعليق على التقرير، الذي استند إلى وثائق أمريكية سرية تم تسريبها إلى منصة “ديسكورد” للدردشة الجماعية.

ويعود إطلاق “ديسكورد” إلى عام 2015، وكانت مخصصة في البداية لهواة ألعاب الفيديو الذين يرغبون في الدردشة شفهيًا وكتابيًا أثناء اللعب.

وفي حين سيطرت القوات الروسية، وخصوصًا مقاتلي مجموعة “فاغنر” المسلّحة، على أراضٍ بشكل تدريجي وبطيء في باخموت في الأشهر الأخيرة، إلا أن المقاومة الأوكرانية لا تزال شرسة في غرب المدينة.

المصدر : واشنطن بوست