ما استراتيجية أردوغان وكليجدار أوغلو خلال جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية التركية؟ (فيديو)

قال الأكاديمي والمحلل السياسي علي باكير إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتمد خلال جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التركية على تماسك تحالفه، بينما يستهدف منافسه كمال كليجدار أوغلو الدعم الخارجي.

وأوضح باكير خلال لقائه مع برنامج (المسائية) عبر الجزيرة مباشر، أمس الأربعاء، أن استراتيجية المرشح الرئاسي كليجدار أوغلو قبل جولة الإعادة هي الحصول على دعم خارجي من خلال اتهام الرئيس الحالي بالتقارب مع روسيا.

وأشار إلى أن كليجدار من خلال هذه الاتهامات يعتمد على “إثارة حساسية الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة تجاه روسيا، وتسليط الضوء عليه خارجيًا وحشد إعلامي خارجي، وأيضًا دعم سياسي خارجي لأجندته”.

لكن المحلل السياسي يرى أن هذه الاستراتيجية لن تساعده كثيرًا، وقال “لا تخدمه هذه النقطة بالتحديد داخليًا، لأن أغلبية الشعب التركي من خلال استطلاعات للرأي هي أغلبية غير صديقة للولايات المتحدة الأمريكية”.

في الجانب المقابل، يرى المحلل السياسي أن أردوغان يتمتع بالأفضلية خلال جولة الإعادة لعدة أسباب، منها أن “معسكر تحالف الجمهور -المرشح عنه أردوغان- ربح البرلمان في الجولة الأولى للانتخابات، وهو ما سيعطي أردوغان وناخبيه دفعة معنوية كبيرة، ويجعلهم متحفزين للذهاب للاقتراع في الجولة الثانية”.

وأضاف ” لديهم أيضًا ميزة تماسك التحالف السياسي الذي يكونه حزب العدالة والتنمية مع الأحزاب الأخرى، معسكر متناغم جدًا، ولم يظهر أي نزاعات أو خلافات خلال الفترة الماضية، بخلاف المعسكر الآخر”، لافتًا إلى أن هناك صوتا واحدا يتكلم باسم تحالف الجمهور، وهو ما يصب في النهاية بشكل إيجابي في صندوق الانتخابات، وفقًا لقوله.

وتابع “هناك أيضًا بُعد ثالث، هو أن مؤيدي الرئيس أردوغان يعرفون أجندته تمامًا، ويعرفون إنجازاته، ويعرفون التحديات التي واجهته والتي ستواجهه في المرحلة المقبلة”.

أما في المعسكر الآخر، وفقًا لباكير، فقد غيّر كليجدار عدة مرات من الشكل العلني لإنتماءاته، “من العلمانية المتطرفة إلى اليسار المتطرف ثم إلى إسلام معتدل من خلال ضم علي باباجان رئيس حزب الديمقراطية والتقدم وأحمد داوود أوغلو رئيس حزب المستقبل”.

وأوضح “سيؤثر هذا بالسلب علي شعبية هذا المعسكر، ومصداقية الخطاب الذي يتبنونه الذي ربما لا يرى تجاوبًا من الناخبين، على اعتبار أنه قام بتغيير الأجندات والألوان بشكل سريع خلال فترة قصيرة”.

وأشار الأكاديمي والمحلل السياسي إلى أن مرشح المعارضة سيواجه تحديات جديدة خلال جولة الإعادة، تتمثل في إقناع الشرائح التي صوتت له في الجولة الأولى، بالإضافة لاستقطاب شرائح جديدة، “خاصة شريحة القوميين المتطرفين الذي يستهدفهم من خلال أجندة اللاجئين وتخويفهم بها”، على حد قوله.

وأعلنت هيئة الانتخابات التركية إجراء جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية يوم 28 مايو/أيار الجاري بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو.

وحصل أردوغان على 49.51% من الأصوات، في حين حصل كليجدار أوغلو على 44.88%، بحسب النتائج غير النهائية.

المصدر : الجزيرة مباشر